حنا أرنت: كيف نعيش مع خوفنا من الفقدان!

18-07-2024

 حنا أرنت: كيف نعيش مع خوفنا من الفقدان!

*ماريا بوبوڤا:

"أحب.. لكن احذر ما تحب"، هكذا كتب الفيلسوف الروماني الأفريقي القديس أوغسطين في أواخر سنوات القرن الرابع. نحن، بمعنى عميق، ما نحبه؛ نصير ما نحبه بقدر ما يصير ما نحبه نحن. ونتصرف مدفوعين بأشواقنا الواعية واللاواعية، ويأسنا، ورغباتنا النمطية اللانهائية. وبالطبع يوجد شيء متناقض للغاية في مسألة مناشدة العقل في فكرة أننا نستطيع ممارسة الحكمة في مسألة الحب؛ فأن تحب هو أن ينسدل ثوب الجنون حتى على العقل الأكثر عنادًا وتماسكًا، خصوصًا عندما يتولى القلب زمام الأمور برعونته اللذيذة!
كيف ننتبه إلى تحذير أوغسطين، ليس باتباعه بلا تفكير بل من خلال فهم أفضل لتجربتنا في الحب، هو ما تستكشفه حنا أرندت (14 أكتوبر 1906 - 4 ديسمبر 1975) في عملها الأقل شهرة، لكن الأجمل من نواحٍ عديدة "الحب عند القديس أوغسطين"، (منشورات المكتبة العامة). وهو أول مخطوط طويل لحنا، وآخر ما نُشِر لها بالإنجليزية، وقد انتشلته من بين أوراقها بعد وفاتها العالمة السياسية چوانا فيكتشياريلي سكوت والفيلسوفة چوديث تشيليوس ستارك.
بعد نصف القرن من كتابتها كأطروحة دكتوراه في عام 1929- بينما كانت رسولة العقل التي ستصبح واحدة من أكثر العقول التحليلية  نباهة وذكاءً في القرن العشرين، تكتب رسائل حبها النارية إلى مارتن هايدجر- راجعت حنا المخطوط وعلَّقت عليه باهتمام بالغ.
على مَسَن أوغسطين حاولت صقل أفكارها الفلسفية الأساسية، وعلى رأسها الانفصال المزعج الذي رصدته بين الفلسفة والسياسة كما يتجلى في صعود آيديولوجيات مثل الشمولية، التي درست أصولها وأسبابها بتركيز واهتمام شديدين. واستعارت من أوغسطين عبارة amor mundi/ حب العالم، التي ستصبح سمة مميزة لفلسفتها. ولانشغالها بأسئلة عن أسباب استسلامنا للشر وتطبيعه، أرجعت حنا أصل الاستبداد إلى قطع الصلة بالآخرين. وعادت مرارًا وتكرارًا إلى أوغسطين للحصول على الترياق: الحب.
وفي حين كانت الفكرة القديمة عن حب المحيطين عمومًا- التي ستلهم مارتن لوثر كنج- محور تركيز حنا الفلسفي واهتمامها بأوغسطين، لم تنفصل اهتماماتها السياسية عن ينبوع الحب العميق: الحب الشخصي. ومع كل الحكمة السياسية والفلسفية التي استمدتها منه، كانت "اعترافات أوغسطين" مفعمة بالحيوية لأسباب تتعلق بتجربته في الحب الشخصي؛ هذه القوة الأبدية التي تحكم شمس وقمر ونجوم حياتنا الداخلية، وتنعكس وتنطبع على بنياتنا الثقافية والاجتماعية.
مع الأخذ بعين الاعتبار مفهوم أوغسطين للحب باعتباره "نوعًا من الرغبة الجارفة" باللاتينية "الشهية"، التي اشتقت منها كلمة شهوة، وتأكيده على أن "الحب ليس في الواقع سوى اشتهاء شيء ما لذاته"، عدت حنا أرندت هذه الرغبة المباشرة الدافع الأساسي للحب:
كل رغبة مرتبطة بشيء محدد، وهذا الشيء يتطلب إثارة الرغبة نفسها، ومن ثَم توفير هدف لها. ترتبط الرغبة بالشيء المحدد الذي تسعى إليه، والحركة يحددها الهدف الذي تتحرك نحوه.
