كيف تشكلت الجماعات الاوكرانية العنصرية

13-03-2022

كيف تشكلت الجماعات الاوكرانية العنصرية

 منذ استقلال اوكرانيا عن الاتحاد السوفيتي عام ١٩٩١ م و امور غريبة غير مفهومة بدأت تظهر كأفكار  أو موضة شبابية لا تلبث و ان تختفي ، و هي تفوق العرق الابيض و انحياز ابناء العرق الابيض الى بعضهم البعض و رفضهم أن يشاركهم في بلادهم أي شخص ليس من العرق الاوكراني الابيض ، ظهر في تلك الموجة شعارات منظمة الكلوكس كلان العنصرية الامريكية و شعارات النازية الالمانية .

و كانت تلك الموضة او التوجه كمزحة او نكتة ، و ان سألت اي شاب يرتدي قميص عليه شعار نازي او كلمات عنصرية . فقد كان يضحك و يقول انها بدون معني فقط ليبدو كشاب قوي و صلب . و لم تكن هناك في اوكرانيا أية اعمال عنف عنصرية او مشاعر كراهية عنصرية ، لان الشعب خرج من الشيوعية فقير مفلس استولى افراد معدودين على اقتصاد البلاد ، اما باقي الشعب فقد صنف كأفقر شعب اوروبي .

ثم ظهرت حركة الوطنيين الاوكرانيين بدون أن تكون لها اهداف واضحة
ثم في عام ٢٠٠٤ اسس اندريه بيلتسكي منظمة ازوف AZOV العسكرية التي تتكون من متطوعين هدفها مساعدة الشرطة و الجيش في اي اعمال تحفظ امن الوطن الاوكراني . 

ثم اصبحت حركة الوطنيين الاوكرانيين منظمة عسكرية ايضا في عام ٢٠٠٥ م تتكون من متطوعين . 

ثم تم تأسيس منظمة سنا SNA في عام ٢٠٠٨ م كمنظمة عسكرية تتكون من متطوعين ايضا . 

ثم حضر الى اوكرانيا شخصين من دولة السويد ينتمون الى حركة تفوق العرق الابيض العتصرية و في الحقيقة هم من النازيين الجدد التي تعادي الاعراق البشرية الاقل  قدر و  قيمة من العرق الابيض المتفوق على باقي الاعراق . 


قام كلا الرجلين القادمين من السويد باعمال تنظير و تأهيل نفسي و معنوي للمتطوعين في المنظمات العنصرية الاوكرانية ليصبح هؤلاء المتطوعين اصحاب ايدولوجية و فكر يقاتلون لاجله . ثم اصبحت منظمة ازوف AZOV تعمل كوحدة عسكرية ضمن الجيش الاوكراني لكن ما زالت تتكون من متطوعين .

ثم دخل على الخط اثنين من الاوليغارتشية الاوكرانيين لليهود و هما ايغور كولومويسكي و سرحي تاروته و اصبحوا داعمين لتلك المنظمات العنصرية و اصحاب القرار في تلك المنظمات . التي صارت تقوم باعمال عنف ضد الأوكرانيين المتحدثين بالروسية و الاقليات التي تعيش في اوكرانيا . و فتح باب التطوع في تلك المنظمات لاي شخص ابيض من أي دولة بالعالم . 

و بعد تزايد اعمال العنف ضد الاوكرانيين المتحدثين بالروسية ، ظهرت حركة انفصالية بينهم تطالب سلميا من الدولة الاوكرانية اجراء استفتاء شعبي لانفصال الاقاليم ذات الاكثرية الروسية عن اوكرانيا . لكن ذلك الطلب صعد اعمال العنف ضد الاوكرانيين الروس . 

الأستخبارات الروسية تدخلت و سلحت الروس في اقليمي دونباس و لوهانسك و استطاعوا احتلال جزء بسيط من الاراضي الواقعة على الحدود الروسية لكن بقيت معظم اراضي الاقليمين تحت سيطرة  الحكومة الاوكرانية . 

