محللون أمريكيون: استخدام الكيماوي مؤامرة تخدم مصالح الغرب والشعب الأميركي ضد التدخل العسكري في سوريا

25-08-2013

محللون أمريكيون: استخدام الكيماوي مؤامرة تخدم مصالح الغرب والشعب الأميركي ضد التدخل العسكري في سوريا

قال الكاتب والمحلل السياسي الأمريكي كيفن باريت إن أي تدخل عسكري أمريكي في سورية سيؤدى إلى تفاقم الأزمة فيها وسيضع العالم بأكمله على حافة الوقوع في حرب عالمية ثالثة.
وأضاف باريت في مقابلة مع موقع "برس تي في" الإيراني إنه من الواضح أن التورط العسكري الأمريكي في سورية لن يحل الأزمة بل من شأنه أن يجعل الأمر أكثر سوءا كما يحدث دائما عند تورط الجيش الامريكي في بعض المناطق في العالم.
وتابع باريت.. إن هذه الخطوة في غاية الخطورة لأننا على حافة احتمال نشوب حرب عالمية ثالثة ولأنها تسهم في زعزعة استقرار المنطقة أكثر.
وأشار باريت إلى أن الضغوط التي يمارسها اللوبي الإسرائيلي المتطرف هي وراء مثل هذه المواقف الأمريكية المتشددة.

وكان وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل أطلق أمس الأول تصريحات حول استعداد الولايات المتحدة للقيام بعمل عسكري ضد سورية و قال إن واشنطن تضع القوات البحرية في تشكيلات قتالية تحسبا لأي قرار يتخذه الرئيس باراك أوباما للقيام بعمل عسكري ضد سورية وذلك بعد المزاعم التى روجتها المجموعات الإرهابية المسلحة بشأن استخدام أسلحة كيميائية من قبل الجيش العربي السوري في ريف دمشق.

في سياق متصل قال المحلل والناشط الأميركي راندي شورت إن استخدام السلاح الكيماوي في سورية هو مؤامرة تخدم مصالح الغرب وإسرائيل وذلك بعد فشلهم المتواصل في محاولة إسقاط الحكومة السورية.
وأضاف شورت لموقع برس تي في الإيراني أن مزاعم استخدام الجيش العربي السوري للأسلحة الكيماوية أمر مثير للسخرية وعملية مزيفة تخدم الصهيونية وأوروبا وأمريكا مبينا أن حدثا كهذا كان متوقعا منذ أسابيع مضت عندما شعرت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل باليأس بشكل متزايد في محاولتهم هزيمة الحكومة السورية وشعبها.
وكانت وزارة الخارجية الروسية أكدت "أن الادعاءات باستخدام السلطات السورية الأسلحة الكيماوية في ريف دمشق قد تكون عملا استفزازيا جرى الإعداد له بصورة مسبقة".
فيما حذرت سورية من تصديق تلك الادعاءات وقالت إن قنوات الفتنة والتضليل وسفك الدم السوري قامت كعادتها بالادعاء كذبا أن الجيش العربي السوري استخدم الأسلحة الكيماوية في ريف دمشق مؤكدة أن هذا الادعاء باطل جملة وتفصيلا وعار عن الصحة.

وكشف موقع لايف ليك الأمريكي أن الولايات المتحدة زودت لمجموعات المسلحة المرتبطة بتنظيم القاعدة في سورية بالأسلحة الكيميائية وأن الرئيس الأمريكي باراك أوباما يستخدم ذريعة الأسلحة الكيميائية من أجل التدخل المباشر في سورية.
وأكد الموقع أن أوباما يحضر لما يسمى "تدخل إنساني" في سورية وذلك من خلال استخدام ذريعة السلاح الكيميائي على غرار ما حدث في العراق عن طريق اتهام سورية "بالتخطيط للقتل الجماعي" من خلال حملات إعلامية مكثفة.
وأشار الموقع إلى أن هذه الذريعة والتي تستخدم من أجل تبرير مزيد من الدعم العسكري للمجموعات المسلحة ستتغير جاعلة من الولايات المتحدة الطرف الوحيد الذي تجاوز الخط الأحمر مشيرا إلى أن الوقائع على الأرض تقول ان من استخدم السلاح الكيميائي في سورية هي القاعدة. وأشار الموقع إلى أنه في السابق قامت الولايات المتحدة ومن خلال مقاولين معظمهم على صلة بوزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون بتدريب المسلحين كما زودت "جبهة النصرة" بالسلاح الكيميائي.

واضاف الموقع إن أحد المقاولين الذين دربوا المسلحين قال في رسالة له في 10 كانون الأول 2012 أن الشيء المقلق هو "أن بعضا من الدول الداعمة للإرهاب قد تزود المجموعات الإرهابية بالأسلحة الكيميائية وتتهم الحكومة السورية باستخدامها".

ولفت الموقع إلى أن المحققين الدوليين أقروا بأنفسهم أنه وبعد فحص ضحايا تعرضوا لهذه المواد في البلدان المجاورة لسورية وبعد الإطلاع على مشاف ميدانية بان المسلحين هم من استخدموا المواد الكيميائية وليس الحكومة السورية خصوصا غاز السارين.

