سوريا وإسرائيل: حرب أم سلام؟

12-06-2007

سوريا وإسرائيل: حرب أم سلام؟

الجمل:   نشرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية اليوم تقريراً أعده عضو هيئة التحرير كين إلينغوود، بناء على التقارير الواردة للصحيفة من إسرائيل، وقد حمل التقرير عنوان (فجأة أصبحت سورية موضوعاً ساخناً في إسرائيل).
يقول كين إلينغوود: لقد أصبح الحديث حول سوريا في إسرائيل شديد الانتشار، ولكن ما هو أقل وضوحاً هو معرفة اتجاهات الحديث المتداول حول سوريا، وموقفه، هل مع الحرب أم السلام، أم أن الأمر مجرد ضجة كلامية.
لعدة أشهر أطلقت سورية وإسرائيل الإشارات التي تراوحت بين التصعيد والتهدئة، الأمر الذي ترك للإسرائيلييين التكهن حول إمكانية حرب صيف أخرى والحوار حول مزايا تجديد المفاوضات مع دمشق.
المسؤولون الإسرائيليون، بحسب التقارير، يولون اهتماماً جاداً بإعادة فتح المفاوضات. وبعض التقارير الإسرائيلية قالت بأن البلدين ظلا على اتصال من خلف الكواليس عن طريق الوسطاء، مثل تركيا وألمانيا.
أكد وزير النقل شاؤول موفاز يوم السبت، بأن إسرائيل قد قامت باستخدام قناة سرية للاتصال مع سوريا، ولكنه لم يحدد أي رسالة تم إرسالها.
وفي يوم الجمعة أوردت صحيفة إيديعوت أحرونوت بان رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت أشار وحدد للرئيس السوري بشار الأسد بان إسرائيل مستعدة للتخلي عن الجولان مقابل السلام.
المتحدثة الرسمية باسم أولمرت، ميري إيزين، لم تعلق على التقرير، ولكنها قالت بأن رئيس الوزراء ظل مشككاً حول الفرص التي تؤدي لمحادثات مثمرة مع سورية. (رئيس الوزراء يقول دائماً بأنه يريد السلام مع سورية ولكنه لا يعتقد بأن الحكومة السورية الحالية تريد السلام، بل تريد بالأحرى عملية سلام وأضافت قائلة: (إن الأمر يخضع للتقييم المستمر).
الأسبوع الماضي بعد أن التقى مسؤولو الأمن في إسرائيل لمناقشة أمر الحشود السورية بالقرب من مرتفعات الجولان، أصدر أولمرت تصريحاً يقول بأن إسرائيل لا تسعى من أجل الحرب مع سورية.. وقال بأنه يتوجب تجنب الحسابات الخاطئة التي تقود وتفضي إلى تدهور الأمن.
ويقول المحرر كين إلينغوود بأن العديد من الإسرائيليين يعتقدون بأن سورية ترغب بشكل رئيسي في تخفيف الضغط الدولي الواقع عليها بسبب تورط دمشق المزعوم في اغتيال الحريري. وحتى الآن يطالب ويحث المسؤولون الإسرائيليون الحاليون والسابقون والمعلقون، أولمرت على ضرورة اختبار نوايا سورية.
يقول كين إلينغوود بأن إسرائيل استولت على هضبة الجولات التي تبلغ مساحتها 444 ميلاً مربعاً في حرب 1967م، ثم قامت بضمها بعد 14 عاماً في إجراء لم يجد الاعتراف الدولي.
وتعتبر هضبة الجولان ذات أهمية استراتيجية بسبب إطلالتها على الأودية الإسرائيلية. وبمرور السنوات استوطن فيها أكثر من 15 ألف يهودي، وماتزال تضم السكان العرب الذين يعتبرون أنفسهم سوريون.
تقول صحيفة إيديعوت أحرونوت بأن بوش قد أعطى أولمرت الضوء الأخضر لكي يقوم بـ(استطلاع واستكشاف) المحادثات مع سورية.
ويشير كين إلينغوود، بأن إدارة بوش التي تتهم دمشق برعاية الإرهاب، ماتزال بمنأى عن ذلك البلد، ولم تقدم أي مؤشر واضح بأنها تؤيد محادثات سورية- إسرائيل. هذا وسوف يلتقي أولمرت بالرئيس بوش في واشنطن هذا الشهر حيث يتوقع أن يتم النقاش حول مسالة سورية.
التركيز على سورية يقلل الشعور السائد وسط المسؤولين الإسرائيليين بأن إحراز التقدم مع الفلسطينيين ممكناً طالما أن حركة حماس المدعومة بواسطة دمشق، تشارك في الحكومة الفلسطينية، بينما الرئيس محمود عباس مايزال ضعيفاً.
وبكلمات أخرى: فإن التركيز على سورية سوف يؤدي إلى إحراز التقدم في الملف الفلسطيني، لأن حركة حماس المتشددة سوف تغير من مواقفها وتصبح أكثر انسجاماً مع الوضع الجديد الذي سوف ينشأ في المنطقة إذا تحقق السلام مع سورية.
كذلك فإن بعض الإسرائيليين المؤيدين للمحادثات مع سورية يرون بأن نجاح المفاوضات سوف يضعف الجماعات الفلسطينية المسلحة مثل حماس والجهاد الإسلامي كذلك يضيف بعض المحللين الإسرائيليين بأن السلام مع سوريا سوف يضعف تحالفها مع إيران.
يقول بعض المشككين بأن سوريا أصبحت في موقف أقوى بعد حرب إسرائيل مع حزب الله اللبناني، والتي تركت معظم الإسرائيليين يشعرون بالهزيمة، وتحت هذه الظروف فإن أولمرت يسعى للمفاوضات مع سورية لكي يعزز ويقوي موقفه الداخلي.
يقول عوزي اراد، المسؤول السابق في المخابرات، والمساعد الحالي لزعيم المعارضة الحالي الرافض للمفاوضات مع سورية بنيامين نتنياهو (إن الاندفاع الظاهري الحالي من أجل المفاوضات من جانب وبواسطة المسؤولين العسكريين الذين يخافون من اندلاع المواجهة مع سورية، يعكس فقدان وخسارة إسرائيل –لقوة- الردع، والتي هي الناتج المؤسف للحرب الأخيرة).
يشير المحرر كين إلينغوود قائلاً بأن العسكريين الإسرائيليين يقولون بأن سورية قد قامت بحشد قواتها بالقرب من الحدود، ولكن مسؤولي المخابرات ذكروا في أجهزة الإعلام بأن عمليات الانتشار السورية لا تعني أو تفيد بأن الهجوم بات وشيكاً. وقد قدموا تخميناتهم بشكل علني عندما كان العسكريون الإسرائيليون يقومون بإجراء المناورات في منطقة ا لنقب الجنوبية التي تتماثل فيها ظروف القتال مع الجبهة السورية.
عبر أولمرت وبعض المسؤولين عن الاهتمام بأن الحديث الكثير جداً حول إمكانية الحرب مع سورية يمكن أن يساعد في إشعال الحرب، وإضافة إلى تحذيراته حول (الحسابات الخاطئة) طالب رئيس الوزراء الإسرائيلي المسؤولين بأن يقللوا ويخففوا تعليقاتهم تجنباً للتوترات التي قد تزيد الأمر خطورة.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...