مصر: دعم سـلفي ومباركة أمريكية لمرشح الإخوان المسلمين

03-04-2012

مصر: دعم سـلفي ومباركة أمريكية لمرشح الإخوان المسلمين

يبدو أن فرص فوز مرشح «الإخوان المسلمين» المهندس خيرت الشاطر في انتخابات الرئاسة قد بدأت تأخذ منحى تصاعدياً، بعدما تردد، يوم أمس، أن «حزب النور» و«الدعوة السلفية» يعتزمان دعمه في معركته الانتخابية، وأن ثمة جهوداً تبذل لإقناع المرشح السلفي الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل بالتنازل عن ترشيحه لمصلحته، فيما ذكرت مصادر «إخوانية» وأميركية أن الولايات المتحدة لا تعارض ترشيح الشاطر، لا بل ان الأخير قد حسم قرار ترشحه بعد لقاءات أجراها مع السيناتور جون ماكين وبعد تنسيق مع قوى إقليمية ودولية.
وبدأ نواب «حزب الحرية والعدالة»، الجناح السياسي لجماعة «الإخوان المسلمين»، تحرير التوكيلات لخيرت الشاطر في أمانة مجلس الشعب. وذكرت مصادر برلمانية أن 106 نواب حرروا توكيلات للشاطر حتى مساء يوم أمس.
وترددت أنباء عن أن «حزب النور» السلفي ينوي دعم خيرت الشاطر في انتخابات الرئاسة. وقال عضو مجلس الشعب عن «حزب النور» أحمد خليل إن الحزب و«الدعوة السلفية» عازمان على دعم الشاطر، مشيراً إلى أن الشاطر «يمتلك من القدرات والإمكانات ما يؤهله لتدشين مشروع نهضة مصري شامل بمرجعية إسلامية».
وأضاف أن «التيار السلفي كان واضحا منذ البداية، عندما أكد أنه لن يدعم إلا مرشحا رئاسيا بمرجعية إسلامية». وأوضح خليل أن «الحزب كان يبحث في دعم أي من المرشحين أصحاب التوجه الإسلامي»، لافتاً إلى أن «الجديد الذي كان ينتظره حزب النور هو بروز اسم مرشح إسلامي تكون له الأفضلية».
ولمّح خليل إلى أن هناك محاولات لإقناع الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل بالتنازل عن الترشح لمصلحة الشاطر، لافتاً إلى أن ذلك يصب في مصلحة التيار الإسلامي ويضمن عدم تفتيت الأصوات.
وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن نجاح الحملة الانتخابية لحازم أبو إسماعيل ربما يفسر الموافقة الضمنية التي أبدتها الولايات المتحدة على ترشيح الشاطر. وأشارت الصحيفة إلى أن أبو إسماعيل يريد إلغاء اتفاقية كامب ديفيد، وينظر إلى إيران على أنها نموذج ناجح للاستقلالية عن واشنطن، ما يعني أنه يمثل تهديداً، وتحديداً لمحاولات «الإخوان» تبديد مخاوف الغرب من الإسلام السياسي.
ولفتت «نيويورك تايمز» إلى أن «صانعي السياسية الأميركية الذين كانوا يخشون الإخوان في يوم من الأيام يرون فيهم اليوم حليفاً لا مفر منه ضد غلاة المحافظين في مصر أمثال أبو إسماعيل».
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في وزارة الخارجية الأميركية أنهم «لم ينزعجوا من تراجع الإخوان عن وعدها بعدم تقديم مرشح رئاسي، بل إنهم يشعرون بالتفاؤل».
وأشارت «نيويورك تايمز» إلى أن الشاطر «التقى تقريباً كل المسؤولين الأميركيين الكبار في وزارة الداخلية والكونغرس الذين زاروا مصر مؤخراً، وهو على اتصال مستمر مع السفيرة الأميركية في القاهرة آن باترسون»، لافتة إلى أن «المسؤولين الأميركيين أشادوا باعتداله وذكائه وفعاليته».
وفي هذا السياق، كشفت مصادر «إخوانية» لجريدة «الشروق» أن الشاطر ناقش قرار ترشحه للرئاسة مع السيناتور الأميركي جون ماكين، قبل شهرين، وأن الأخير أكد له عدم ممانعة الإدارة الأميركية تولي إخواني الرئاسة. وأضافت المصادر أن قوى رئيسية دولية تضغط على المجلس العسكري في اتجاه تسليم السلطة للمدنيين، وهو طرف الخيط الذي التقطته الجماعة قبل أن تعلن ترشيح الشاطر. وتابعت المصادر أن اتصالات عديدة جرت بين «الإخوان» والمجلس العسكري وقوى إقليمية ودولية لترتيب إجراءات نقل السلطة وإنهاء الفترة الانتقالية.
ورفضت المصادر اعتبار ترشيح الشاطر رئيسا تحديا للمجلس العسكري «لأن العسكري غير قادر على الدخول في معركة مع الإخوان في الوقت الراهن، نظرا للضغوط الخارجية والإقليمية عليه، وافتقاد العسكري الكاريزما التي تمتع بها (الرئيس الراحل جمال) عبد الناصر في صدامه الدموي مع الإخوان». ولفتت المصادر إلى أن الشاطر قام مؤخراً بجولة الخليجية كانت للتأمين على حزمة من المساعدات الاقتصادية في حال وصول حكومة أو رئيس إخواني للسلطة.
يذكر أن الشاطر استقبل يوم أمس وفداً من مجلس النواب الأميركي برئاسة ديفيد دراير وأربعة من النواب من الحزبين الجمهوري والديموقراطي. كما استقبل السفيرة الهولندية حيث بحث معها سبل التعاون الاقتصادي بين القاهرة، ووفدا من مصرف «بي إن بي باريبا» ضمن مجموعة لقاءات مع المؤسسات الاقتصادية العالمية لبحث إمكانية التعاون المشترك بين مصر والمؤسسات المالية الدولية. ويستقبل الشاطر اليوم وزير خارجية جمهورية التشيك ومجموعة من رجال الأعمال التشيكيين وممثلين للمجموعة المالية «جيه بي مورغان».
من جهة ثانية، أعلنت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر انسحابها من اللجنة التأسيسية للدستور بسبب سيطرة الإسلاميين على هذه اللجنة.
وذكرت وكالة «أنباء الشرق الأوسط» أن «المجلس الملي العام للأقباط الأرثوذكس أعلن انسحاب الكنيسة من اللجنة التأسيسية للدستور بإجماع جميع الأعضاء العشرين بعد دراسة المذكرة القانونية التي أعدتها لجنة القانون في المجلس، والتي أشارت إلى عدم جدوى استمرار تمثيل الكنيسة في اللجنة بعد الملاحظات التي أثارتها القوى الوطنية على طريقة تشكيلها».

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...