مصر: تظاهرة خجولة للصوفيين وطنطاوي يتفقد ميدان التحرير

13-08-2011

مصر: تظاهرة خجولة للصوفيين وطنطاوي يتفقد ميدان التحرير

لم يتمكن الصوفيون من حشد سوى 10 آلاف من أنصارهم، في تظاهرة «في حبّ مصر»، أمس، بعدما توافقت معظم القوى السياسية التي شاركت في الدعوة إليها على تأجيلها حتى يوم الجمعة المقبل، لاعتبارات سياسية، من بينها صدور مؤشرات إيجابية عن مجلس الوزراء بشأن المبادئ الدستورية، وأخرى لوجستية، في وقت زار رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير حسين طنطاوي ميدان التحرير، وذلك للمرة الأولى منذ كانون الثاني الماضي.
في هذا الوقت، بدا أن ما نشر خلال اليومين الماضيين في الصحف المصرية بشأن عملية عسكرية تستعد قوات الجيش والشرطة لتنفيذها في شبه جزيرة سيناء ضد الخارجين عن القانون والتكفيريين، قد دخلت مرحلة التنفيذ مع وصول تعزيزات عسكرية إلى مدينة العريش، في تحركات قالت المصادر الرسمية إنها لحماية الممتلكات العامة والخاصة في المنطقة وليس للقيام بعملية أمنية واسعة النطاق.مواجهات بين الشرطة العسكرية والمتظاهرين في ميدان التحرير أمس (رويترز)
ونظم نحو عشرة آلاف من أتباع الطرق الصوفية وعدد من التيارات  والحركات السياسية المصرية، حفل إفطار في ميدان التحرير وسط القاهرة مساء أمس. وتوافد الصوفيون من أحياء السيدة زينب والحسين والدرب الأحمر إلى الميدان في مسيرات ردّدوا خلالها أناشيد صوفية.
ووزّع الصوفيون بياناً أكدوا فيه على أن «الشعب المصري سيبقى يداً واحدة لا فرق فيه بين المسلم والمسيحي اللذين يمثلان نسيجاً واحداً وسالت دماؤهم معاً خلال الثورة المصرية 25 يناير»، مشدّدين على رفضهم القاطع لأفكار «بعض أصحاب النعرات الدينية التي تفرِّق بين شعب مصر».
يذكر أن ممثلي 38 حزباً وحركة سياسية كانوا قد أعلنوا قبل يومين تأجيل احتفالية «في حب مصر» حتى يوم الجمعة المقبل، وهو ما رفضته عدد من الطرق الصوفية، أبرزها العزمية، والفيضية.
وقال منسق «حزب التحرير المصري» (صوفي) عصام محيي إن أحداً من أفراد الجيش أو الشرطة لم يتحدث معهم بخصوص تواجدهم في ميدان التحرير، في وقت انسحبت قوات الشرطة العسكرية من الميدان، الذي اقتصر الحضور الأمني فيه على قوات الأمن المركزي.
في هذا الوقت، قام المشير حسين طنطاوي بجولة في ميدان التحرير عقب أدائه صلاة الجمعة في مسجد آل رشدان التابع للقوات المسلحة في شارع رمسيس في القاهرة.
وذكر موقع «الدستور الأصلي» أن المشير فاجأ مرافقيه، وعدل مسار عودته ليقوم بجولة في التحرير، حيث تفقد جنود الشرطة العسكرية في أكثر من نقطة متمركزين فيها حول الميدان وداخله.
وبقي المشير داخل سيارته خلال تفقده للميدان، قبل أن ينزل لدقائق، إلا أن الجماهير هتفت فور نزوله: «يا مشير قول الحق.. أنت معاهم ولا لأ»، مطالبينه بالقصاص للشهداء، فبادر إلى الحديث إلى بعضهم، لكن الهتافات دفعته للعودة إلى السيارة لتنتهي الزيارة التي لم تتعدَّ ثماني دقائق.
يذكر أن آخر زيارة قام بها المشير طنطاوي لميدان التحرير كانت في بدايات ثورة 25 يناير، قبل تنحي الرئيس حسني مبارك.
