تسليح وتمويل علني لعصابات"الحر" بهدف ترجيح كفتها على الجيش العربي السوري

28-02-2013

تسليح وتمويل علني لعصابات"الحر" بهدف ترجيح كفتها على الجيش العربي السوري

بموازاة جولة وزير الخارجية الأميركية جون كيري على أوروبا والشرق الأوسط، أعلنت واشنطن أمس تكثيف مساعداتها «غير القاتلة» للمعارضة السورية، «سعياً للإسراع بانتقال سياسي في سوريا»، بحسب ما أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني. وقال كارني «نحن نراجع باستمرار طبيعة المساعدة التي نقدمها للشعب السوري في صورة مساعدة إنسانية وللمعارضة السورية في صورة مساعدة غير قاتلة».
ويأتي هذا التصريح ليؤكد ما نقلته صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية عن مسؤولين في إدارة أوباما، أمس، بحسب الصحيفة، تقوم استراتيجية أميركا الجديدة على تقديم مساعدات مباشرة «غير قاتلة» إلى المعارضين المسلحين، على غرار «سترات واقية من الرصاص وعربات مدرّعة وتدريب عسكري».
في هذه الأثناء، استمرت الروايات القادمة من سوريا حول تسليح المعارضين بالتدفق. لا جديد في الأمر من الناحية النظرية، فالتسليح لم يتوقف في خضم النشاط السياسي لإيجاد تسوية سياسية، لكن الجديد يتمثل بالجانب العملي الذي يحمل يوماً تلو الآخر تفاصيل جديدة. ما يتوارد يؤكد خطة واضحة مفادها تغليب كفة المسلّحين على القوات النظامية.

وفي تقرير نشرته وكالة «رويترز»، يظهر أن المعارضين السوريين تلقوا أسلحة متطورة تهدف لتضييق الهوة في التسلح مع قوات النظام وتعزيز قيادة عسكرية جديدة للمعارضة .
وكشف عدد من قادة ومسلحي المعارضة أن شحنة وصلت إلى سوريا عبر تركيا الشهر الماضي، اشتملت على معدات تحمل على الكتف وعتاد محمول آخر، بما في ذلك أسلحة مضادة للطائرات والدروع وقذائف مورتر وقواذف صاروخية.
ويجري توزيع الأسلحة، بالاضافة إلى أموال لدفع رواتب للمقاتلين، من خلال هيكل قيادة جديد في إطار خطة للداعمين الأجانب من أجل مركزية السيطرة على وحدات المعارضة وكبح الإسلاميين المرتبطين بـ«القاعدة».
وقال قائد للمعارضين في محافظة حمص ان الاسلحة جرى تسليمها تسليماً عادياً، ولم تسلم عبر ممرات التهريب وإنما سلمت من خلال معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا الذي تسيطر عليه المعارضة.
من جهته، لفت مساعد لقائد في المعارضة المسلحة إلى أن «أحد أسباب تغيير وجهة نظر المانحين هي أنهم يريدون تمكين القيادة العسكرية الجديدة»، موضحاً بالقول «إذا انضمت الكتائب فإنها تحصل على نصيبها من الأسلحة وأيضا على رواتب شهرية للمقاتلين».
وتقسم القيادة العسكرية الجديدة سوريا إلى خمس جبهات هي الجنوبية والغربية والشرقية والشمالية والوسطى.
وبحسب المساعد فإن «كل جبهة تسلمت نصيبها. ووزعت بالتساوي بين الجميع»، كاشفاً أن تكلفة الأسلحة سترد في صورة عقود لإعادة الاعمار بعد الصراع تمنح للدول التي تقدم المساعدة.
لكن في علامة على استمرار الانقسامات في صفوف معارضي الأسد، يشكو بعض المسلحين من أن «المجالس العسكرية» التي تسلمت الأسلحة، والتي ينظر اليها الغرب على أنها حليف مرجح أكثر من الإسلاميين المتشددين، لم تكن الجماعات التي ينبغي تسليحها.
وفي السياق، قال أحد المسلحين إنه لن يتورع عن الاستيلاء على أسلحة مرسلة الي معارضين يقاتلون بالاسم فقط، إذا علم أن تلك الأسلحة تمر عبر منطقته، في وقت عبّر البعض عن خشيتهم من أن تكون الخطة الأساسية للقوى الخارجية هي دفع «الجيش الحر» المعارض والمقاتلين الإسلاميين «المعتدلين» الآخرين إلى مواجهة مع المتشددين.
وسعياً للتصدي لتلك الانقسامات تأمل المجالس العسكرية أن تدفع للمقاتلين راتباً رمزياً يبلغ 100 دولار شهرياً، يموّل جزئياً من تبرعات من منطقة الخليج.
يُذكر أن المعارضة السياسية تجتمع بعد غد السبت في اسطنبول لاختيار «رئيس للوزراء» في الحكومة الافتراضية،لتشكل بذلك الهيكل الأساسي لدولة وجيش عميل للغرب.

السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...