الجامعة تتآمر على النظام السوري والأمم المتحدة تتعهد تدريب المراقبين العرب

17-01-2012

الجامعة تتآمر على النظام السوري والأمم المتحدة تتعهد تدريب المراقبين العرب

أعلنت الامم المتحدة، امس، أنها ستبدأ خلال أيام تدريب مراقبين عرب قبل إرسالهم الى سوريا، وذلك بعد ساعات من دعوة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مجلس الأمن الدولي إلى التحرك «بطريقة متماسكة وبتقدير لخطورة الموقف» والتحدث «بصوت واحد» بشأن سوريا، معربا عن أمله في مواصلة المراقبين العرب مهمتهم في سوريا، فيما دعت موسكو واشنطن إلى احترام سيادة دمشق و«المساهمة في التسوية السياسية السلمية للأزمة الداخلية فيها من قبل السوريين أنفسهم». ووزعت روسيا في مجلس الأمن نسخة جديدة من مشروع القرار الذي اقترحته حول سوريا، من دون أي تغيير في الجوهر. مناصرون للأسد يوقعون على أطول رسالة في العالم في دمشق أمس (رويترز)
وأعلنت متحدثة باسم الامم المتحدة أن المنظمة الدولية ستباشر خلال أيام تدريب مراقبين عرب بناء على طلب الجامعة العربية لإرسالهم لاحقا الى سوريا. وأوضحت ان هذا القرار يأتي ردا على طلب رسمي تقدمت به الجامعة العربية على ان يبدأ التدريب في القاهرة بعد الاجتماع العربي الوزاري المقرر في القاهرة الاحد المقبل لمناقشة تطورات الوضع في سوريا وعمل المراقبين.
وأوضحت المتحدثة فانينا مايستراكي «سيتولى التدريب موظفون في المفوضية العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة». وقالت «بناء على طلب الجامعة العربية، وافقت المفوضية العليا على تدريب مراقبين وستتوجه لهذا الغرض إلى القاهرة». وأشارت إلى أن التدريب كان ينبغي أن يبدأ أسرع ولكنه تأجل بطلب من الجامعة العربية إلى ما بعد اجتماع اللجنة الوزارية في القاهرة. ولم تتمكن المتحدثة من توضيح عدد المراقبين الذين سيتم تدريبهم ولا عدد خبراء الأمم المتحدة المشاركين في التدريب.
في هذا الوقت، أعلن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، في أبو ظبي، أن اقتراح أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني إرسال قوات عربية إلى سوريا سيكون على جدول أعمال اجتماع مجلس الوزراء العرب في 22 كانون الثاني في القاهرة.
وقال نظيره الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، ردا على سؤال بشأن اقتراح إرسال قوات عربية إلى سوريا، «نحن في مرحلة مشاورات وتبادل رؤى والاستماع إلى اقتراحات، بما فيها اقتراح أمير قطر. أعتقد أن اجتماع 22 الشهر سيكون بغاية الأهمية».
وكان مسؤول في الجامعة العربية قد قال إن الدوحة لم تتقدم بأي طلب رسمي إلى الجامعة العربية لبحث موضوع إرسال القوات. وحذر من أن الدولة العربية الوحيدة القادرة على إرسال قوات إلى سوريا هي مصر، بسبب ضخامة جيشها وعلاقتها التاريخية بسوريا، لكنه استبعد حصول مثل هذا الأمر.
ومن المقرر أن يقدم رئيس بعثة المراقبين الى سوريا محمد مصطفى الدابي تقريرا إلى لجنة في الجامعة العربية الخميس قبل الاجتماع الموسع لوزراء الخارجية العرب الأحد لبحث الخطوة التالية. وقال رئيس غرفة عمليات البعثة عدنان خضير إن المراقبين قد يبقون في سوريا حتى 22 كانون الثاني، في حين ينتظرون نتيجة اجتماع وزراء الخارجية العرب. وتنتهي بعثة المراقبين رسميا بعد غد الخميس.
