البثّ الأضخم في تاريخ الإعلام السوري

04-06-2014

البثّ الأضخم في تاريخ الإعلام السوري

نفّذت وحدات التغطية الإعلامية السورية أوسع مهمة في تاريخها، منذ تأسيس التلفزيون السوري في الستينيات. وزّعت محطات التلفزيون الخاصة والحكومية أمس، على مناطق متباعدة ومتقاربة جغرافياً، بعضها لا يتعدى كونه حياً في مدينة، وبعضه الآخر يشار إليه باسم المدينة أو البلدة. محطات التلفزيون الرسمي كـ«الفضائية»، و«الإخبارية» و«تلاقي»، ومحطة «سما» الخاصّة، قامت بجهود متشابهة من حيث اعتمادها على البث والاتصال المباشر مع مندوبيها في مناطق سوريّة عدّة. وتمّ اللجوء إلى تقنية «سكايب» في المناطق التي تعذّرت فيها التغطية المباشرة، لأسباب أمنية.
وأجرت التلفزيونات لقاءات مع «محللين سياسيين» ومسؤولين حزبيين من أحزاب «الجبهة الوطنية التقدمية»، تحالف الأحزاب الوحيد في سوريا. كما أجرت لقاءات مع مسؤولين في الفصائل الفلسطينية، وإعلاميين محليين وأجانب، مركّزة على «أبعاد هذه الممارسة الديموقراطية»، و«نسب الإقبال والمشاركة»، و«فشل مخطط التأثير على الانتخابات».
وابتعدت شاشات التلفزيون المحلية عن الإشارة إلى كل ما يمكن أن يعيق سير العملية الانتخابيّة، أو يؤثر سلباً على المزاج العام، حتى لو تمثل ذلك بعشرات قذائف الهاون التي سقطت في معظم أحياء المدينة. ظلّت كاميرات التلفزيون في قاعات المراكز الانتخابية المزدحمة، وأمام أبوابها. وكان وزير الإعلام السوري عمران الزعبي قد قال قبل يومين إن 70 محطة تلفزيونية و200 فريق صحافي موجودون في سوريا لتغطية الانتخابات. ولا شكّ بأنّ عدداً من المؤسسات الأجنبية لم تنل الرخصة لدخول سوريا لهذه الغاية أيضا. قسم من هؤلاء ليس متحمّساً ولا مؤمناً بالانتخابات، لكنه لم يستطع تجاهلها. جريمي بوينز من محطة «بي بي سي ورلد» كتب على «تويتر» بلهجة ساخرة بأن «السوريين يقولون كلمتهم. على الأقل بعضهم». هالة جابر من «صنداي تايمز» قالت من «المهم تذكر أن قسماً من السوريين الموجودين تحت سيطرة المتمردين لم يستطيعوا التصويت اليوم». وفي تغريدة أخرى نشرت جابر صورة لـ«مراقبين» روس حملوا على الأكتاف في أحد المراكز الانتخابية، وسط هتافات «الله محيي أبو علي بوتين»، وهو اللقب الذي يتداوله قسم كبير من السوريين للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقالت مصادر في التلفزيون الرسمي إن الهيئة العامة للتلفزيون استعانت بسيارات نقل خارجية من تلفزيونات صديقة، لتتمكن من تأمين أوسع تغطية للمشهد الانتخابي، وإن كانت معظم الوسائل التقنية المستخدمة، ملكاً للهيئة. وتتوزع تلك الوسائل بين أجهزة بث ثابتة وسيارات نقل خارجية، كانت تتنقل بين المراكز في المدن الكبرى وبعض الأرياف لتأمين أكبر مساحة ممكنة من التغطية. ورغم كل ما يمكن أن يقال عن الانتخابات التي جرت أمس، وظروفها، لن يستطيع من يرغب بالعودة إعلامياً إلى هذا اليوم، الهروب من إبراز صور المرشحين الثلاثة بالحجم «الملكي» في استوديوهات التلفزيونات الحكومية، كخلفية للمشهد الانتخابي العام.

زياد حيدر

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...