من جهة ثانية، وصلت تعزيزات أمنية غير مسبوقة تضمّ قوات من الشرطة المصرية مدعومة بقوات من الجيش إلى شبه جزيرة سيناء. وشوهدت مركبات ومصفحات وأكثر من ألفي شرطي وجندي في حافلات خاصة، وقد جرى نشرهم حول مقرات الأمن في مدينة العريش، وخاصة في القسم الثاني للشرطة، وديوان المحافظة، ومديرية أمن شمال سيناء، تحسباً لتعرّض العريش لهجمات محتملة من الخارجين عن القانون والبلطجية وجماعات التكفير.
وقال محافظ شمال سيناء اللواء السيد عبد الوهاب مبروك، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية («د ب ا«)، إن «تلك التعزيزات الأمنية غير المسبوقة هي للدفاع عن الأشخاص والممتلكات، وكذلك مقرات الأمن الحيوية، فهي قوات ردع فقط، وليست قوات قتال وهجوم على أحد».
وأضاف «نحن لا نحارب أهلنا في سيناء، وهذه القوات لن تذهب إلى جبال سيناء وتقاتل هناك فهي للردع وحماية الأرواح والممتلكات من البلطجية والخارجين عن القانون». وحذر من أنه لن يكون هناك تهاون مع أي أحد «تسول له نفسه الهجوم على الأرواح والممتلكات والقيام بعمليات البلطجة والفتن في سيناء».
وحول تسمية هذه العملية أو التعزيزات بالعملية (نسر)، قال مبروك إنه «لا توجد أي عمليات أو مسمى بهذا الاسم فهذا كله تخاريف من جريدة (المصري اليوم)، إذ لا توجد عملية اسمها نسر».
وبعدما نشرت «المصري اليوم» تفاصيل هذه الخطة في عددها يوم أمس الأول، ذكرت مصادر في الجيش المصري وأجهزة الاستخبارات لشبكة «سي أن أن» إن التحضيرات جارية لعملية أمنية ضد خلايا يعتقد أنها تابعة لتنظيم «القاعدة» جرى تشكيلها مؤخراً في شبه جزيرة سيناء، وتحديداً في المناطق الشمالية التي شهدت خلال الأشهر الماضية تصعيداً كبيراً في الاعتداءات على مراكز الشرطة، ومرافق اقتصادية، من بينها أنابيب تصدير الغاز.
وقال مسؤول أمني مصري على صلة بالملف إن الاهتمام الرئيسي ينصب على المنطقة الواقعة بين مدينة العريش وبلدة رفح عند الحدود مع قطاع غزة. وقال هذا المسؤول إن «القاعدة موجودة بشكل رئيسي في منطقة السكاسكة، وعناصرها يتدربون في مواقعهم هناك منذ شهر تقريباً، لكننا لم نتمكن من تحديد جنسياتهم بعد»، مشدداً على أن «العملية الأمنية باتت ضرورية لردع هذه الجماعات المسلحة».
من جهته، قال السكرتير العام لمحافظة شمال سيناء جابر العربي إن العملية ستشهد مشاركة قوات مشــاة من الجيش بدعم من أجهزة أمنــية أخرى كحرس الحدود. وأضاف «نريد تنظيف هذه الجيوب الأمنية الواقعة حول منطقتي رفح والشيخ زويد».
وكانت وسائل الإعلام المصرية قد تطرقت قبل أيام لبيان وزعته جماعة أطلقت على نفسها اسم «تنظيم القاعدة في سيناء»، طالب بإعلان سيناء إمارة إسلامية. وشهدت مدينة العريش في 29 تموز الماضي مواجهات مسلحة بعد هجوم شنته مجموعات مسلحة على قسم شرطة، ما أدى إلى مقتل ضابط جيش واثنين من المدنيين، وإصابة 12 مجنداً. وقال شهود عيان وقتها إن المهاجمين يحملون شعارات إسلامية متشددة، وقد حاولوا تحطيم تمثال للرئيس السابق أنور السادات.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...