الصفحة الرئيسية

شغب نبيل صالح

ازدواجيَّة اللغة والمجتمع العربي

متى بدأ انفصال اللغة العربية الفصحى عن المجتمع، وكيف تشكلت طبقة النخبة السياسية والدينية والثقافية من داخل الفصحى، بينما بقي مجتمع العامية خارجها، حتى بات الوضعُ أشبهَ بالفصل الطبقي بين لغة الحكام والمحكومين، حيث دولةُ الفصحى تحكمها قوانين النَّحو والإملاء؛ بينما لغة الشعب تسرح وتمرح حرةً خارج حدود التَّدوين والصرف والنحو المقدس.. لماذا تجمَّدت الفصحى وأغلقت أبوابها عند زمن تدوين القرآن بينما بقيت العاميَّة سائلة ومتدفقة، متجددة وقادرة على استيعاب حياة الناس... كيف شكَّلت اللهجات العامية جزءاً من هُويَّة المواطنة في دول "سايكس بيكو" ولم تتمكن الفصحى من أن تكون لغة التواصل الموحَّدة بين الشُّعوب العربية ؟!

كاريكاتير ياسين الخليل

المربع الثاني

حول الحرب الأوكرانية وزراعة المواقف والآراء في عقول الناس

الأيهم صالح: من السهل أن يتبنى الإنسان موقفا أو رأيا، اسأل أي شخص تقابله عن أي موضوع وستحصل على رأي ما أو موقف ما. أصلا أصبح من السهل زراعة المواقف والآراء في عقول الناس، بحيث أن الآراء التي تحصل عليها من الناس تكون غالبا آراء تم تشكيلها بالريموت كونترول عبر الإعلام أو الشبكات الاجتماعية أو عبر تأثير الأقران. ولكن من الصعب جدا أن يتبنى الإنسان موقفا بناء على معلومات موضوعية، ومن شبه المستحيل أن يتبنى الإنسان موقفا بناء على حقائق. أنا أواجه هذه الصعوبة دائما في حواراتي، ومؤخرا جاءتني الكثير من الأسئلة عن اللقاحات، ويسألني كل شخص أحادثه حاليا عن موقفي من ما يحصل في أوكرانيا. أنا لم أختبر اللقاحات ولا أعرف ما محتوياتها ولا أعرف كيف تعمل، أصلا كل ما يصلني عنها هو أخبار إعلامية وليس معرفة أو معلومات. أنا أدرك أنني لا أعرف شيئا عن هذه اللقاحات الجديدة، ولذلك ليس لي رأي شخصي فيها، وموقفي منها هو أنني لا أرغب باختبارها على نفسي أو أولادي.