فكما كتب أوغسطين، الحب هو "نوع من الحركة، وكل حركة موجهة هي نحو شيء ما". وما يحدد حركة الرغبة دائمًا موجود مسبقًا، فشغفنا يتجه إلى عالم نعرفه؛ ولا يكتشف شيئًا جديدًا. والشيء الذي نعرفه ونرغب فيه هو "الخير"، وإلا لما طلبناه لذاته. وكل الخير الذي نرغبه-في معرض بحثنا عن الحب- هو أشياء مستقلة، لا علاقة لها بأشياء أخرى. كل منها لا يمثل سوى خيره الفرداني. والسمة المميزة لهذا الخير الذي نرغب فيه هي أننا لا نملكه، وبمجرد أن نملكه تنتهي/ تأفل رغبتنا فيه، إلا إذا كنا مهددين بفقدانه؛ في هذه الحال تتحول الرغبة في التملك إلى خوف من الخسارة، باعتبارها سعيًا لتحصيل خير بعينه لا أشياء عشوائية، فالرغبة هي مزيج من "الاتجاه إلى الشيء" و"العودة منه".
الرغبة تحيل إلى الفرد الذي يعرف خير العالم وشره ويسعى إلى العيش في سعادة. ولأننا نعرف السعادة، نريد أن نكون سعداء، وبما أنه لا يوجد شيء أكثر تأكيدًا من رغبتنا في أن نكون سعداء، فإن مفهومنا للسعادة يرشدنا في تحديد الخيرات المهمة التي تصير لاحقًا موضوعًا لرغباتنا. الشهوة، أو الحب، هو إمكانية حصول الإنسان على الخير الذي سيجعله سعيدًا، أي الحصول على ما يخصه.
لهذا يبدو الحب السخي غير المتملك -الحب الذي لا ينقص بسبب الإخفاق في تحقيق الخير الذي يتوق إليه- إنجازًا خارقًا يفوق طاقة البشر. ("إذا لم يكن ممكنًا أن تتساوى المحبة/ فلأكن أنا الطرف الأكثر محبة". هكذا كتب صديق أرندت المخلص والمعجب الكبير الشاعر د. هـ. أودن في قصيدته الخلابة التي تؤيد الانتصار الإنساني الخارق للقلب). 
تحذر حنا من أن الحب المبني على التملك مصيره الحتمي هو الخوف؛ الخوف من فقدان ما تم الحصول عليه. وبعد ألفي عام من تقديم إبكتيتوس علاجه لانكسار القلب بالتسليم بفناء كل الأشياء، ومن ثَم، فحتى الحب ينبغي أن يُمسك بقبضة مرتخية، كتبت حنا، التي انتبهت أن كلام أوغسطين موجه للرواقيين:
ما دمنا نرغب في أشياء مؤقتة، سنبقى دائمًا تحت هذا التهديد؛ وسيرافق خوفنا من الخسارة دائمًا رغبتنا في الحصول على الأشياء. يجيء الخير بشكل مؤقت ويفنى بشكل مستقل عن الإنسان التي تربطه رغباته به. ولأننا باستمرار، عبر الرغبة والخوف، مرتبطون بمستقبل تحيط به الشكوك، نجرد كل لحظة حاضرة من هدوئها، وأهميتها الجوهرية، ولا نستطيع الاستمتاع بها؛ وهكذا يدمر المستقبل الحاضر.
بعد مرور نصف قرن على تحذير تولستوي من أن "الحب لا مستقبل له [لأن] الحب هو نشاط مرتبط بالحاضر فحسب"، تضيف أرندت:
لا يتحدد الحاضر بالمستقبل بما هو عليه… بل بأحداث معينة نأمل فيها أو نخشى حدوثها في المستقبل، ما نتوق إليه، أو نسعى إليه، أو نتفاداه أو نتجنبه. السعادة تكمن في التملك، في امتلاك الخير والاحتفاظ به، والأكثر من ذلك في اليقين من عدم فقدانه. أما الحزن فهو فقدان الخير الذي نملكه، وفي تحمل هذه الخسارة. وهكذا، عند أوغسطين، فإن سعادة التملك لا تتناقض مع الحزن، بل مع الخوف من الخسارة. مشكلة السعادة الإنسانية أنها محاطة بالخوف على الدوام. فلا يتعلق الأمر بالافتقار إلى التملك، بل بسلامة وطمأنينة التملك.
الموت، بطبيعة الحال، هو الخسارة الأخيرة للحب وكذلك للحياة، ومن ثَم فهو ذروة خوفنا من المستقبل. ومع ذلك، فهذا الهروب من الوجود عبر بوابة القلق -الذي ربما هو أكثر الأمراض التي يتعرض لها البشر شيوعًا- هو في حد ذاته موت حي.
وعن هذا تكتب:
في معرض خوفهم من الموت، يخاف الأحياء الحياة نفسها، فالحياة محكوم عليها بالموت… والصيغة التي تعرف بها الحياة نفسها وتدركها هي القلق. وهكذا يصبح موضوع الخوف هو الخوف نفسه. حتى لو افترضنا أنه ليس ثمة ما يدعو للخوف، وأن الموت ليس شرًا، ستظل حقيقة الخوف (وأن جميع الكائنات الحية تتجنب الموت) قائمة.
على هذه الخلفية من الفضاء السلبي، تحدد حنا الهدف النهائي للحب وفقًا لأوغسطين:
