حيتان السوق يُفشلون التدخل الإيجابي للسورية للتجارة

14-08-2017

حيتان السوق يُفشلون التدخل الإيجابي للسورية للتجارة

بعد إعادة هيكلتها حاولت «السورية للتجارة» أخذ دورها في السوق والقيام بدور تاجر المفرق لكنها لا تزال مكبلة وغير قادرة على تأدية دورها لاعتمادها على مستوردين يتحكمون بالأسعار على هواهم، حسب الخبير في شؤونحيتان السوق يُفشلون التدخل الإيجابي للسورية للتجارة حماية المستهلك د.أدهم شقير، الذي أكد أنه رغم تغير كوادرها بنسبة كبيرة لا تزال هناك قوى ممانعة داخل المؤسسة تعوق عملية التدخل الإيجابي وتعد امتداداً لحيتان السوق توحدهما المصالح المشتركة، فشكلت حلفاً ضد المؤسسة لإفشال دورها ومنعها من تأدية مهامها، وهو أمر يؤكده أحد موظفي «السورية للتجارة» في دمشق رفض ذكر اسمه، حيث أكد أن أداءها سيبقى قاصراً في ظل وجود هذه القوى رغم المحاولات الحثيثة من قبل مسؤولي المؤسسة على تفكيكها، ليشدد على أن اتخاذ المؤسسة قراراً باستيراد السلع قد يسهم في تحقيق هذه الغاية وإن كان الأمر يستلزم وقتاً ليس بقصير.

يتفق معه د.شقير بالتأكيد أن تدخلها الإيجابي مرهون بإلغاء حلقات الوساطة التجارية بين المنتج والمستهلك سواء في السلع المستوردة أو المحلية عبر تشجيع الفلاح على بيع محاصيله من دون هذه الحلقات، مشدداً على أن تفكيك تحالف قوى الفساد داخل المؤسسة وحيتان السوق لن يكون إلا عبر سياسات حكومية داعمة لعمل المؤسسة عبر تخفيض الجمارك مثلاً على البضاعة التي تستوردها الدولة بما يخفض الأسعار على المستهلك, وبما يوفر عليه قرابة 4 آلاف تشكل رقماً بالنسبة له يكون بمنزلة زيادة راتب مصغرة انطلاقاً من «أبوية» الدولة، لافتاً إلى ضرورة الاهتمام بالتغليف حتى تتمكن من منافسة القطاع الخاص، مع العمل على زيادة عدد المنافذ واتساعها لتشمل المناطق البعيدة عن مراكز المدن والأرياف، متمنياً أخذ «السورية للتجارة» دورها مستقبلاً كمؤسسة رائدة، تقدم الدعم المناسب للمواطن.

عملية دمج السورية للتجارة لا تكفي لإحداث تغيير جوهري في آلية عملها يلمس المواطن من خلاله تحسناً في الأداء عبر توافر السلع بأسعار مقبولة، كما تقول الباحثة الاقتصادية والوزيرة السابقة د.لمياء عاصي، التي تؤكد أن قانون الدمج تم إعداده للمرة الأولى عام 2010 حينما كانت وزيرة للاقتصاد، وحينما أعد القانون وضع فيه شرط رئيس أن تمارس شركة التجارة كل ما يقوم به التاجر من الاستيراد والتصدير والشراء وكل الأعمال التجارية الأخرى، وهذه نقطة إيجابية تؤثر على تحسن الخدمات المقدمة، كما كان هناك بند خاص بالعاملين بأن يتم توظيفهم على قانون العمل تماماً كما القطاع الخاص، ولاسيما الجدد

أما القدامى فمن يرغب يستطيع أن يصبح عقده على قانون العمل وتالياً يأخذ راتباً أعلى، لكن و-الكلام لعاصي- هذا غير مطبق حالياً، لذا لا يُستغرب عدم قيام عامل ما بأداء مميز عند معاملته كموظف عادي، مشيرة إلى أن هذه النقاط تمنع المؤسسة من أخذ دورها كما يجب، فالعمل التجاري لا يستقيم مع موظف على قانون العاملين الموحد، وهنا تؤكد أن عملية تطوير أداء السورية للتجارة عملية معقدة جداً وكل خطوة مهمة جداً للنجاح، إذ يجب توصيف العمليات من الشراء والتخزين والبيع ومحاسبة التكاليف بشكل يطابق أعلى المواصفات والأنظمة العالمية.

تشرين

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...