المطلوب فرمته وضبط مصنع السياسة الخارجية التركية

12-12-2013

المطلوب فرمته وضبط مصنع السياسة الخارجية التركية

ترجمة محمد سلطان:


المرشحون لرئاسة البلديات في تركيا
 
هل تذكرون هذه الصور؟ الأولى في مكتب القائم بمقام مدينة الريحانية في هاطاي (لواء اسكندر ون) السيد يوسف كولير بتاريخ 16 أيار 2013 والثانية نرى فيها نفس الأشخاص ولكن هذه المرة إلى جانب عناصر من تنظيم القاعدة يقاتلون في سورية ضد النظام السوري. في تلك الفترة يروى أن هؤلاء الأشخاص كانوا يجاهدون في ليبيا وهم مجاهدون دوليون, وقد تم استقبالهم من قبل القائم بمقام الريحانية السيد كولير .
يعرف عن كولير أنه كمالي وله رؤى وأعمال تخدم الكمالية العلمانية في كل المناصب التي شغلها خلال حياته المهنية في السياسة.
ومؤخرا اتصل بي ليعلمني بما يلي: «هؤلاء الأشخاص عرفوا أنفسهم لي على أنهم أطباء مصريين وإنهم جاؤوا ليقدموا خدمات طبية للاجئين السوريين الذين يبيتون في المخيمات التركية. فأجبتهم بأنه  يوجد لدينا العدد الكافي من الأطباء والمشافي الميدانية والخدمات الطبية ولسنا بحاجة لمساعدة من الخارج. والتقطنا صورا بشكل سريع ثم ذهبوا ولم أرهم مرة ثانية».
هذا يعني أنهم عبروا الحدود التركية إلى سوريا بمساعدة اشخاص لا يقلون شأناً عن الذين ساعدوهم بالوصول إلى هذا المقام, ثم التقوا مع إخوانهم من تنظيم القاعدة الذين يحاربون النظام السوري.
لماذا أنا عدت لأنشر هذه الصور؟ سأشرح لكم:
بدأ رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان يعلن عن الأعضاء المرشحين لانتخابات رئاسات البلديات ضمن مرحلة الانتخابات المحلية. فمن ضمن أغرب الأسماء التي أعلن عنها هو مرشح رئاسة بلدية فان عثمان نوري كولتشار. كتبت عنه صحيفة سوزجو مسبقا أنه تم اعتقاله بتهمة زعامته لمنظمة إرهابية ضمن عمليات الأمن ضد أوكار تنظيم القاعدة, ثم أخلي سبيله بعد شهرين من اعتقاله.
فخطر على بالي الفكرة التالية: هل يمكن إعطاء الجنسية التركية لأصحاب هذه الصور الملتقطة مع السيد كولير, ومن ثم يتم تأمين مساكن لهم وبعد ذلك يتم ترشيحهم لمناصب ضمن الدولة بسبب صعوبة عودتهم إلى بلادهم بعد انهيار حكم الإخوان المسلمين في مصر؟
فلننظر إلى هاتين الصورتين بتمعن كي لا نفاجأ بهم لاحقا, حتى لو لم يتحقق ما خطر في بالي, على الأقل لنعرف المرشحين الذين يخدمون مصالح تنظيم القاعدة.
(أوغور دوندار - صحيفة: سوزجو) 