الجسارة هدف الحب. والحب كالشهوة يتحدد بهدفه، والهدف هنا هو التحرر من الخوف.
وبشعور يسلط الضوء على الآلية المركزية التي يغذي بها الإحباط (مؤقتًا) الرضا في حالة الحب الرومانسي، تضيف:
الحب الذي يسعى لشيء آمن ومتاح، سيشعر بالإحباط باستمرار، لأن كل شيء محكوم عليه بالموت. وتحت وطأة هذا الإحباط يتحول الحب، ويصبح غرضه الإنكار، ولا يتبقى منه سوى الرغبة في التحرر من الخوف. ومثل هذه الجسارة لن توجد إلا في الاستقرار التام الذي ليس من الممكن لأحداث المستقبل المتوقعة أن تزعزعه.
وإذا كان الحاضر -انتفاء الأمل/ التوقعات- شرطًا أساسيًّا لتجربة الحب الحقيقية، فالزمن هو البنية التحتية الأساسية لها.
بعد مرور ما يقرب من نصف قرن، وعندما أصبحت أول امرأة تحاضر في  كلية جيفورد المرموقة بالسلسلة الممتدة لـ 85 عامًا، ستجعل حنا من فكرة الزمن مركزًا للأنا الفكرية لدينا، محورًا لمحاضرتها التاريخية المعنونة (حياة العقل). وهي هنا، تقتبس من كتابات أوغسطين، معتبرة الحب مفارقة خارج الزمن بالنسبة لمخلوقات زائلة/ مؤقتة مثلنا:
حتى لو كان ينبغي للأشياء أن تدوم، فحياة الإنسان لا تدوم. ونحن نفقدها يوميًّا. وبينما نعيش تمر بنا السنوات وتقودنا إلى العدم. يبدو أن الحاضر هو وحده الحقيقي، لأن "الأشياء الماضية والمستقبلية ليست موجودة"؛ لكن كيف يمكن للحاضر (الذي لا أستطيع قياسه) أن يكون حقيقيًّا وهو لا يملك "مساحة"؟ الحياة دائمًا إما لم تعد موجودة أو ليست موجودة بعد. والحاضر يمر عبر ما ليس له مساحة، ويختفي فيما ليس موجودًا. هل يمكن القول إن الحياة موجودة أصلاً؟ الحقيقة أن الإنسان هو من يقيس الزمن. ربما يمتلك الإنسان "مساحة" يمكنه فيها حفظ الزمن لفترة تكفي لقياسه، أليست هذه "المساحة" التي يبلغها الإنسان بنفسه، ليتجاوز الحياة والزمن؟ الزمن موجود فقط بقدر ما يمكن قياسه، والمقياس الذي نقيسه به هو المكان.
تشير حنا إلى أن الذاكرة عند أوغسطين هي المساحة التي يقاس فيها الزمن ويخزَّن مؤقتًا: 
الذاكرة، مخزن الزمن، هي حضور "لا أكثر" (iam non)، كما أن التوقعات/ الحدس، هو حضور "لم يحدث بعد" (nondum). لذلك فلا أقيس ما لم يعد موجودًا، بل أقيس شيئًا ثابتًا في ذاكرتي. يحدث هذا فقط من خلال استدعاء الماضي والمستقبل إلى حاضر الذكرى والتوقعات، الذي يوجد الزمن فيها على إطلاقه. ومن ثم فالزمن الوحيد الصالح هو الحاضر، هو الآن.
أحد المواضيع الرئيسية التي أبحثها في كتابي "الاكتشاف" هو السؤال المتعلق بزمنية تجاربنا الغنية، ذكرت مارجريت فولر، إحدى شخصياتي الرئيسية: "الاتحاد بين طبيعتين لبعض الوقت أمر عظيم للغاية". هل علينا أن نيأس أم نبتهج بحقيقة أنه حتى أعظم حالات الحب لا توجد إلا "لوقت ما"؟ فالمقاييس الزمنية مرنة، تتقلص وتتوسع مع عمق وحجم كل حب، لكنها دائمًا محدودة، مثل الكتب، مثل الحياة، مثل الكون نفسه. ويكمن انتصار الحب في الجسارة والنزاهة التي نختبر بهما اللحظات العارمة العابرة التي تجمع شخصين وقت ارتباطهما، قبل أن يتخليا عنها بنفس القدر من الشجاعة والنزاهة.
تندهش فولر عند مشاهدة لوحات كوريجيو للمرة الأولى، ويغلبها جمال لم تختبره من قبل، يشع بحقيقة أكبر عن قلب الإنسان: "روح الحب الحلوة! يجب أن أسأمك أنت أيضًا؛ لكنها كانت مشرقة ذاك اليوم"!
تستكشف حنا أرنت حقيقة القلب الجوهرية في كتابات أوغسطين. وبعد قرن من تأكيد كيركيجارد أن "اللحظة ليست ذرة من الزمن بل ذرة من الأبدية":
