ساركوزي يشكل حكومة مختصرة وزيرة العدل فيها عربية مغاربية

19-05-2007

ساركوزي يشكل حكومة مختصرة وزيرة العدل فيها عربية مغاربية

أعلن امس في فرنسا تشكيل الحكومة الجديدة التي يرأسها فرنسوا فيون. وشهدت الحكومة تعيين اول عربية في وزارة سيادية وهي المغربية رشيدة الداتي (41 سنة) التي عينت وزيرة للعدل، وهي اول شخصية متحدرة من الهجرة المغاربية تتولى وزارة سيادية.
وقد عرفت هذه المرأة السمراء الانيقة، التي سرقت الاضواء، قبل وصولها الى الاوساط السياسية العليا، حياة اخرى اصعب بكثير، اذ نشأت في حي فقير وعملت في تنظيف المنازل مع امها قبل ان تعمل مساعدة ممرضة من حين لآخر لتمويل دراستها. وحكومة فيون جاءت وفق التوقعات: حكومة مصغرة من 15 وزيرا و5 وزراء دولة، وبالتساوي بين الرجال والنساء (من غير احتساب وزراء الدولة). كذلك جاءت التشكيلة الوزارية منفتحة على اليسار والوسط. وباشرت حكومة عهد الرئيس الفرنسي الجديد نيكولا ساركوزي عملها أمس باجتماع لمجلس الوزراء بعد ساعات على إعلان تشكيلها، والتي شغل فيها برنار كوشنر منصب وزير الخارجية، فيما اعطيت وزارة الداخلية الى ميشال اليو ماري، وزيرة الدفاع السابقة.

وكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أعلن عن تشكيل حكومة صغيرة العدد تركز على المجالات الرئيسية وأقدم على خطوات رائدة بتعيين اليساري برنار كوشنر الذي يتمتع بشعبية في منصب وزير الخارجية واعادة تشكيل وزارة المالية ومنح النساء نحو نصف الحقائب الوزارية.
ووفاء بتعهد اعلنه خلال حملته الانتخابية خفض ساركوزي عدد الوزارات الى النصف وعين 15 وزيرا من مختلف التوجهات الحزبية ومزج بين السياسيين المحنكين والقادمين الجدد نسبيا.وعقد ساركوزي ورئيس الوزراء فرانسوا فيون الذي عين الخميس أول اجتماع لمجلس الوزراء بعد ساعات من تعيين الوزراء ليبعثا برسالة واضحة بانهما سيشرعان على الفور في برنامجهما الاصلاحي.
وقال ساركوزي للصحفيين "انني بالطبع فخور بهذه الحكومة... انها حكومة منفتحة وذات كفاءة."
وأصبح الان جوبيه وهو رئيس وزراء سابق الرجل الثاني في الحكومة بترأسه وزارة عملاقة جديدة تضم البيئة والتنمية المستدامة والنقل والطاقة
كما أصبح جان لوي بورلو وزير العمل السابق وهو وسطي معتدل مسؤولا عن وزارة الاقتصاد المسؤولة عن رسم الاستراتيجية الاقتصادية وملف التوظيف والتجارة والصناعة والسياحة.
وقال بورلو لصحيفة لوموند اليومية "مهمتي الوحيدة هي خفض البطالة الى خمسة بالمئة بحلول نهاية فترة تفويض نيكولا ساركوزي البالغة خمس سنوات.. كما تعهد."وتزيد نسبة البطالة في فرنسا على ثمانية في المئة مما يجعلها الاعلى بين بلدان منطقة اليورو.
وسيعمل بورلو الى جانب ايريك ويرت أمين الصندوق السابق بحزب الاتحاد من اجل الحركة الشعبية الحاكم الذي يتزعمه ساركوزي والذي سيكون مسؤولا عن ميزانية الدولة وكل جوانب الانفاق العام.
وفي أول تواصل مع اليسار المعارض اختار ساركوزي ثلاثة في ادارته هم كوشنر كوزير للخارجية وجان بيير جوييه كوزير دولة لشؤون أوروبا وايريك بسون كوزير دولة للسياسات العامة.
واتهم الاشتراكيون ساركوزي بمحاولة اثارة الاضطرابات في حزبهم الذي يناضل لتجاوز الهزيمة في الانتخابات الرئاسية وأشاروا الى أن كوشنر الذي شارك في تأسيس جمعية أطباء بلا حدود الخيرية الحائزة على جائزة نوبل سيطرد من الحزب.
كما ستوكل كثير من الاصلاحات الاجتماعية الهامة التي تعهد بها ساركوزي بما فيها الحد من سلطات النقابات واعداد عقد عمل مبسط وموحد الى المتحدث السابق باسم حملته الانتخابية زافييه برتران الذي سيتولى حقيبة العمل.وعين ساركوزي ايرفيه موران وزيرا للدفاع في خطوة تهدف الى التواصل مع حلفائه من الوسط. وسيحل محل ميشيل اليو ماري التي ستتولى الآن وزارة الداخلية.
وتشكل الحكومة الجديدة تغيرا جذريا في السلطة مع اندماج وزارات مثل الصحة والرياضة واختفاء أخرى مثل الخدمة المدنية وظهور وزارات جديدة مثل وزارة الهجرة والهوية الوطنية.
ومن المهام الاولى التي ستضطلع بها الحكومة الجديدة حملات الانتخابات التشريعية التي تجرى في الفترة من 10 الى 17 يونيو حزيران والتي يجب أن يكسبها حزب الرئيس لينفذ برنامجه الاصلاحي. وتظهر استطلاعات الرأي انه سيتمكن من الحصول على أغلبية كبيرة.
ويعتزم ساركوزي دعوة البرلمان الجديد لعقد جلسة خاصة خلال الصيف لتمرير الاصلاحات وميزانية مصغرة تشمل تخفيضات تعهد بها في الضرائب على الشركات والتركات.
وردا على سؤال حول كيف ستساهم تلك التخفيضات في تحسين الوضع المالي للدولة قال رئيس الوزراء الجديد فيون لتلفزيون (تي.اف 1) ان عجز الموازنة والدين العام سيتراجعان على مدى خمس سنوات.وقال "يتعين أن تعرف أحيانا كيف تستثمر قليلا من أجل أن تتمكن من التوفير كثيرا فيما بعد."
وكان ساركوزي قد اجتمع في وقت سابق مع النقابات بشركة صناعة الطائرات الاوروبية ايرباص المتعثرة بمقرها في تولوز. ودخلت شركة صناعة الفضاء والطيران الاوروبية (اي.ايه.دي.اس) وهي الشركة الام لايرباص في أزمة مالية خلال الحملة الانتخابية وقال ساركوزي انه ينبغي تغيير اتفاق المشاركة الذي يحدد مستوى النفوذ بالشركة بين فرنسا وألمانيا.
وعارضت ألمانيا محاولات فرنسية متكررة خلال السنوات الاخيرة للحصول على سيطرة أكبر بالشركة التي تأسست في عام 2000 من خلال اندماج أكبر شركتين للطيران بالبلدين.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...