إسرائيل: حكم ذاتي للحريديم

11-04-2013

إسرائيل: حكم ذاتي للحريديم

أثارت الأزمة السياسية الأخيرة في إسرائيل، والتي قادت إلى إخراج الحريديم من الائتلاف الحكومي اليميني، مخاوف من تعمق الشرخ داخل المجتمع عموماً. وقد فاجأت صحيفة «هموديع»، الناطقة بلسان «أغودات إسرائيل» وهي أكبر القوى الحريدية في المجتمع الإسرائيلي، قراءها بدعوة للتفكير بالمطالبة بحكم ذاتي للحريديم في الدولة العبرية. وبرغم أن هذه الدعوة تبدو كأنها عديمة الصدى، إلا أن إطلاقها قبل أيام من ذكرى إنشاء إسرائيل ينطوي على معان بالغة الأهمية.
وقد شدّد الحريديون، الذين اضطر بنيامين نتنياهو للابتعاد عن التحالف معهم بسبب اتفاق «هناك مستقبل» العلماني بزعامة يائير لبيد و«البيت اليهودي» القومي المتدين بزعامة نفتالي بينت ورفضهما الجلوس في حكومة تضم الحريديم، لهجتهم ضد الدولة الصهيونية. ونشرت صحيفة «هموديع»، أمس، مقالة موسعة تدعو للمرة الأولى إلى إنشاء حكم ذاتي حريدي داخل الدولة اليهودية.
وحملت المقالة بشدة على القادة المتدينين الوطنيين الذين اختاروا التعاون مع «هناك مستقبل» ويائير لبيد برغم مساسه بمبادئ الدين. وأشارت المقالة إلى فوارق الرؤية بين المجتمع الحريدي وموقفه من إسرائيل وبين الرؤية الصهيونية الدينية. وكانت هذه الفوارق معروفة على مرّ العقود، لكنها في السنوات الأخيرة بدت وكأنها تتلاشى جراء تزايد حجم ونفوذ المعسكر الحريدي وتعاظم ثقله على الصعيد الحكومي من خلال وزنه النوعي في الكنيست عبر حركتي شاس و«يهدوت هتوراه». وكان لموافقة التيارات الحريدية على إنشاء الدولة اليهودية في العام 1948 بعد الحصول على ضمانات بشأن مكانة الدين في هذه الدولة بين الاشتراطات التي فرضتها الأمم المتحدة في حينه على القيادة الصهيونية.
وعموما تذهب المقالة في «هموديع» إلى طرح الفكرة «الثورية» الجديدة، حيث تشير إلى أنه «بقيادة وسائل الإعلام والمحكمة العليا والتي تتغذى من المنظمات اليسارية بتمويل معاد للسامية، يختارون التنكر للوضع القائم الذي تحقق بجهد كبير وتحطيم كل المسلمات مثل المصادقة على عمليات تهويد مزورة، وزواج مدني، وانتهاك وتدخل في حياة الجمهور الحريدي».
وتضيف المقالة أنه «إذا لم يحدث تغيير جوهري لمصلحتنا، فإن هناك خياراً ينبغي التفكير به كحل لا خيار لنا فيه، وهو إنشاء حكم ذاتي يهودي في أرض إسرائيل. والحكم الذاتي يعني استقلالا إداريا سلطويا في الشؤون الداخلية ومن دون مكانة سيادية سياسية، مع استقلال دستوري اقتصادي وشرطة ومن دون جيش وسياسة خارجية. ومثلما أفلحنا في إنشاء بني براك، أليعاد موديعين، لانيادو وعيزر متسيون (وجميعها مدن وبلدات حريدية) سنفلح أيضا في إنشاء شركة كهرباء، وطرق وخلافه. بإدارة حكيمة وواعية، سننجح في تمويل كل مؤسساتنا التعليمية بنسبة مئة في المئة، وسيغدو دارسو التوراة أعزاء لدى الجمهور وسينالون منحاً محترمة، وسنهتم لجعل السكن بأسعار معقولة».

حلمي موسى

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...