الأسـد لـ«المنـار»: لا مصلحة لنا بالتخلي عن المقاومة

05-09-2008

الأسـد لـ«المنـار»: لا مصلحة لنا بالتخلي عن المقاومة

أكد الرئيس بشار الأسد، في مقابلة مع قناة »المنار«، أمس، أن لا مصلحة لسوريا بالتخلي عن المقاومة وموقفها منها ثابت ولم يتغير، موضحاً أن دمشق تتحدث مع الغرب بلغة المصالح وليس بتقديم الهدايا. وفي الآتي نص المقابلة:
÷ كما نعلم فإن الحوار من اجل الاستقرار، هو المبدأ الذي أقررتموه في القمتين، السورية والفرنسية والرباعية، لكن ألا تخشون أن تكون هناك جهات دولية وإقليمية، وربما عربية أيضاً، لا تريد لهذا المبدأ أن يسير، كيف ستتعاملون مع هذه الدول؟
﴿ما تخشاه هو أساسا موجود، فمبدأ الحوار لم يكن موجودا لعدد كبير من الدول في الغرب، كانوا يتبنون سياسة العزل والتهديد، والبعض منهم يتبنى سياسة الحرب. الآن بدأت تظهر على الساحة الغربية بشكل عام بوادر مختلفة في هذا الاتجاه، ولا نستطيع أن نقول إننا أصبحنا الآن في حالة مثالية للحوار بين الدول. نحن الآن نحاول أن نؤسس لحوار، وهذا الحوار بحاجة لمعرفة بقضايا المنطقة وفهم لخلفيات ما يحصل في منطقتنا من وجهة نظرنا، وليس من وجهة نظر الغرب. فنحن نحاول الآن ضمن فكرة الحوار أن نشرح لهم ما يجري بلغتنا وبمفهومنا وبثقافتنا لكي نصل إلى هذا الحوار، لكن هذا بحاجة لوقت طويل وحوار مكثف، ونحن نلتقي من وقت إلى آخر على مستوى معين، كل بضعة أشهر، كل بضع سنوات أحياناً. أنا قلت في المؤتمر الصحافي إن الأحداث لدينا تتغير بسرعة كبيرة وربما كل أسبوع. فحوار اليوم يفقد مفعوله بعد شهر أو أكثر.
÷ حتى مع هذه الدول التي يمكن أن تعتبر أن ما حصل هو مغاير لخياراتها؟
﴿ هذه نقطة أخرى أيضاً في الحوار، ما هو أساس الحوار؟ أنا قلت يجب أن نضع أساساً للحوار، والحوار لا يعني أنني اتفق معك ولا يعني أنني أتحاور لأنني من الخندق أو الصف نفسيهما. أولاً، يجب أن نتحاور لأننا مختلفون، ولكي نجد القواسم المشتركة، أما إذا كنا متفقين فنتحاور لكي نجد حلاً معيناً أو خطة وهكذا، هذا المبدأ الذي اتفقنا حوله مع هذه الدول، وفي مقدمتها فرنسا. وقال هذا الكلام الرئيس (نيكولا) ساركوزي. لا يعني أن نتفق حول كل شيء، ولكن نتحاور ونتحاور ونتحاور، وفي كل مرة تقترب وجهات النظر أكثر إلى أن نتفق إلى أقصى حد ممكن، ولكن ليس المطلوب التطابق في كل الأحوال.
÷ كان واضحاً خلال المؤتمرين الصحافيين أن هناك تباينا في الملف النووي الإيراني ما بين سوريا وفرنسا، أين يكمن هذا التباين تحديداً؟
﴿ لا اعتقد بان الطرح كان دقيقاً، ربما بمعنى صياغة الكلام. أوروبا تركز على موضوع الملف النووي الإيراني، أما بالنسبة الى موقف سوريا فهو موقف قديم ليس له علاقة بالملف النووي الإيراني، هو موقف من أسلحة الدمار الشامل وانتشارها بما فيها لدى إسرائيل. وبالتالي الموقف من الملف الإيراني يأتي من ضمن الموقف السوري. نحن لا نعتبره موضوعاً منفصلاً عن الموضوع السوري. فإذا الرؤية الغربية هي رؤية محصورة بملف معين، والرؤية السورية تؤكد على رؤية شاملة لموضوع الملف النووي الإيراني. أنا لا أقول إن هناك تباينا وإنما هناك تقاطع في جوانب وعدم تقاطع في جوانب بالنسبة للرؤية، هم لا يركزون على الموضوع الإسرائيلي، ونحن يعنينا السلاح النووي الإسرائيلي.
