بوش يستعير مستشاري والده

13-11-2006

بوش يستعير مستشاري والده

بعد تخبّط دام أكثر من ثلاث سنوات في العراق، وبانتظار سنتين قد تكونان من أصعب سنوات حكمه، لم يجد الرئيس الأميركي جورج بوش حلاً سوى اللجوء إلى مستشاري والده للأمن القومي وهم من المحافظين الجدد الذين كانت لهم اليد الطولى في إيصاله إلى البيت الأبيض في العام ,2000 ليصلح الأخطاء التي كلّفت حزبه الجمهوري هزيمة فادحة في الانتخابات الأخيرة، قد تنسحب إلى العام 2008 موعد الانتخابات الرئاسية.
وتحدث جمهوري مقرب من البيت الأبيض أن جيمس بيكر، الذي يترأس لجنة لوضع استراتيجية بديلة للعراق، والذي كان وزيرا للخارجية في عهد صديقه المقرب جورج بوش الأب، هو من أوصى بتسمية روبرت غايتس خلفاً لوزير الدفاع المستقيل (أو المُقال) دونالد رامسفيلد.
وتوقع مسؤول أميركي سابق بأن يؤثر غايتس على السياسة الخارجية للبلاد، ليس فقط مع إيران وكوريا الشمالية، بل مع الصين، والاستخبارات، والحرب على الإرهاب والسلام في الشرق الأوسط، معرباً عن اعتقاده بأن (وزيرة الخارجية الأميركية كوندليسا) رايس ستجد في غايتس حليفاً، فيما سيأفل نجم (نائب الرئيس ديك) تشيني.
وبالفعل، شرع المحللون في الحديث عن عملية لإقصاء تشيني، من دون إقالته، مؤكدين أن الصقر الثاني المقرب لبوش لن يكون له شأن يُذكر في أروقة البيت الأبيض.
وقد ذهب البعض إلى اعتبار الجملة التي سقطت سهواً من بوش خلال لقائه مع رئيسة مجلس النواب الجديد الديموقراطية نانسي بيلوسي، والنائب الديموقراطي ستيني هوير الأسبوع الماضي، عندما قال يدرك ثلاثتنا أهمية التعاون معا من أجل إنجاز الأمور، على أنها رمز لتراجع نفوذ تشيني الذي كان قابعاً في أريكة في ركن من المكتب البيضاوي.
لكن مراقبين آخرين رأوا أن الإقصاء بدأ منذ إعلان بوش خبر استقالة رامسفيلد عندما دعا إلى اتجاه جديد في العراق، متسائلين ألم يكن رامسفيلد وتشيني وجهين لعملة واحدة في ما يخص غزو بغداد؟.
وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة ساوذرن ميثوديست في دالاس كالفن جيلسون كان تشيني يتمتع بنفوذ كبير في الولاية الأولى لبوش... وكان من المقدر أن يذوي نفوذه يوماً ولكن ليس بهذه السرعة، فيما اعتبر الأستاذ في جامعة جورجتاون ستيفن وين أن دور تشيني حالياً سيقتصر على تولي مهامه الخاصة والابتعاد عن العيون، مستبعدا أن يذعن هذا الأخير للتغييرات التي يريد الرئيس إجراءها.
من جهته، جدد بوش طرحه لاحتمال اعتماد سياسة جديدة في العراق في خطابه الأسبوعي أمس الأول، واصفاً غايتس، الذي ينوي التخلي عن عضويته في لجنة بيكر ليتفرغ في عمله بالوزارة، بأنه رجل اثبت قدرته على التغيير، لكنه شدد على أن العراق سيبقى الجبهة المركزية للحرب على الإرهاب، متوعدا ومحذرا الأعداء الوحشيين الذين يريدون مهاجمتنا مجدداً، من عدم الخلط بين قواعد الديموقراطية الاميركية وغياب الإرادة الاميركية.
وفي مؤشر على التغيير المرتقب، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بدأت مراجعة واسعة لاستراتيجية الجيش الأميركي في العراق وأفغانستان ومناطق أزمات أخرى.
من جهته، أكّد زعيم الحزب الديموقراطي هاورد دين أمس الأول أن برنامج الديموقراطيين ينص على أسلوب إدارة جديد للدفاع عن اميركا داخل حدودها وفي العالم، معتبراً أن ثقة الأميركيين، الذين يريدون سياسة دفاعية حازمة وذكية، شرف للديموقراطيين.
وفي غضون ذلك، تواصل الجدل بشأن السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة جون بولتون، حيث ذكر كبير موظفي البيت الأبيض جوشوا بولتين في حديث لشبكة أيه بي سي أن الإدارة تعتزم تثبيت ولاية بولتون، رافضاً الحديث عن الخطوات البديلة في حال فشل ذلك، مكتفياً بالقول إن الإدارة، التي تحتاج إلى 60 صوتاً لفرض قرارها في مجلس الشيوخ، ستحاول حشد الدعم من كلا الحزبين.
وقد رد السيناتور الديموقراطي جوزيف بايدن أمس بأنه على الرئيس أن يثبت مزاعمه بشأن التعاون، وتفويض شخص غير بولتون لهذه المهمة، فيما أكّد السيناتور الجمهوري لنكولن شافي، الذي خسر مقعده في ولاية رود أيلاند، التزامه بمعارضة تثبيت ولاية بولتون.
إلى ذلك، صرح المسؤول في وزارة الدفاع الاميركية كينيث ادلمان لمجلة نيويوركر أن صديقه رامسفيلد كان في حالة إنكار شديد للوضع في العراق، قائلاً انه سأل صديقه مرةً عن البديل لمعالجة مسألة العراق، فما نفعله الآن هو أننا نخسر.
وقد أجاب رامسفيلد، بعد سهو استمر عشرين دقيقة، نستطيع أن نخسر الحرب في اميركا لكن لا يمكننا أن نخسر في العراق. وقال ادلمان حاولت قطع حوار صديقي مع نفسه لأقول له إننا نخسر فعليا الحرب هناك، لكن رامسفيلد غضب واتهمني بالإزعاج والسلبية.
على صعيد آخر، كشف استطلاع للرأي نشرته مجلة نيوزويك أمس الأول أن غالبية الأميركيين أيدوا الأهداف الرئيسية للديموقراطيين، لكنهم أعربوا عن قلقهم من احتمال أن يسعى هؤلاء إلى الانسحاب من العراق بأسرع مما يجب.
وأظهر الاستطلاع أن ثلثي الاميركيين (66 في المئة) يعتقدون انه لن يكون بإمكان بوش القيام بأي عمل مهم قبل انتهاء ولايته الثانية، فيما تراجعت شعبية هذا الأخير إلى نسبة 31 في المئة في مقابل 35 في المئة قبل أسبوع.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...