وقال بان كي مون، خلال مؤتمر صحافي على هامش قمة حول الطاقة في أبو ظبي، «آمل أن يتناول مجلس الأمن الوضع في سوريا بطريقة متماسكة وبتقدير لخطورة الموقف»، مكررا دعوته المجلس للتحدث «بصوت واحد» بشأن سوريا.
وأضاف «لقد وصل عدد القتلى إلى مرحلة غير مقبولة لا يمكننا معها أن نسمح باستمرار الوضع على هذا المنوال... أقدر لجامعة الدول العربية تقديرا كبيرا إجراءها مناقشات مع الرئيس (بشار) الأسد. وآمل صادقا أن تستمر ويجب أن يكون لديها إحساس واضح بضرورة التحرك».
وأعلن دبلوماسيون، في نيويورك، أن روسيا وزعت على أعضاء مجلس الأمن نسخة جديدة من مشروع القرار الذي اقترحته حول سوريا. وهذا النص الذي يبدو انه لا يغير في جوهر الموقف الروسي، سيبحث على مستوى الخبراء اليوم.
وقال متحدث ألماني إن «الوفد الروسي قال انه وزع مشروع قرار جديداً». وأضاف «آن الأوان ليجري المجلس مفاوضات جدية حول القمع» في سوريا.
وأوضح دبلوماسي غربي أن النص الروسي الجديد «يجمع التعديلات المقترحة من قبل أعضاء المجلس» من دون إحراز تقدم في الجوهر. ورأى «أنها مناورة جديدة تسويفية». وتساءل «هل لدينا الآن قاعدة عمل واضحة لمفاوضات محتملة إذا أظهر الروس حسن نية بدلا من محاولة كسب الوقت».
وبعد أن استخدمت روسيا والصين الفيتو على مشروع قرار في مجلس الأمن حول سوريا في تشرين الأول الماضي، عرضت موسكو منتصف كانون الأول مشروع قرار يدين أعمال العنف من قبل الحكومة والمعارضة على حد سواء. لكن الدول الغربية اعتبرت انه غير كاف، وطالبت بقرار يهدد دمشق بعقوبات.
وذكر بيان صادر عن وزارة الخارجية الروسية أن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ونظيره الأميركي وليام بيرنز بحثا، في موسكو، التطورات في سوريا، حيث أكد الطرف الروسي «ضرورة احترام سيادة سوريا والمساهمة في التسوية السياسية السلمية للأزمة الداخلية فيها من قبل السوريين أنفسهم، عن طريق وقف أعمال العنف بغض النظر عن مصدره وإطلاق الحوار بين السلطات والمعارضة وفقا لمبادرة جامعة الدول العربية ومن دون شروط مسبقة».
كما التقى بيرنز وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. وذكرت وزارة الخارجية انه «تم خلال اللقاء بحث مسائل جدول الأعمال الثنائي، بالإضافة إلى القضايا الدولية الملحة، بما في ذلك الوضع في إيران وسوريا».
وقالت وزارة الخارجية الروسية، في بيان آخر، إن «قرار العفو (الرئاسي السوري) الأخير يحمل للمرة الأولى طابعا واسعا. وتعتبر موسكو خطوة القيادة السورية هذه إيجابية ومهمة في سياق السير على طريق تنفيذ مبادرة الجامعة العربية وتسوية السوريين بأنفسهم الأزمة السورية الداخلية من دون أي تدخل خارجي».
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية رومان نادال إن «إيران انتهكت مرات عدة الحظر المفروض عليها من خلال تزويدها سوريا بالسلاح، بحسب مجموعة خبراء تابعين للأمم المتحدة». وأضاف أن «شحنات الأسلحة غير قانونية وتثير صدمة شديدة لأنها تصب في مصلحة نظام اختار القمع الذي أشار إليه مجلس الأمن الدولي مرارا بأنه يرقى إلى مستوى جرائم ضد الإنسانية». وتابع «إننا ندين هذه الانتهاكات وندعو إيران وسوريا إلى الالتزام التام بقرارات مجلس الأمن الدولي».