فرمته وضبط مصنع السياسة الخارجية التركية

البعض يدعي انه أعاد فرمتة السياسة الخارجية لحزب العدالة والتنمية وصفرها بهدف إعادة صياغتها.
البعض من هؤلاء هم الاستغلاليون في الخارجية التركية والبعض الآخر هم زملاءنا طيبوا القلب.
وعندما يتعلق الموضوع بالسياسة التركية الخارجية وبروّاد هذه السياسة, هل يصح استخدام العبارات الالكترونية "فرمته" و"تصفير" كي تكون كافية لتوضيح الصورة؟ سوف اشرح ذلك.
الفرمتة: هي إعادة بدء الحسابات وتفادي الأخطاء التطبيقية التي حصلت, كذلك مصطلح "ضبط المصنع" ينطبق على سياستنا الخارجية أي بمعنى أعيدت السياسة الخارجية إلى حالتها الأولى وكأنها تفتح من غلافها لأول مرة.
أريد أن الفت عنايتكم أن من صمم وخطط السياسة الخارجية لحزب العدالة والتنمية, ومن أوصلنا إلى هذه النتائج الرديئة ذوو الرؤية الثاقبة خلال مرحلة أربعة سنوات, لا يقولون أنهم سيعيدون فرمته السياسية الخارجية لأنهم إذا قالوا ذلك سيكونون قد اعترفوا أوتوماتيكياً بخطئهم.
هل يأمل من قام بإعادة فرمتة السياسة الخارجية بأن من هدم هذه السياسة سوف يعيد صياغتها من خلال إعادة ضبط المصنع؟
إن العزلة السياسية التي تعيشها تركيا في ظل حكم حزب العدالة والتنمية هي عزلة ناتجة عن الأسباب الطبيعية لمعايير مصنع السياسة الخارجية.
المنفذون لو كانوا أنجح بقليل ستكون النتائج اليوم أفضل بقليل مما هي عليه. ماذا يخطر على البال عندما نقول معايير مصنع السياسة الخارجية لحزب العدالة والتنمية؟
أول ما سيخطر على بالنا نظرية "صفر مشاكل مع الجيران" الشهيرة.
طالما لم تنحل القضية الكردية في تركيا وطالما بقيت المشكلة السورية والإيرانية مازالت عالقة, فمصير هذه النظرية الفشل قبل أن تتطور حتى. في بداية الأمر كانوا يقولون نحن أصبحنا دولة مركزية, الغرب بات يهبط وفي المقابل بدأ الشرق الأوسط بالصعود وكنا نحن من يقرر الأنظمة والتغييرات.
ولكن ما حصل خلال هذه السنوات الأربعة هي نشر ذهنية العثمانية الجديدة وإقحام الدولة التركية ضمن المعسكر السني من خلال دعم حركات التمرد الإسلامية في المنطقة.
والآن في المقدمة السياسة السورية شكلت ضربة قاصمة لهذه السياسة ووضعتها في طريق مسدود لا يمكنها بعد الآن أن تعيد ضبط معايير مصنعها.
كما أن سياسة فتح الأبواب أمام نشاط تنظيم القاعدة والذي فاقم الأزمة في سورية  بات يشكل تهديداً كبيراً على كيان الدولة التركية.
ألم تقولوا أنكم ستعيدون فرمتة علاقتكم مع العراق؟
ذهبتم إلى بغداد وكربلاء والنجف الأشراف ورميتم الأزهار على الشيعة ثم وقعتم اتفاقية النفط السرية مع الأكراد ثم أنكرتم ما حصل؟
وكردة فعل على هذه الفرمتة أغلقت العراق ساحتها الجوية على الطائرات التركية التي تقل شخصيات سياسية رسمية تركية لمدة 20 يوما.
كيف يدعون أنهم سيعيدون فرمتة السياسة الخارجية وهم مازالوا يدعمون حركة الأخوان المسلمين في مصر ضد نظام سيسي الذي ثبت أقدامه وضمن استمرارية حكمه؟
إعادة الفرمتة مع علاقات إيران مرتبطة مع القصة السورية. وهذا الأمر تستطيع الحكومة التركية إعادة فرمتته ولكن ليس بالكلام بل بالفعل الواقعي على الأرض.
وهذا الشيء يمكن تحقيقه من خلال الانتقال من السياسة الإسلامية السنية العثمانية إلى سياسة علمانية.
إن الحديث عن إعادة فرمتة السياسة الخارجية هو غباء وعدم فهم لوضع الحكومة فيه بعيدة عن العلمانية في المنطقة وعن الديمقراطية وحقوق الإنسان ومساواة الرجل والمرأة وحرية التعبير وحرية الصحافة والحريات الشخصية وعن القيم المتطورة في المنطقة بأسرها. ولكن لا يوجد للحكومة الحالية القيم التي تجعلها تطبق السياسة العلمانية الخارجية ولا تنفذ القيم الإنسانية التي تكلمت عنها.
لو كانت لديهم هذه الموهبة كانوا أعادوا فرمتة سياستهم الداخلية أولاً ومن ثم طبقوا هذه القيم على هذه السياسة. فالعائق الأول أمام إعادة فرمته السياسة الخارجية هم هؤلاء الذين صاغوا هذه السياسة الخاطئة.
(قدري كورسيل – صحيفة: مللييت)

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...