الآن/ الحاضر هو ما يقيس الوقت ذهابًا وإيابًا، لأن الآن/ الحاضر، بالمعنى الدقيق للكلمة، ليس زمنًا، بل هو خارج الزمن. في الحاضر، يلتقي الماضي والمستقبل. يتزامنان للحظة عابرة يمكن تخزينها في الذاكرة، التي تتذكر الأشياء الماضية وتتوقع الأشياء القادمة. في اللحظة العابرة (الآن/ الحاضر الزمني) يبدو كأن الزمن توقف، وهذا الآن هو ما أصبح نموذج أوغسطين للأبدية/ الخلود.
أوغسطين نفسه يصور هذه الزمانية اللانهائية:
من يمسك [القلب] يهيؤه حتى يثبت قليلاً ويلتقط للحظة روعة الأبدية التي لا تزال قائمة إلى الأبد، ويقارن ذلك باللحظات الزمنية التي لا تتوقف أبدًا، سيرى أنه لا مثيل له... ولكن في أثناء الوجود في الأبدية، لا شيء يمر إلا كلية الوجود.
وتركز أرنت على قلب المفارقة:
ما يمنع الإنسان من "العيش" في الحاضر الخالد هو الحياة نفسها، التي لا "تتوقف أبدًا". فالخير الذي يتوق إليه الحب يكمن وراء كل الرغبات المجردة.. ولو أن المسألة مجرد رغبة، لأنهى الخوف كل الرغبات. وبما أن كل ما يواجه الحياة من الخارج كموضوع لرغبتها يُقتفى من أجل الحياة (الحياة التي سنفقدها)، فالهدف النهائي لجميع الرغبات إذن  هو الحياة نفسها. الحياة هي الخير الذي يجب أن نسعى إليه، ونسميها الحياة الحقيقية.
ثم تعود إلى الرغبات التي تخرجنا من الحياة ثم تغرقنا فيها:
تتوسط الرغبة الذات والموضوع، وتمحو المسافة بينهما بتحويل الذات إلى محب والموضوع إلى محبوب.
فالمحب لا ينعزل أبدًا عمن يحب؛ بل ينتمي إليه… ولأن الإنسان ليس مكتفيًا بذاته، ومن ثَم يرغب دائمًا في شيء خارج نفسه، فإن مسألة من هو لا يمكن حلها إلا من خلال موضوع الرغبة، وليس، كما اعتقد الرواقيون، من خلال قمع الدافع. الرغبة نفسها: "كل شخص هو ما يحب" [كما كتب أوغسطين]. وبالمعنى الدقيق للكلمة، من لا يحب ولا يرغب على الإطلاق؛ هو لا أحد.
فالإنسان في حد ذاته، أي جوهره، لا يمكن تعريفه، لأنه يرغب دائمًا في الانتماء إلى شيء خارج نفسه، ويتغير وفقًا لذلك... وإذا أمكن القول إن له طبيعة جوهرية أصلاً، فستكون عدم الاكتفاء الذاتي. ومن هنا يدفعه إلى الحب إلى الخروج من عزلته.. سعيا إلى السعادة، وهي عكس العزلة، تتطلب أكثر من مجرد الانتماء. ولا تتحقق السعادة إلا عندما يصبح المحبوب عنصرًا دائمّا متأصلاً  في كيان المرء.
ومن المذهل حين نتتبع خطوط هذه الأفكار عبر حياة حنا أرنت الفكرية، وبعد عقود من حصولها على الدكتوراه، ستضع أطروحتها المؤثرة حول كيفية استخدام الطغاة للعزلة كسلاح للقمع. وبعبارة أخرى، فالشمولية ليست إنكارًا للحب فحسب، بل اعتداء على جوهر البشر.
استكمالاً لكتاب الحب والقديس أوغسطين، تستمر حنا في دراسة التسلسل الهرمي للحب عند أوغسطين، والبني النفسية للرغبات، ومخاطر التوقعات، واللبنات الأساسية لـ"محبة العالم" التي هي حيوية للغاية لبناء حياة متناغمة ومجتمع متناغم. وبإقران هذا مع ما كتبته إليزابيث باريت براوننج حول السعادة كالتزام أخلاقي، يمكننا إعادة النظر في طرح حنا بشأن السعي وراء السعادة، والكذب في السياسة، والقوة الناتجة عن كونك غريبًا، والفرق بين الإضاءة التي يسلطها الفن والعلم للواقع الإنساني.

* (-1984)، كاتبة وشاعرة من أصول بلغارية، مقيمة في الولايات المتحدة. 

أخبار الأدب

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...