الفقــر يقصِّــر الأعمــار

08-09-2008

الفقــر يقصِّــر الأعمــار

حذرت منظمة الصحة العالمية من ان تفاوت المستويات المعيشية يقتل الناس »بنسب هائلة«. وبحسب تقرير صدر مؤخرا، يمكن لمولود يبصر النور في ضاحية غلاسغو الاسكتلندية أن يعيش أقلّ بـ٢٨ عاماً من جيرانه على بعد ١٣ كيلومتراً فقط. ومن قدر فتاة تنشأ في مملكة ليسوتو الصغيرة جنوبي أفريقيا أن تعيش أقلّ بـ٤٢ عاماً من نظيرتها في اليابان. وفيما تموت امرأة بين كل ثماني حوامل في أفغانستان، لا تتعدى النسبة في السويد امرأة بين كل ١٧٤٠٠ حامل!
لا البيولوجيا ولا العوامل الجغرافية كفيلة بتفسير أي من هذه الأرقام: إنه الفقر. فبعد تحقيق استغرق ثلاثة أعوام رفع فريق تابع لمنظمة الصحة إلى مديرة المنظمة مارغريت تشان تقريرا رسميا يقول إن »المزيج السام من الأداء السياسي والاقتصادي السيئ، يتحمل بقياس واسع واقعة أن غالبية سكان الأرض لا يتمتعون بالصحة الجيدة المفترضة بيولوجياً«. أي ان »الظلم الاجتماعي يقتل الناس على نطاق واسع«. والمطلوب »قيادة غير مسبوقة تجبر جميع اللاعبين، بمن فيهم الذين يتجاوزون القطاع الصحي، بامتحان تأثير أدائهم على الصحة.
وبحسب التقرير بلغ مستوى اللاعدالة في الفرص الصحية درجة تؤرجح معدل أعمار البشر ليس بين القارات ودول الشمال والجنوب، والعالمين الصناعي والثالث فحسب، بل في داخل الدول نفسها، وبين مدينة وأخرى، وبين حيّ وجوار. فالأستراليون الأصليون من الذكور، أقلّ بـ١٧ عاماً عن بقية الأستراليين الذكور. ونسبة وفاة الحوامل عند الولادة هي أعلى بثلاثة أو أربعة أضعاف لدى المناطق الفقيرة منها لدى الأغنياء في إندونيسيا. وتقارب النسبة الضعفين والنصف في بريطانيا... وفي الولايات المتحدة، كان من الممكن تفادي ٨٨٦٢٠٢ وفاة بين العامين ١٩٩١ و،٢٠٠٠ لو تساوت نسب الوفاة بين البيض والسود.
وبحسب منظمة الصحة فمتوسط الدخل الفردي ليس شرطاً لضبط هذه الأرقام بل هو التوزيع العادل للخدمات العامة، عبر تأمين الضمانات الصحية والاجتماعية بشكل متساوٍ (على الأقل الحد الأدنى منها) لجميع فئات المجتمع. اذ ان ثمة عوامل لتفاوت الأوضاع المعيشية والاجتماعية، لا يمكن حلها من دون برامج حكومية كبرى: التلوث، رداءة البنى التحتية، واستطراداً الأوبئة، الأمية، البطالة...
واقترح التقرير لإنهاء ظاهرة التفاوت في معدلات الأعمار: تحسين ظروف العيش اليومية: الولادة، النشأة، الحياة، العمل، والشيخوخة؛ ضبط التوزيع غير العادل للطاقة، المال، والثروات، دولياً، وطنياً ومحلياً؛ وقياس المشكلة، وفهمها، وتقييم خطوات التحرك.

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...