ما هو جدول أعمال تسيبي ليفني بعد تزعمها لـ«كاديما»

18-09-2008

ما هو جدول أعمال تسيبي ليفني بعد تزعمها لـ«كاديما»

الجمل: تناقلت وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة أخبار فوز وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني بمنصب رئيس حزب كاديما الإسرائيلي وتشير الوقائع إلى أن فوز تسيبي ليفني قد جاء في مواجهة الجنرال شاؤول موفاز، وبفارق صغير بما يشير إلى احتدام المنافسة بين الطرفين.
* الوزن الحقيقي للحدث: أبعاد صعود ليفني:
دارت داخل الأحزاب السياسية الإسرائيلية الرئيسية الثلاثة كاديما والعمل والليكود العديد من المنافسات الداخلية الحامية الوطيس، ولكن انتخابات كاديما الأخيرة كانت الأكثر لفتاً للأنظار وإثارة للاهتمام وذلك لأنها:
• تحدد مسار الائتلاف الإسرائيلي الحاكم.
• تحدد مسار توجهات حزب كاديما.
• تحدد طبيعة الصراع على خط العلاقات المدنية – العسكرية داخل الأحزاب السياسية.
• تحدد مصير تيار الليكود الإسرائيلي.
إضافة لذلك، تقول بعض التحليلات بأن صعود ليفني إلى زعامة كاديما ستترتب عليه احتمالات صعودها إلى منصب رئيس الوزراء الإسرائيلي وهو أمر سيترتب عليه حدوث الكثير من التعديلات في مسار السياسة الإسرائيلية إزاء ملف المفاوضات مع سوريا وملف مفاوضات السلام مع الفلسطينيين إضافةً إلى ملف التعامل الإسرائيلي مع أزمة قطاع غزة وأزمة تهديد حزب الله اللبناني ضد إسرائيل.
حتى الآن، برغم جهود المحلليين السياسيين الذين تفاءل بعضهم وتشاءم بعضهم الآخر بصعود تسيبي ليفني، فإنه من السابق لأوانه التأكيد المسبق بأن ليفني تسعى للتخلي عن المفاوضات مع سوريا أو الفلسطينيين أو حتى اللجوء لاستخدام القوة للتعامل مع ملف حزب الله وقطاع غزة.
على سبيل المثال لا الحصر إذا حاولت ليفني تجاوز التطورات الجارية في هذه الملفات فإنه ستواجه المزيد من الملفات الجديدة الأكثر خطورة:
• التخلي عن المحادثات السورية – الإسرائيلية سيؤدي إلى فتح ملف التوتر على خط تل أبيب – أنقرة، وبما يهدد خسارة العلاقات التركية.
• التخلي عن المحادثات مع الفلسطينيين سيؤدي لتقويض نتائج مؤتمر أنابوليس وتقويض أسس عملية سلام الشرق الأوسط المعتمدة رسمياً بواسطة الإدارة الأمريكية والاتحاد  الأوروبي، وهو أمر سيضر بقدر أكبر بمصداقية أمريكا التي أصبحت بالأساس في أسوأ حالاتها بسبب الدعم الأمريكي المتحيز لإسرائيل إضافةً إلى أنه سيؤدي لإرباك الأوروبيين ودفعهم باتجاه خيار الضغط على إسرائيل والتي إن لم تستجب فلن يكون أمام الاتحاد الأوروبي سوى إعادة بناء روابطه مع الأطراف العربية ومواجهة التوترات مع واشنطن عبر نافذة علاقات عبر الأطلنطي.
• استخدام القوة في التعامل مع ملف قطاع غزة سيترتب عليه المزيد من التداعيات الكارثية لمستقبل أمن إسرائيل وهي تداعيات سيكون منها على سبيل المثال:
- مواجهة الجيش الإسرائيلي للخسائر البشرية والمادية الكبيرة بسبب عدم خبرته في مجال خوض قتال المدن، وتماسك المقاومين الفلسطينيين المتركزين في قطاع غزة.