وذكر الموقع أن ما يؤكد هذا القول وكالة زمان التركية التي أعلنت بدورها انه تم ضبط 2 كيلوغرام من غاز السارين بحوزة إرهابيين تابعين لـ"النصرة" كانوا متجهين إلى سورية. وأضاف الموقع أن الحقيقة المحرمة التي فشلت وسائل الإعلام الغربية في كشفها هي أن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي الناتو وإسرائيل لاتدعم "جبهة النصرة" فقط بل تجعل المواد الكيميائية متوافرة بين أيديها وبذلك تكون النصرة "ممثلا لهم بين قوى المعارضة".
واستشهد الموقع بقول مسؤول في الادارة الأمريكية إن إرسال أسلحة للمسلحين "يتم من خلال وسيط موثوق" وإن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قابل ممثلين عن "المعارضة المسلحة "يقومون ببعض مهام البنتاغون في إيصال المال و الأسلحة للمسلحين لافتا الى ان هذا المثال في دعم "جبهة النصرة" يشبه ما تم في أفغانستان عندما أرسل الجيش الباكستاني الأسلحة لما يسمى" الجهاديين".
يشار إلى أن عددا كبيرا من الإرهابيين المتواجدين على الأراضي السورية قدموا من خارج سورية وهم غالبا من تنظيمات معروفة بتبعيتها لتنظيم القاعدة وهذه الحقيقة لم يستطع حتى الإعلام الغربى أن يتجاهلها اذ اعترفت صحيفة التايمز البريطانية بأن 10 آلاف أجنبى يقاتلون إلى جانب المجموعات الإرهابية المسلحة فى سورية بينهم 150 يحملون الجنسية البريطانية.
كما كشفت صحيفة دير ستاندارد النمساوية في تقرير نشرته أمس عن معلومات تفيد بأن هروب المئات من معتقلى تنظيم القاعدة فى الأشهر الأخيرة من السجون العراقية والباكستانية والليبية والسعودية تم بتعاون أجهزة استخبارات إقليمية لدعم تنظيم القاعدة فى سورية والمتمثل بـ "جبهة النصرة" كما أشارت إلى أن تلك المجموعات توجهت إلى سورية للانضمام إلى "الجهاديين" المتطرفين والمشاركة في ضرب الدولة السورية وخاصة عبر التفجيرات الإرهابية التى بتنا نراها في كل من دمشق وبغداد وبيروت.

من جهة أخرى أظهر استطلاع للرأي اجرته وكالتا رويترز للانباء وايبسوس للرأي العام أن معظم الامريكيين يعارضون تدخل بلادهم عسكريا في سوريا، ويعتقدون أن على واشنطن النأي بنفسها عن الحرب الدائرة هناك حتى لو صدقت التقارير التي تتحدث عن استخدام الحكومة السورية الاسلحة الكيمياوية ضد المدنيين
وقال الاستطلاع الذي نشرته هيئة الاذاعة البريطانية البي بي سي أن 60 بالمئة من المستطلعة آراؤهم إنه ينبغي للولايات المتحدة الا تتدخل في الحرب الاهلية السورية، بينما قال 9 بالمئة فقط إن على الرئيس اوباما اصدار امر بالتدخل.
ووجد الاستطلاع الذي اجري في الفترة بين التاسع عشر والثالث والعشرين من الشهر الجاري أن 25 بالمئة فقط من الامريكيين يؤيدون تدخل بلادهم عسكريا في سوريا اذا ثبت ضلوع الحكومة السورية باستخدام اسلحة كيمياوية ضد المدنيين، بينما يعارض ذلك 46 بالمئة.

وتمثل هذه الارقام تراجعا عن استطلاع سابق اجرته الوكالتان في الثالث عشر من آب الجاري، عندما كان 30,2 بالمئة من الامريكيين يؤيدون التدخل في حال ثبوت استخدام الاسلحة الكيمياوية، بينما عارضه 41,6 بالمئة.
وتثبت نتائج الاستطلاعين أن الازمة المتصاعدة في سوريا والمناظر المحزنة لمئات الضحايا للضربة الكيمياوية الاسبوع الماضي قد جعلت الامريكيين اكثر تصميما على الا تتورط بلادهم في حرب جديدة في سوريا.
وتشير النتائج الى ان الرئيس اوباما سيواجه معارضة شعبية قوية في حال قرر التدخل عسكريا في سوريا، خصوصا وان حربي العراق وافغانستان قد انهكتا الشعب الامريكي.

وكان عدد من السياسيين، وعلى رأسهم السيناتور الجمهوري جون ماكين الذي خسر امام اوباما في الانتخابات الرئاسية عام 2008، قد انتقدوا ما وصفوه بتردد الرئيس الامريكي فيما يخص التعامل مع الازمة السورية.

و كان أعلن أوباما مساعدة بلاده للمعارضة السورية سابقا , و لم يمانع تزويدها بالسلاح في ظل ارتفاع عدد الضحايا من المدنيين, و تبني مسلحي المعارضة عددا من التفجيرات و العمليات العسكرية.

وبينما يتدارس الرئيس الامريكي الخيارات المتاحة امامه، يبدو ان الخيار الاكثر شعبية بين الامريكيين هو " اللاتدخل " في سوريا. ، حيث لا يؤيد فكرة غزو بري امريكي لسوريا الا 4 بالمئة من الشعب الأميركي .

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...