إيران: مفاوضات إسطنبول: أجواء إيجابيّة

18-04-2012

إيران: مفاوضات إسطنبول: أجواء إيجابيّة

أبدت طهران، أمس، بعض المرونة في موضوع برنامجها النووي، حيث أعلنت استعدادها لحل كل المشاكل النووية في الجولة المقبلة من المحادثات مع مجموعة «5+1» في بغداد في أيار المقبل إذا رفعت العقوبات عنها، في حين رفضت موسكو فرض مزيد من العقوبات عقب المحادثات التي شهدتها مدينة اسطنبول التركية بين إيران ومجموعة الدول الست التي تضم فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا.

وقال وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي: «إذا كان الغرب يريد إجراءات لبناء الثقة فيجب أن يبدأ في ما يتعلق بالعقوبات، لأن هذا العمل يمكن أن يسرّع من عملية المفاوضات لتصل إلى نتائج». وأضاف: «إذا كان هناك حسن نوايا فيمكن أن نمر من هذه العملية بسهولة، ونحن مستعدون لحل كل المشاكل سريعاً وببساطة وحتى في اجتماع بغداد» الذي تم تحديده في 23 أيار المقبل خلال اجتماع اسطنبول السبت الماضي.
وفي مقابلة مع وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء، لمّح صالحي أيضاً إلى أن إيران يمكن أن تقدّم تنازلات بشأن اليورانيوم العالي التخصيب الذي يمثل مبعث قلق رئيسي للقوى الغربية، قائلاً إن «التخصيب هو من حق إيران، لكننا يمكن أن نتفاوض على كيفية حصولنا على اليورانيوم الذي له مستويات تخصيب مختلفة».
وفي حديث إلى قناة «جام اي جام» الموجهة للإيرانيين المقيمين في الخارج، قال صالحي إن الدول الكبرى التي استأنفت طهران الحوار معها السبت في اسطنبول، في محاولة لتسوية الأزمة التي يثيرها برنامجها النووي، «أدركت أنه لا يمكنها ان تتجاهل ان ايران تحكمت بالتخصيب وأنها لن تتخلى عن هذا الحق». وأضاف «لكن بين اليورانيوم الطبيعي والتخصيب بنسبة مئة في المئة، هناك فارق كبير يترك مجالاً للمناقشة».
وفي طهران، قال رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني، علاء الدين بروجردي، إن إلغاء الحظر الاقتصادي بما فيه النفطي والمصرفي على بلاده سيكون من أهم مواضيع الجولة المقبلة من المفاوضات بين طهران ودول مجموعة «5+1».
في هذه الأثناء، أعلنت وكالة «فارس» الإيرانية أن الوفد الايراني الى اسطنبول رفض طلب الوفد الأميركي إجراء لقاء ثنائي مع كبير المفاوضين الايرانيين في الملف النووي سعيد جليلي، الذي رحّب بالموقف «الايجابي» لمجموعة 5+1 خلال مفاوضات اسطنبول.
وأشاد جليلي بـ«رغبة الجانب الآخر في التحاور والتعاون، وهذا أمر إيجابي»، مضيفاً «الدول الست اعتبرت أن فتوى المرشد الأعلى (علي خامنئي) حول حظر الأسلحة الذرية ذات أهمية كبرى، وأنها أساس التعاون لنزاع شامل للأسلحة النووية». ورداً على سؤال عن تخصيب اليورانيوم الذي هو إحدى أبرز نقاط الخلاف في المفاوضات، قال جليلي إن «الجانبين لم يبحثا هذه المسألة» في اسطنبول.
وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون، التي تقود المفاوضات، إن «المحادثات حول المسألة النووية الإيرانية كانت بناءة ومفيدة، وتعكس نص وروح الرسائل الأخيرة التي تبادلناها مع ايران». الا ان وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه، كان أكثر تحفظاً. وقال ان فرنسا تنتظر من إيران «اجراءات عاجلة وملموسة» بشأن برنامجها النووي.
في هذا الوقت، أكد الرئيس الأميركي، باراك أوباما، أن الدبلوماسية هي الطريقة الأمثل لحل الأزمة الإيرانية، لكنه أوضح أن على الجانب الإيراني أن يستفيد من الوضع الآن ومن المحادثات النووية التي عقدت في إسطنبول، وإلا فإن بانتظاره عقوبات أشد في الأشهر القليلة المقبلة.
وفي تداعيات زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد لجزيرة أبو موسى المتنازع عليها بين إيران والإمارات، استدعت وزارة الخارجية الإماراتية السفير الإيراني لدى أبو ظبي، محمد علي فياض، وسلمته رسالة احتجاج على زيارة نجاد. ونقلت وكالة أنباء الإمارات عن وزير خارجية الإمارات الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان قوله في أبو ظبي «لا نستطيع أن نترك الأمر الى الأبد». وأضاف «أرجو من الإخوة في إيران التخفيف من هذا التوتر والعودة إلى طاولة المفاوضات بتوقيت محدد وأجندة واضحة وتكون نتائجها واضحة، وذلك بالاتفاق على حل الموضوع أو الذهاب إلى محكمة العدل الدولية».
وسيعقد مجلس التعاون الخليجي اجتماعاً وزارياً اليوم في الرياض، بطلب من الإمارات للتنديد بهذه الزيارة.
وفي طهران، استقال مدعي عام طهران السابق سعيد مرتضوي من منصبه كرئيس لمكتب الأمن الاجتماعي، على خلفية اتهامه بتعذيب متظاهرين أثناء احتجازهم في سجن كهريزاك عام 2009.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...