تحصينات أميركية جديدة وأنقرة تراوغ دمشق

31-08-2024

تحصينات أميركية جديدة وأنقرة تراوغ دمشق

في ظل تصاعد عمليات المقاومة ضد المواقع الأميركية في سوريا، بسبب الدعم الأميركي لإسرائيل في هجماتها على غزة، بدأت واشنطن في إرسال تعزيزات عسكرية تشمل أنظمة دفاع جوي قصيرة ومتوسطة المدى إلى قواعدها غير الشرعية في شمال شرق سوريا.

يأتي هذا التحرك بعد نحو شهر من إجراء تدريبات مشتركة مع قوات “قسد” الكردية على أنظمة دفاع جوي قصيرة المدى، وفقاً لمصادر كردية.

ترتبط هذه التعزيزات بالهجمات المتزايدة على القواعد الأميركية في سوريا باستخدام الصواريخ والطائرات المسيرة.

تتزامن هذه التحركات مع الضغوط المستمرة على قوات “قسد”، سواء عبر تكثيف الهجمات الجوية التركية، أو من خلال التقارب بين أنقرة ودمشق، الذي يمثل تهديداً وجودياً للإدارة الذاتية الكردية المدعومة أميركياً.

ورغم أن نشر أنظمة الدفاع الجوي في القواعد الأميركية ليس بالأمر الجديد، إلا أن هذه الخطوة في الوقت الحالي تشير إلى تمسك واشنطن بسياساتها في سوريا.

تهدف هذه السياسة إلى دعم الأكراد ومشروعهم الانفصالي، ومحاولة عرقلة التقارب السوري-التركي، الذي قد يؤدي إلى حلحلة قضايا معقدة تستغلها الولايات المتحدة في المنطقة.

تشمل هذه القضايا السيطرة على مناطق شمال سوريا التي تسيطر عليها فصائل “جهادية” تقدم معلومات استخباراتية للأميركيين، وكذلك السيطرة على مناطق الشرق حيث توجد منابع النفط والقمح.

تستهدف الولايات المتحدة من وجودها في شرق سوريا، إلى جانب فرض حصار على دمشق، الحفاظ على نفوذها في المنطقة وقطع الطريق بين طهران وبيروت، إضافة إلى تقديم دعم عسكري واستخباراتي لإسرائيل.

من جهة أخرى، تواصل أنقرة مناورتها في ملف التقارب مع دمشق، سعياً لتحقيق أكبر قدر من المكاسب، مثل إعادة اللاجئين السوريين وإنهاء الإدارة الذاتية الكردية، دون الانسحاب من المناطق التي تسيطر عليها في الشمال السوري.

ورغم أن دمشق أكدت مراراً على رفضها لبقاء القوات التركية، شدد الرئيس بشار الأسد في خطابه الأخير أمام مجلس الشعب على ضرورة احترام السيادة السورية، مشيراً إلى أن سوريا تعاملت بإيجابية مع المبادرات المقدمة لإعادة العلاقات مع تركيا، لكن دون تحقيق نتائج ملموسة حتى الآن.

وفي هذا السياق، تستمر التصريحات التركية التي تضع “اشتراطات” للحوار مع دمشق، مثل الحل السياسي للأزمة وعودة اللاجئين، مما يتناقض مع تصريحات سابقة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي أعرب عن رغبته في لقاء الرئيس السوري.

وبينما تستمر أنقرة في هذه المراوغة، تشير مصادر سورية معارضة إلى أن تركيا ما زالت تواصل سياستها تجاه سوريا، وتسعى لإعادة العلاقات الطبيعية بين البلدين.

ورغم هذه المحاولات، فإن أنقرة تواجه صعوبات ميدانية كبيرة، مثل عدم قدرتها حتى الآن على فتح وتأمين معبر يصل بين مناطق سيطرة الفصائل والحكومة السورية.

لكن مصادر ميدانية تتوقع أن يتم افتتاح المعبر خلال الأيام القليلة المقبلة.

الأخبار

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...