الاوكرانيين من اصل روسي كانوا متواجدين ايضا في كافة المدن الاوكرانية خاصة العاصمة كييف . و مع قيام منظمة ازوف بتسيير دوريات امنية في شوارع كييف اصبح البحث عن الاوكرانيين من اصل روسي و التنكيل بهم هو الشغل الشاغل لمنظمة ازوف . 

هنا انتبه المجتمع الدولي و بعد شد و مد تم ادانة تلك المنظمات و تصنيفها كمنظمات ارهابية لكن اختلف اعضاء المجتمع الدولي على تصنيف المنظمات العنصرية الاوكرانية كمنظمات ارهابية من المستوى الاول الاعلى او من مستويات اقل خطورة . 
لكن تلك الادانة لم توقف اعمال ازوف الارهابية بل اضافت الى اعمالها التنكيل بالشواذ جنسيا و بالمواطنيين الاوكران الغجر . 

رغم الادانة الدولية في عام ٢٠١٨ م ، الا ان تلك المنظمات ما زالت مزدهرة و تعمل بحرية بل ان الأوليغارتشية الذين يمولون اعمال تلك المنظمات وضعت نظام مكافئات سخية للمتطوعين بتلك المنظمات ، مثلا : 
١ - كل شخص يقتل انفصالي من الاوكران الروس ، فأنه يحصل على ١٠ الاف دولار امريكي . 
٢ - و من يخرج عائلة من الانفصاليين من مسكنها في اوكرانيا الى خارج اوكرانيا ، عبر شراء منزلهم بشرط مغادرتهم اوكرانيا فأنه يستحق مكافئة بمبلغ ٢٠٠ الف دولار امريكي . 
و غير ذلك . 

ثم ظهرت منظمات عنصرية أخرى تدار و يتم تمويلها  من نفس المجموعة الاوليغارتشية  من تلك المنظمات منظمة ايدار AIDAR . و هو اسم من التوراة لبرج القطيع بين بيت لحم و رام الله في فلسطين . نبي الله داوود كان مع مجموعة من الجنود قد استخدم ايدار او برج القطيع اثناء رحلته الى اليمن . 

الاوليغارتشية الذين يمولون اعمال تلك المنظمات هم من اصحاب المليارات و يعيشون بين اسرائيل و اوكرانيا و لهم علاقات قوية بالسياسيين الاوكرانيين و بجنرالات الجيش و الشرطة الاوكرانية . و هم من يدير المشهد في اوكرانيا من وراء ستار . 

اليوم و بشكل مفاجئ خرج بوتين بتهديد للحكومة الاسرائيلية بأن  لم توقف اسرائيل اعمال منظمة ايدار ضد القوات الروسية في جنوب اوكرانية و شمال شبه جزيرة القرم ، فأن روسيا ستقوم و بدون انذار بتوجيه ضربة صاروخية قوية لاسرائيل . 

تهديد قوي فضح اليد الصهيونية في أحداث اوكرانيا ، رغم تظاهر الحكومة الأسرائيلية بأنها ترغب في البقاء بعيدة عن المشكلة الروسية الاوكرانية ، و اسرائيل تتظاهر و تمثل دور المحايد ، و تمادت في التظاهر و التمثيل للدرجة أن لاجئين يهود اوكرانيين وصلوا الى مطار بن غوريون في تل ابيب و تم اعادتهم الى الدول التي جاءوا منها . شركات الطيران التي نقلتهم الى تل ابيب على متن طائراتها قد جاء بسبب لائحة اسرائيلية موجهة لهم تفيد بأن اليهود من اي دولة و جنسية لا يحتاجوا الى فيزا مسبقة للصعود على اي طائرة متجهة الى اسرائيل . 

لكن يبدو أن الرئيس بوتن الذي هدد اسرائيل و فرنسا  هو شخص يصعب خداعه .


وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...