الصفحة الرئيسية

شغب نبيل صالح

كلمة لجنة تحكيم مسابقة "هذي حكايتي" للدورة الخامسة

خلال آلاف السِّنين من الصِّراع البشري كان المنتصرون هم من يكتبون التاريخ، فكان تاريخاً يناسبُ هواهم ويُجَمِّلُ أعمالَهُم الخارقة، كما لو أنهم آلهة.  أما الآن فإن الشُّعوبَ هي من باتت تُدَوِّنُ تاريخَها، وتوثِّقُ حياتَها، بوساطة أفرادها الذين يشكِّلُون مادَّةَ الأحداث وشهودَهَا. فالشُّعوبُ فعلياً هي من تحاربُ وتدافع، وليس الملوكُ والقادة، وهم مَنْ يزرعُون ويبنُون ويخترعُون ويُشَكِّلُون مادةَ الأحداث ومحورَها؛ فهم الأكثرُ قدرةً على رؤيتها وروايتها، وإضافة مشاعرهم إليها، لكي يُعْطُوا التاريخَ الجامدَ نكهةً إنسانيةً لم تكن موجودةً في سِيَرِ السِّياسيِّين والقادة المنتصرين،

كاريكاتير ياسين الخليل

المربع الثاني

حول الحرب الأوكرانية وزراعة المواقف والآراء في عقول الناس

الأيهم صالح: من السهل أن يتبنى الإنسان موقفا أو رأيا، اسأل أي شخص تقابله عن أي موضوع وستحصل على رأي ما أو موقف ما. أصلا أصبح من السهل زراعة المواقف والآراء في عقول الناس، بحيث أن الآراء التي تحصل عليها من الناس تكون غالبا آراء تم تشكيلها بالريموت كونترول عبر الإعلام أو الشبكات الاجتماعية أو عبر تأثير الأقران. ولكن من الصعب جدا أن يتبنى الإنسان موقفا بناء على معلومات موضوعية، ومن شبه المستحيل أن يتبنى الإنسان موقفا بناء على حقائق. أنا أواجه هذه الصعوبة دائما في حواراتي، ومؤخرا جاءتني الكثير من الأسئلة عن اللقاحات، ويسألني كل شخص أحادثه حاليا عن موقفي من ما يحصل في أوكرانيا. أنا لم أختبر اللقاحات ولا أعرف ما محتوياتها ولا أعرف كيف تعمل، أصلا كل ما يصلني عنها هو أخبار إعلامية وليس معرفة أو معلومات. أنا أدرك أنني لا أعرف شيئا عن هذه اللقاحات الجديدة، ولذلك ليس لي رأي شخصي فيها، وموقفي منها هو أنني لا أرغب باختبارها على نفسي أو أولادي.