مدريد تمثل دمشق في مؤتمر روما

26-07-2006

مدريد تمثل دمشق في مؤتمر روما

في ظل غياب أي نشاط دبلوماسي دولي تجاه دمشق الداعية إلى النظر بعمق إلى جذور المشكلة المتمثلة بالاحتلال الإسرائيلي، قالت مصادر سورية مطلعة  أمس، ان مدريد ستعمل على توضيح الموقف السوري حيال العدوان الإسرائيلي على لبنان خلال مؤتمر روما اليوم.
وتتمحور مهمة وزير الإعلام السوري محسن بلال في رحلته الثانية إلى مدريد خلال أسبوع، وفق مصادر سورية مطلعة ، حول شرح وجهة النظر السورية حيال ما يجري، على أن يتم نقلها إلى المجتمعين في روما اليوم في ظل غياب أي دعوة إلى سوريا وإيران.
وتوضح المصادر ان الموقف الاسباني كان متقدما على المواقف الأوروبية حيال العدوان على لبنان، ناهيك عن الخبرة الكبيرة التي يتمتع بها وزير الخارجية الاسبانية ميغيل أنخيل موراتينوس في المنطقة وتفاعله مع قضاياها، ما يجعله أكثر تفهما لأوجه الصراع وعمقه. الى جانب ذلك، هناك العلاقة الجيدة التي تربط بلال، السفير السابق في مدريد، بموراتينوس وسائر أفراد الأسرة الدبلوماسية الاسبانية الحالية.
ويستند الموقف السوري إلى ثلاثة بنود، أولها وقف العدوان الإسرائيلي على لبنان من دون شرط، وثانيها تبادل الأسرى، وآخرها توسيع النظر إلى المشكلة عبر الرجوع إلى جوهرها، وهو الاحتلال الإسرائيلي للاراضي العربية ورفض تنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بالصراع.
وتبدو دمشق غير متحمسة لأي من الأفكار المتداولة على الساحة الدولية، أو تلك التي تحظى بغطاء وتشجيع عربي من أطراف سبق لها أن انتقدت المقاومة. وهذا يفسر أيضا عدم الحماس في استقبال الوفود الدولية التي تريد من دمشق أن تساهم في تنفيذ تلك المشاريع، لا أن تستمع الى رؤيتها حول جوهر الصراع وأسبابه، وفق ما تشرح مصادر سورية مراقبة.
ومن هذا المنطلق، فإن القلق هو سيد الموقف مما سيكون عليه مستقبل لبنان، خصوصا بعد منح الضوء الأخضر من قبل العرب لإسرائيل. ويتفاقم هذا القلق ابتداء من اليوم التالي لنهاية العدوان، والذي لن يكون قبل نهاية المهلة الأميركية لإسرائيل في حربها. ويزيد من هذا القلق أيضا التخوف من مواجهة اللبنانيين لبعضهم البعض، ومن نتائج الحرب، ومن نجاح المشروع الأميركي الإسرائيلي مما قد ينعكس على فلسطين ومشروع التسوية فيها وذلك على الأقل في المدى المنظور.
من جهة أخرى (ا ف ب)، اعتبر سفير سوريا لدى الولايات المتحدة عماد مصطفى ان زيارة وزيرة الخارجية الاميركية كوندليسا رايس الى لبنان لم تكن مثمرة. وقال :في الواقع فان الوزيرة رايس لم تفعل شيئا في بيروت. وأضاف: لم تفعل سوى انها رددت الاملاءات والمطالب الإسرائيلية.
وفيما اتهم واشنطن بإرسال قنابل موجهة بالليزر الى إسرائيل حتى تستخدمها لقتل المزيد من الأطفال والمدنيين اللبنانيين، نفى مصطفى المعلومات التي تحدثت عن استعداد دمشق لمساعدة واشنطن على مطاردة خلايا القاعدة في لبنان.
واعتبر مصطفى (أ ب) ان لبنان قد يتفكك فوراً إذا طلب منه نشر الجيش في الجنوب ونزع سلاح حزب الله. وقال حول المساعدات الأميركية الى لبنان لا أعلم أيهما سيصل أولاً الى الشرق الأوسط، البطانيات أم القنابل بالليزر (إلى إسرائيل)؟

زياد حيدر

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...