إلى المنار والإخبارية السورية: لا تنقلوا بروباغاندا الصهاينة

24-06-2014

إلى المنار والإخبارية السورية: لا تنقلوا بروباغاندا الصهاينة


الجمل ـ الأيهم صالح:
خلال اليومين الماضيين خضت بضعة نقاشات مع أشخاص يدافعون عن فكرة نقل بروباغاندا العدو الصهيوني إلى مجتمعنا. أنا طبعا ضد الفكرة ولكن يبدو أن هناك من يتقبلها برحابة صدر، ومنهم مثلا محرر في قناة المنار التي نقلت كلام الناطق العسكري الإسرائيلي بحرفيته تقريبا دون أن تذكر أي مصدر آخر أو تكلف نفسها الاتصال بأحد في دمشق لتأكيد أو نفي الخبر، أو القول أن الجانب السوري رفض التعليق.

تذكرت أمس واليوم آخر مرة فتحت فيها التلفزيون لأجد بوجهي تقريرا على الإخبارية السورية عنوانه "فلسطين المحتلة || حملة اعتقالات واغلاق شامل للضفة" لن أضع رابطه هنا للسبب الذي سيرد أدناه.

هذا التقرير من إنتاج التلفزيون الإسرائيلي بالكامل، ليس فيه أية لقطة من إنتاج الإخبارية السورية، وما فعله منتج الإخبارية هو أنه أخذ الصور المعدة للمشاهد الإسرائيلي والتي تصور جيش الاحتلال الإسرائيلي كحمامات سلام أثناء اقتحامهم بيوت فلسطين بيتا بيتا وتدمير محتوياتها، وتصور نتنياهو كقائد محترم، وبثه لنا بتعليق مختلف، بل إنه نقل إلينا صوت نتنياهو في مؤتمره الصحفي وهو يتكلم بالعبرية، وهو الصوت الوحيد الذي تم نقله من التقرير الأصلي. وقتها أردت الكتابة عن الموضوع، ولكنني سكت وقلت لا بأس هذا مجرد خطأ عابر لن يتكرر، ولندعه يمر.

نقاشات اليومين الماضيين وضحت لي أن هذا النوع من "الأخطاء" يتكرر أحيانا، وأن في معسكر المقاومة أشخاصا معدودين يدافعون عن نقل بروباغاندا الصهاينة إلى جمهورنا، بل يعتبرون الجيش الإسرائيلي وإعلامه مصدرا إضافيا موثوقا وقد يكون وحيدا للمعلومات عن سوريا.

أيها السادة، هل تحتاجون إلى تذكير أننا في حرب مع إسرائيل وجيشها وإعلامها، وأن جزءا من هذه الحرب يتم عبر القصف الإعلامي، أي الاستحمار، وأن الضرر الذي تسببونه لنا بقصف معسكرنا بأسلحة الأعداء أكبر بكثير من أي ضرر يستطيع أي عدو أن يسببه لنا.

أتساءل وأسأل من ينقلون كلام الإسرائيلي، هل كان آباؤكم يسمعون إذاعة إسرائيل في بيوتكم؟ هل كان آباؤكم ينقلون كلام الإسرائيلي إلى أصدقائهم؟ هل صرتم تثقون بالإسرائيلي لدرجة تبني كلامه ومواقفه من الأحداث، ودعوة أصدقائكم لتبنيها؟ أنتم تعلنون أنكم مع الجيش السوري والمقاومة، فلماذا تضربوننا بسلاح الصهاينة الإعلامي؟ ألا تلاحظون الأضرار التي تسببونها في معسكرنا، ألا تلاحظون أنكم تشاركون في استحمار بعض الناس وتجييشهم في بروباغاندا الصهاينة؟

أنا وأغلبية أصدقائي لا نكترث بكلام الإسرائيلي كائنا من كان البروباغانديست الذي ينقله، ولذلك لا أضع رابط تقرير الإخبارية السورية الذي أنتجه التلفزيون الإسرائيلي لهم، ولذلك أيضا لا أضع رابط صفحة المنار التي نقلت كلام الإسرائيلي حرفيا. أنا أيضا ألتزم بدليل أفضل الممارسات لناشطي محور المقاومة، وأدعوكم جميعا، بمن فيكم جميع محرري المنار والإخبارية السورية، للالتزام به، والمشاركة في تطويره.

التعليقات

مع جزيل الاحترام للسيد الأيهم صالح. لكن بالأخذ بعين الاعتبار كل ما يقوله وما يكتبه، فإن أي شيء ينتقد أي خطأ في الدولة حالياً (مهما كان صغيراً أو كبيراً) يندرج لديه في قائمة البروباغاندا الإسرائيلية والأوتبورية، مثالاً على ذلك آخر ما ذكره من تحويل جملة قالها أحد المقاتلين في كسب أنه لم يستطع يوماً الذهاب إلى كسب حتى ذهب إلى القتال فيها، فتحول من نقل هذه الجملة إلى بروباغانديست وأتوبوري من جماعة السم في العسل.. والأمثلة قبلها كثيرة. هل تأكد هو أن قناة المنار (لم تكلف نفسها الاتصال بأحد في دمشق لتأكيد أو نفي الخبر) حسب ما يقول؟ وهل من الغريب أن يكون الاتفاق بين القيادة السورية وطاقم المنار على عدم التعليق على الموضوع من الجانب السوري؟ ما أريد قوله بالمزيد من الحب أن التفسيرات الأحادية للسيد الأيهم لا تعني بالضرورة صحتها، كما هي لا تعني خطأها. تظهر المشكلة عندما يصبح الرأي المضاد لما يراه بروباغاندا صهيونية أو أوتبورية..إلخ. فإن كان إعلامنا (باعتراف الجميع) مليئاً بالأخطاء، فإن تقويمها لا يكون باتهامه بترويج التقارير الإسرائيلية، هذا من حيث التلفزيون السوري. أما بخصوص تلفزيون المنار، فأظن أن من خاضوا الحرب على الأرض وعلى الإعلام عام 2006 وأثبتوا انتصاراتهم على كل الجهات، قادرون على التمييز بين تقارير البروباغاندا وغيرها، وقد أثبتت الوقائع بما لا يدع مجالاً للشك أنهم متمرسون فيما يختارونه من مواد لنقلها لأهداف يسكتون عنها في كثير من الأحيان، وتظهر ثمارها لاحقاً. لا أقول أن عليه أن يصمت، لكن المهاجمة الصريحة بهذه العدائية ليست الحل. فحالة المثل الشامي "يا طخو يا اكسر مخو" ليست مقبولةً، والتوازن سيد الأمور.

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...