17-01-2024
حزب البعث: مراجعة واقتراحات
قل لي من تعادي، أقلْ لك من أنت.. فنحن نكبر بالتَّحدي أكثرَ مما يفعله الإطراء والمديح، وماحصل مع حزب البعث، أنه فقد التحدي الداخلي بعد تطويع الأحزاب السُّورية ضمن تركيبة "الجبهة الوطنية التقدمية"، فاسترخى البعثيون، كما استرخت أحزاب الجبهة، بعدما توازعوا مقاعد الحكومة ومجلس الشعب، وكان هذا جيداً في حينه لاستقرار سورية قبل نصف قرن، لكن الزمان يمرُّ على الأشياء المخلوقة وإذا لم نتداركها بالتجديد فسوف تشيخ وتغدو عبئاً على أهلها وأصحابها، وهذا ما حصل لأحزابنا الوطنية، والبعث في مقدمتها. حيث بات الأفق خلفها بدل أن يكون أمامها، والواقع أن الجملة الإبداعية في النظام الداخلي للبعث كانت تقول بأنه (حزب انقلابي)، ولا أعلم متى تم حذفها لارتباط الجملة ظاهرياً بالانقلابات العسكرية، بينما كان القصد منها أنَّ الزمن هو التحدي الأول والمستمر أمام حزب ثوري علماني صاحب رؤية تقدمية، فإذا لم ينقلب على نفسه ويجدد في منطلقاته النظرية وثقافته الحزبية فسوف يتجمد ويتصنَّم مع الزمن بينما يقتضي عملُ