إدارة بوش تتجسس على القيادة العراقية

06-09-2008

إدارة بوش تتجسس على القيادة العراقية

كشف الصحافي الأمريكي المخضرم بوب وودوارد فضيحة جديدة ارتكبتها إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش من خلال تجسسها على رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وأعضاء حكومته والعاملين معه، مشددا على أن واشنطن أدارت عملية تجسس واسعة النطاق، وان مسؤولين أمريكيين ابلغوه بأنهم “يعلمون كل شيء يقوله المالكي”، فيما دانت الحكومة العراقية هذه العملية، وأعلنت انها ستطلب تفسيراً من الولايات المتحدة بشأن هذه القضية.

جاء ذلك في كتاب جديد لوودوارد اسمه “الحرب الداخلية: تاريخ البيت الأبيض السري 2006-2008” وهو الكتاب الرابع الذي يؤلفه وودوارد في اطار معالجة بوش للحرب في العراق وافغانستان بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001 ونشرت صحيفة “واشنطن بوست”، مقتطفات من الكتاب أمس، قبل صدوره بعد غد الاثنين.

وأقر مسؤول كان على علم بعمليات التجسس ب “حساسية المسألة” وتساءل “هل إن الأمر سيكون أفضل في حال لم نقم بهذه العمليات؟”.  وقال وودوارد إن إدارة بوش كانت تشهد انقسامات كبيرة، حتى إن عدداً من كبار الضباط الأمريكيين احتجوا بشدة في نهاية 2006 على خطط الرئيس لإرسال مزيد من القوات إلى العراق.

وعارض الجنرال جورج كايسي الذي كان حينها قائد القوات الأمريكية في العراق والجنرال جون ابي زيد الذي كان مسؤول القيادة الوسطى الأمريكية بشدة قرار الرئيس إرسال قوات اضافية إلى العراق وكذلك وزير الدفاع السابق دونالد رامسفيلد. ووصف كايسي بغداد بأنها “ساحة حرب تبتلع عددا كبيرا من الجنود”. وحده مجلس الأمن القومي في إدارة بوش دعم استراتيجية زيادة عديد القوات التي وصفت بعد ذلك بأنها كانت نجاحا عسكريا. وبسبب فقدان الثقة في الجنرالين كايسي وابي زيد طلب بوش في أكتوبر/تشرين الأول 2006 من مستشاره للأمن القومي ستيفن هادلي إجراء مراجعة سرية لما يحدث في العراق وأفغانستان بعيداً عن مشاركة العسكريين.

وبحسب الكتاب، فإن بوش قرر خلال النقاش الداخلي إقالة رامسفيلد الذي كان وزيرا للدفاع خلال الحرب على العراق، واختار غيتس خلفا له من دون ان يستشير نائبه ديك تشيني. وابلغ بوش تشيني بقراره في السادس من نوفمبر/تشرين الثاني 2006 أي يوم قبل الانتخابات التي خسر فيها الجمهوريون الأغلبية في الكونجرس. وكشف وودوارد ان رايس كانت تعارض إرسال المزيد من القوات إلى العراق وقالت لبوش “لا تملك صورة واضحة عما يجري على الأرض”. ونسب إلى رايس قولها إن بوش كان يحصل على “رواية.. قصة.. تلتف حول المشاكل الحقيقية”.

وذكر وودوارد أن زيادة عديد القوات الأمريكية لم يكن العامل الرئيسي في تراجع أعمال العنف في العراق، وعزا ذلك إلى العمليات التي نفذت استناداً إلى عمليات سرية لجمع معلومات استخباراتية على الأرض ساهمت في كشف قادة متمردين وقياديين في تنظيم القاعدة في العراق. لكن الكاتب لم يذكر تفاصيل كبيرة عن العمليات السرية، مشددا على أن مسؤولين أمريكيين (التقى وأجرى حوالي 150 مقابلة) طلبوا منه عدم كشف معلومات في هذا الخصوص لأسباب تتعلق بالأمن القومي. إلا انه ذكر أربعة عوامل أخرى منها: العمليات السرية للاغتيالات وتواجد القوات الأمريكية في الشوارع وقرار الزعيم الشاب مقتدى الصدر ضبط جيش المهدي التابع له، إضافة إلى ما يعرف بقوات “الصحوة”.

وامتنعت دانا بيرينو المتحدثة باسم البيت الأبيض عن التعليق على التقرير وقالت للصحفيين “لدينا تعاون مكثف مع رئيس الوزراء نوري المالكي. سفيرنا يلقاه يومياً تقريباً”. واضافت “إذا كان لديهم (الحكومة العراقية) أي دواع للقلق فأنا واثقة انهم سيتحدثون بشأنها لأننا نرتبط معهم بعلاقات جيدة.. علاقات تتسم بالانفتاح والصراحة ونحن على اتصال كل يوم تقريبا”.

وفي بغداد، قال علي الدباغ المتحدث باسم الحكومة في بيان “إذا كان هذا صحيحاً.. فإنه يعكس عدم وجود ثقة”. مضيفا أن العراق سيطلب تفسيرا من الولايات المتحدة.

حنان البدري

المصدر: الخليج

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...