ولم يقدم نادال موقفا صريحا حول موقف باريس من احتمال نشر قوات عربية في سوريا. وقال «نواصل الدعم الكامل لانخراط الجامعة العربية والتزامها» في سوريا. وأضاف أن الاجتماع الوزاري المقبل للجامعة «سيشكل فرصة لبحث مختلف الخيارات المطروحة لوضع حد للأزمة السورية التي تمثل تهديدا لاستقرار سوريا وكل المنطقة».
وفي لندن، قال رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون، الذي التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إنه «يجب فرض عقوبات دولية على سوريا إذا لم توقف القمع»، معبرا «عن أمله ببناء دعم دولي للمعارضة السورية، وان يصدر مجلس الأمن قرارا يدين أعمال النظام ويفرض عقوبات دولية إذا فشل النظام في التخلي عن العنف».
وذكرت وكالة (سانا) أن نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد التقى في دمشق رئيسة قسم العمليات لمنطقة الشرق الأوسط في اللجنة الدولية للصليب الأحمر بياتريس روغو.
وأضافت «استعرض المقداد مع روغو الأوضاع الحالية في سوريا والإجراءات التي تتخذها الحكومة السورية وقوات حفظ النظام للمحافظة على أمن الوطن والمواطنين، كما أشار إلى ارتياحه للنشاطات التي يقوم بها الصليب الأحمر بالتعاون مع الجهات السورية والبرامج التي ينفذها في إطار مهامه الإنسانية بموجب القانون الدولي واستناداً إلى الاحترام الكامل لسيادة الدولة السورية وولاية اللجنة الدولية للصليب الأحمر وإجراءاتها بشكل محايد وغير متحيز».
ونقلت الوكالة عن روغو إعرابها عن «ارتياحها للتعاون القائم بين بعثة الصليب الأحمر بدمشق والسلطات السورية»، مؤكدة «رغبة منظمتها باستمرار هذا التعاون وتعزيزه في مختلف المجالات التي تهم الجانبين».
وعقدت القيادة المركزية للجبهة الوطنية التقدمية اجتماعا، برئاسة نائب رئيس الجبهة سليمان قداح، «استعرضت خلاله آخر التطورات السياسية والمحاولات المحمومة لاستهداف سوريا ولضرب الوحدة الوطنية وتمزيق نسيج المجتمع السوري».
وذكرت وكالة  (سانا) أن «نائب الرئيس فاروق الشرع قدم عرضا سياسيا شاملا تناول فيه جملة من المسائل المطروحة على الساحة السياسية العربية والإقليمية والدولية، كما قدم رئيس الحكومة عادل سفر تقريرا اقتصاديا استعرض فيه الواقع الاقتصادي الراهن والجهود التي تبذل للتغلب على الصعوبات التي تواجهه».
وأكدت القيادة أن «الروح الوطنية العالية التي تجلت في شعبنا خلال هذه الأحداث، وتمسكه بوحدته الوطنية، واستعداده للدفاع عنها وعن عروبته، قادرة على حماية الوطن وتحصينه ضد كل ما يتعرض له».
وقالت (سانا) أن «مجموعة إرهابية مسلحة اغتالت العميد محمد عبد الحميد العواد بإطلاق النار عليه أثناء توجهه إلى دوامه في إحدى الوحدات العسكرية بالغوطة الشرقية (ريف دمشق) ما أدى إلى استشهاده فورا وإصابة سائقه». وأضافت ان «مجموعة إرهابية مسلحة اغتالت مهندسا في حمص وذلك في إطار استهدافها العقول والكوادر والفنيين في المؤسسات الوطنية».

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...