÷ قبل القمة السورية الفرنسية سمعنا كثيراً عن تنازلات ستقدمها سوريا إلى فرنسا. في الملف الإيراني باتت واضحة الصورة، لكن هناك من يتحدث عن تنازلات من قبل سوريا في ما يتعلق بحركات المقاومة، لا سيما في لبنان وفلسطين، كيف تنظرون إلى هذه الزاوية، وهل هذا صحيح أصلاً؟
﴿ الجواب يأتي من خلال مقابلتي مع قناة »المنار«. لكن، لم يطرح علينا هذا الموضوع، واعتقد ان هذا الموضوع بالنسبة للكثير من الدول أصبح واضحاً. نحن لسنا دولة تقدم هدايا، نحن دولة تتحدث عن مصالح، ونقول لأي دولة أخرى، نطلب منها أن تطرح مصالحها أمامنا ونرى أين هي المصالح المشتركة. بالنسبة لنا لا نرى مصلحة في التخلي عن المقاومة، موقفنا واضح دائما، وما زلنا في كل خطابنا السياسي، موقفنا ثابت من المقاومة أينما كانت، ضد أي احتلال، في العراق، في لبنان وفلسطين. موقفنا ثابت لم يتغير. فهذا الخطاب السياسي لسوريا لم يتغير، ولا يبدو أنه سيتغير ما لم تتغير معطيات الاحتلال نفسه.
÷ لاحظنا خلال المؤتمرين الصحافيين انه لم يتم التطرق إلى هذا الموضوع بالمطلق، حتى الجانب الفرنسي هل تطرق إلى هذا الموضوع؟
﴿ لا، نهائياً.
÷ اعتدنا سابقاً في كل المفاوضات ما بين الدول العربية وإسرائيل كانت ترعاها الولايات المتحدة، اليوم نرى أن الراعي هو تركيا، وبالأمس سمعنا ساركوزي يقول إنه يأمل بان يكون هو عراب هذا الحوار أو المفاوضات غير المباشرة. هل تعتقدون بان الولايات المتحدة ستسمح لغيرها بأن يكون عراباً لمفاوضات كهذه ما بين الدول العربية وإسرائيل، والى أي مدى يمكن أن تنجح بغياب الأميركيين؟
﴿ هذه الإدارة هي لا تعمل من اجل السلام، ولا تؤمن بالسلام، فكيف تؤمن بالرعاية وبالأطراف؟ هي لا ترى كل هذا الموضوع، ولكن نحن نفرق بين الوسيط والراعي. الآن تركيا تؤدي دور الوسيط لان المفاوضات غير مباشرة، وهذا يشبه ما قام به جيمس بيكر قبل مؤتمر مدريد عندما كان يتجول بين سوريا وإسرائيل لكي يبحث عن صيغة مشتركة لإطلاق عملية السلام في مؤتمر مدريد. الآن ما يحصل هو الشيء ذاته، ولكن كلا الطرفين موجودان في تركيا، والوسيط يتنقل بين فندقين مختلفين في اسطنبول. عندما ننتقل إلى مرحلة المفاوضات المباشرة، هناك يصبح شيء اسمه راع، ودور الراعي يختلف عن عملية نقل الرسائل أو الأفكار بين الطرفين، تصبح هناك آليات واضحة. على الراعي أن يقدم ضمانات لتطبيق هذه الآليات لكي نصل إلى عملية السلام، وعلى الراعي بعد توقيع اتفاقية السلام أن يقدم ضمانات لتطبيق هذه الاتفاقية كما تم الاتفاق عليها في مرحلة المفاوضات، ولاحقاً في مرحلة توقيع اتفاق السلام. هذه رؤيتنا للفرق بين الوسيط والراعي، ولكن أعود وأقول نحن ننتظر الإدارة المقبلة لنرى ما هي توجهات هذه الإدارة. من دون إدارة أميركية، سواء اتفقنا معها أم لم نتفق، أحببنا هذا الواقع أم لا، الولايات المتحدة أساسية في هذا المجال، وقلنا هذا الكلام بشكل واضح لهم، وتستطيع فرنسا وأوروبا وأية دولة مهتمة أن تساعد في هذه الرعاية، لان الدور الأميركي مهم وأساسي، ولكنه لا يغطي كل الجوانب بالنسبة لعملية الرعاية، وفي الوقت ذاته أي دور آخر لا يعيق الدور الأميركي.
÷ هل يعني هذا أن الأمور مؤجلة إلى أن تأتي الإدارة الأميركية الجديدة؟
﴿ بكل تأكيد، وهذا كلام قلناه بشكل واضح، والشيء الغريب أن الكل متفق معنا حول هذه النقطة.

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...