- تخلي الفلسطينيين بالكامل عن خيار المفاوضات مع إسرائيل سيؤدي إلى إنهاء سيطرة فتح على الضفة الغربية وصعود قوة حماس، بما يترتب عليه تحول أراضي الضفة إلى قاعدة لانطلاق المقاومة ضد إسرائيل، وهو أمر سيؤدي بالضرورة إلى تقويض تماسك قوام إسرائيل الأمني وفتح جبهة قتال جديدة أكثر خطورة أمام الجيش الإسرائيلي.
- تصعيد الخلافات على عدة خطوط:
* خط عمان – تل أبيب: لأن القمع العسكري للفلسطينيين سيترتب عليه تصعيد العداء الشعبي الأردني للنظام الملكي الحليف لمحور واشنطن – تل أبيب.
* خط القاهرة – تل أبيب: وذلك لأن القمع العسكري ضد الفلسطينيين سيشعل الشارع الإسلامي المصري المعارض لنظام الرئيس مبارك الحليف لمحور واشنطن – تل أبيب.
• استخدام القوة في التعامل مع ملف حزب الله ستترتب عليه المزيد من التداعيات الكارثية على مستقبل وأمن إسرائيل ومن أبرزها:
- الدخول في نزاع مع المجتمع الدولي طالما أن العمل العسكري سيكون غير ممكناً على الصعيد الميداني بسبب وجود قوات اليونيفيل.
- القضاء بشكل نهائي على تيار 14 آذار اللبناني الحليف لمحور واشنطن – تل أبيب لأن الرأي العام اللبناني سيتحول هذه المرة بشكل نهائي لدعم قوى 8 آذار التي يتزعمها حزب الله وبقية فصائل المقاومة.
- القضاء بشكل كامل على الأسس التي استندت عليها المزاعم الإسرائيلية ودفعت بواشنطن إلى الضغط لجهة جعل مجلس الأمن الدولي بصدد القرار الدولي 1701 وغيره من القرارات الدولية التي استهدفت سوريا والقوى الوطنية اللبنانية.
- إعطاء حزب الله المبررات لضرب العمق الإسرائيلي بالصواريخ التي قد لا تتوقف هذه المرة وهو أمر سيترتب عليه تقويض قوام الأمن الإسرائيلي الذي سبق وما زال يعاني كثيراً من الصواريخ الفلسطينية المقاومة القادمة من قطاع غزة.
* جدول أعمال تسيبي ليفني القادم: أبرز التوقعات:
برغم التحليلات الكثيرة التي تحدثت عن احتمالات قيام تسيبي ليفني بتغيير اتجاهات السياسة الإسرائيلية الحالية إزاء سوريا والفلسطينيين ولبنان فإن هذه التحليلات ستظل تصطدم بالعقبة الصعبة المتمثلة في مدى قدرة ليفني على تجاوز الوضع القائم باتجاه الصعوبات الأكثر خطورة وصعوبة التي ستترتب على أية محاولة للقيام بتجاوز الموقف الراهن، فإن ليفني ستواجهها مشاكل أكبر وأكثر خطورة تتمثل في كيفية التغلب على شبكة أولمرت التي ما زالت تسيطر على حزب كاديما وعلى دولاب الأجهزة ومؤسسات الدولة الإسرائيلية وتتكون هذه الشبكة من كبار المسؤولين الإسرائيليين ورجال الأعمال ولولا الدور الذي لعبه اللوبي الإسرائيلي المناصر لليكود في الكشف عن فضيحة أولمرت وإغراء اليهودي الأمريكي الذي حضر خصيصاً وأدلى بإفادته أمام الشرطة الإسرائيلية لما بارح أولمرت مكتب رئيس الوزراء ولكن برغم خروج أولمرت فإنه ما زال يمسك بالريموت كونترول وبالتالي ستظل مشكلة ليفني الرئيسية هي كيفية أخذ الريموت من أولمرت بحيث يتسنى لها توجيه الحكومة الإسرائيلية في الاتجاه الذي تريد.


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...