تحركات عسكرية روسية على حدود تركيا

19-12-2011

تحركات عسكرية روسية على حدود تركيا

لم يكد رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان يعاود مباشرة عمله بعد العملية الجراحية التي أجراها، حتى عادت سوريا إلى أولويات خطاباته، وآخرها الهجوم الذي شنّه على الرئيس السوري بشار الأسد بقوله إن الطغاة لا يمكن أن يستمروا في السلطة ما داموا يذبحون شعبهم. لكن اردوغان صعّد من موقفه تجاه المؤيدين للنظام السوري بالقول إن «كل من يدعم النظام هو شريك في الظلم».
ففي المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده مع رئيس المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا مصطفى عبد الجليل، قال اردوغان «إن ما يجري في سوريا هو ممارسة دكتاتورية. والتاريخ لن يغفر للدكتاتوريين. والذين يقتلون ليسوا معادين لسوريا بل هم أبناؤها».
وأضاف انه «توجد أزمة ثقة بالنظام الذي وصل إلى حالة لا يمكن له أن يدير سوريا. إن الذين يدعمون هذا النظام هم شركاء له في الظلم. كائنا من كان وأيا كانت الدولة التي تدعم النظام فهي شريكة له». وتابع «نحن إلى جانب المظلومين وضد الظالمين». وأعلن أن تركيا ستواصل فرض العقوبات على سوريا وتزيدها تدريجيا.
وحول ما قيل عن نصب سوريا صواريخ كيميائية على الحدود مع تركيا، قال اردوغان «إنها أمور لا نهتم بها كثيرا. يوجد عندنا اتفاق أضنة. ولا يزال هذا الاتفاق قائما. وأريد خصوصا هنا أن أذكّر بذلك». وأضاف «أيا تكن المواقف التي يتخذها الطرف الآخر فسنأخذ على أساسها مواقفنا».
وحث أردوغان النواب الفرنسيين على عدم تبني مسودة قانون حول إنكار «إبادة» الأرمن، محذرا من أن مثل هذا القانون سيضر بالعلاقات بين البلدين. وقال «إذا أرادت الجمعية الوطنية الفرنسية أن تهتم بالتاريخ فلتتحمل عناء تسليط الضوء على ما جرى في أفريقيا.. في رواندا والجزائر. فليذهبوا ويبحثوا كم شخصا قتله الجنود الفرنسيون في الجزائر وكيف قتلوهم وما هي الوسائل غير الإنسانية التي استخدموها». وأضاف «لا يمكن لمؤرخ أو سياسي أن يرى إبادة في ماضينا، من يرد أن يرى إبادة فعليه أن ينظر إلى تاريخه الدامي القذر».
وفي صلة ببيان مجلس الشورى العسكري التركي حول وضع الجيش في جهوزية كاملة تحسبا لأي سيناريو في الداخل وعلى الحدود كان لافتا ما نشرته صحيفة «نيزافيسيميا» الروسية واهتمت به الصحف التركية على نطاق واسع، وهو أن الوحدات الروسية المتواجدة في أرمينيا قد تحركت واتخذت مواقع لها على الحدود الأرمنية مع تركيا، بعد تقييم روسي من أن إسرائيل قد حصلت على ضوء اخضر أميركي لضرب إيران.
وتقول الصحيفة الروسية إن الهجوم على إيران قد ينطلق من الأراضي التركية، لذلك فإن الجنود الروس في أرمينيا تحركوا واتخذوا مواقع لهم على الحدود مع تركيا. وكذلك وضع الجنود الروس في اوسيتيا الجنوبية وأبخازيا في حالة تأهب.
وفي استطلاع أجرته شركة «اينفاكتو» لصالح معهد الجمهوريين الدولي في الولايات المتحدة تبين تراجع التأييد الشعبي لأردوغان. وأظهر الاستطلاع، الذي شمل 12 محافظة، ووصفت صحيفة «ميللييت» نتائجه بأنها ستثير استياء رئيس الحكومة، أن نسبة الذين يريدون أن يكون اردوغان رئيسا للجمهورية هي 44 في المئة مقابل 40 لا يريدونه لهذا الموقع. علما أن اردوغان قد انتصر في الانتخابات النيابية في حزيران الماضي بنسبة 50 في المئة.
وأظهر الاستطلاع أن القناعة الموجودة لدى الرأي العام أن حزب العدالة والتنمية يريد تقييد الحريات وقمع المعارضين. وجاء في الاستطلاع أن 36 في المئة سيعطون أصواتهم إلى حزب العدالة والتنمية بقيادة رجل غير اردوغان، فيما سيصوت له إذا استمر زعيما للحزب 46 في المئة. ويعارض 41 في المئة تحويل النظام إلى نظام رئاسي مقابل 17 في المئة فقط يريدونه.
وتراجعت نسبة المؤيدين لحزب العدالة والتنمية في حال جرت انتخابات الآن من 50 إلى 42 في المئة، مقابل 19 في المئة لحزب الشعب الجمهوري وعشرة في المئة لحزب الحركة القومية. وتصدر اردوغان قائمة الزعماء الذين يؤيدهم الشعب في حال إجراء انتخابات رئاسية بـ44 في المئة، وجاء بعده كمال كيليتشدار اوغلو بـ 16 في المئة ودولت باهتشلي بسبعة في المئة.
ويرى 40 في المئة ان حزب العدالة والتنمية يسعى ويعمل على تقييد المعارضين له، فيما ترى نسبة 32 ان هذا الأمر غير صحيح. كما تزايدت نسبة المشككين في حقيقة المحاكمات بشأن منظمة «ارغينيكون» من 27 الى 36 في المئة.
ورأى 43 في المئة أن الجيش التركي لم ينجح في حفظ الأمن مقابل 53 في المئة يرون انه نجح في ذلك، وهي نسبة متدنية مقارنة مع صورة الجيش لدى الرأي العام سابقا.
ولحظ الاستطلاع تزايد ظاهرة التدين في المجتمع التركي، حيث عرّف 55 في المئة أنفسهم على أنهم «متدينون جدا». مع ذلك يريد 62 في المئة أن توضع نشاطات مؤسسات الأوقاف الإسلامية تحت رقابة وثيقة.
ويرفض 66 في المئة التفاوض مع قادة حزب العمال الكردستاني. ويرى 23 في المئة ان المشكلة الكردية اساسها اقتصادي - اجتماعي، فيما يرى 22 في المئة ان قوى خارجية تقف وراءها لتقسيم تركيا. ومن اجل وقف «الارهاب» الكردي يرى 77 في المئة ان الحل في استثمارات اقتصادية وتخفيض نسبة البطالة. ويرى 77 في المئة ايضا ان الحل بتحسين الوضع التعليمي والصحي، فيما يؤيــد 46 في المئة السماح بالتعلم باللغة الكردية كإحــدى وسائل حل المشكلة الكردية.
وإذ يرى 66 في المئة ان مشكلة تركيا الأولى هي البطالة، يرى 64 في المئة ان المشكلة الأمنية سوف تتقدم على غيرها في العام 2012. ويرى 71 في المئة ان الدولة الأحب من جانب الأتراك هي اذربيجان، ويرى 85 في المئة ان الدولة الأقل حبا من جانب الأتراك هي إسرائيل.

محمد نور الدين

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...