معارك عنيفة بين أرمينيا وأذربيجان وبوتين يدعو إلى «وقف فوري لإطلاق النار»

03-04-2016

معارك عنيفة بين أرمينيا وأذربيجان وبوتين يدعو إلى «وقف فوري لإطلاق النار»

اندلعت معارك عنيفة على خط التماس بين القوات الأرمينية والأذربيجانية في إقليم قره باخ المتنازع عليه بين البلدين اللذين يتبادلان الاتهامات بخرق الهدنة القائمة هناك منذ أمد بعيد.
وأعلنت أذربيجان أمس مقتل 12 جندياً وإسقاط إحدى مروحياتها بأيدي القوات الأرمينية في معارك غير معهودة في حدتها في إقليم ناغورني قره باخ.
وأكدت وزارة الدفاع في أذربيجان في بيان: «قتل 12 جندياً في معارك وأسقطت مروحية بأيدي القوات الأرمينية»، مضيفة: إن الجيش الأذربيجاني استعاد السيطرة على «تلتين إستراتيجيتين وبلدة سيسولان في الإقليم» وإن «أكثر من مئة جندي أرميني قتلوا على حين دمرت ست دبابات و15 قطعة مدفعية»، متوعدة أرمينيا «بضربات ساحقة».
من جانبه دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين طرفي النزاع إلى ضبط النفس والوقف الفوري لإطلاق النار، وأعلن المتحدث الصحفي باسم الرئاسة دميتري بيسكوف أن الرئيس شديد القلق بسبب استئناف القتال على خط التماس في قره باخ.
وقال بيسكوف: إن الرئيس الروسي «يشعر بالأسف لأن الوضع يتجه من جديد نحو المواجهة المسلحة»، وأضاف: إن جهوداً نشطة يمكن أن تؤدي في النهاية إلى تسوية النزاع بذلت في الآونة الأخيرة في إطار الجهود الثلاثية (روسيا وأرمينيا وأذربيجان) ودولياً في إطار مجموعة مينسك لمنظمة التعاون الأوروبي (روسيا وفرنسا والولايات المتحدة).
ودعت وزارة الخارجية الروسية أيضاً طرفي النزاع إلى ضبط النفس ووقف إطلاق النار، وقالت المتحدثة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا: «ندعو الطرفين إلى ضبط النفس والتخلي الفوري عن العنف»، منوهة بأن روسيا شرعت بالتشاور مع الشركاء في مجموعة مينسك.
كما اتصل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بنظيريه الأرميني والأذربيجاني إدوارد نالبانديان وإلمار ماميدياروف، داعياً إلى التأثير في الوضع لوقف العنف في قره باخ.
وقالت الخارجية «استكمالاً لرد فعل الرئيس الروسي على استئناف الأعمال القتالية على خط التماس في قره باخ، وللخطوات التي تقوم بها روسيا من أجل تطبيع الوضع بما فيها الاتصالات مع الشركاء في مجموعة مينسك لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبي، تحادث لافروف مع وزيري خارجية أرمينيا وأذربيجان داعياً إلى التأثير في الوضع من أجل وقف العنف».
من جهة أخرى أفاد مصدر في منظمة الأمن والتعاون الأوروبي بأن مجموعة مينسك ستجتمع الأسبوع المقبل في فيينا لمناقشة تأزم الوضع في منطقة النزاع.
كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الوزير سيرغي شويغو أجرى اتصالين هاتفيين أمس مع نظيريه الأرميني سيران أغانيان والأذربيجاني زاكير غاسانوف، حيث جرى الحديث حول ضرورة تدابير سريعة لتهدئة الوضع في منطقة النزاع.
وأعلنت وزارة دفاع أرمينيا أمس أن الجيش الأرميني يقوم بهجوم مضاد على عدة محاور في إقليم قره باخ، وكتب المتحدث باسم الوزارة أرتسرون افانيسيان على صفحته في الفيسبوك: «العمليات القتالية مستمرة الآن. جيش أرمينيا قام بهجوم مضاد على عدة محاور».
وأشار المتحدث إلى وقوع قتلى من الجانبين، وقال: «تكبد الجانب الأذربيجاني خسائر جسيمة بالأرواح والعتاد وفقد طائرة مروحية. المبادرة الآن في يدنا».
بدوره اعتبر دافيد بابايان المتحدث الصحفي باسم رئاسة جمهورية قره باخ غير المعترف بها أمس أن تركيا قد تكون متورطة في تصعيد النزاع في المنطقة.
وقال بابايان: «كنا نعلن دوماً أن أذربيجان لا يمكن أن تسلك مثل هذا السلوك بمبادرة أذربيجانية فحسب. على الأغلب تدعمها قوى معينة، ولاسيما تركيا».
وأضاف المتحدث: إن مثل هذا التصعيد في المنطقة لم يحدث منذ عام 1994 «استخدمت القوات الأذربيجانية الأسلحة الثقيلة في عدة قطاعات على خط التماس وقامت بمحاولات للاختراق، لكنها جوبهت بالرد الملائم فتراجعت إلى المواقع السابقة متكبدة خسائر جسيمة».
يذكر أن علاقات قوية تربط أذربيجان بتركيا، وقام رئيس أذربيجان إلهام علييف عام 2013 بأول زيارة خارجية له عقب فوزه بولاية رئاسية ثالثة إلى تركيا.
وتتعاون أذربيجان مع تركيا وخاصة في المجال العسكري، وتبادل الوفود العسكرية رفيعة المستوى أمر معتاد، حيث تستهل الوفود التركية زياراتها بوضع الزهر على ضريح «حيدر علييف» في باكو، ثم على ضريح الشهداء الأتراك والأذربيجانيين.
وقام وفد عسكري تركي بزيارة باكو في 8/01/2014 اشترت أذربيجان على أثرها صواريخ مضادة للدبابات من طراز «UMTA» و«OTMAS».
وكانت وزارة دفاع جمهورية ناغورني قره باخ غير المعترف بها(تحت سيطرة أرمينيا) أفادت بأن قوات أذربيجان قامت ليلة الجمعة السبت بهجوم على عدة محاور في منطقة النزاع، واستخدمت المدفعية والطيران والمدرعات في محاور الجنوب والجنوب الشرقي والشمال الشرقي من خط التماس.
من الجانب الآخر أعلنت وزارة دفاع أذربيجان أن «القوات المسلحة الأرمينية خرقت خلال الـ24 ساعة الماضية نظام وقف إطلاق النار 127 مرة على مختلف محاور خط التماس»، وأشارت الوزارة إلى أن قوات أرمينيا استخدمت راجمات القنابل والرشاشات الثقيلة، وأفادت وزارة دفاع أرمينيا أن قواتها المسلحة قضت على مجموعة كوماندوز أذربيجانية في أراضي جمهورية قرة باخ قرب بلدة ليفونارخ.
وكان النزاع اندلع بين البلدين عام 1988 على إقليم قره باخ الجبلي حين أعلنت الأغلبية الأرمينية لسكان الإقليم الذي كان منطقة أذربيجانية ذاتية الحكم، الخروج من جمهورية أذربيجان السوفييتية.


 (وكالات روسية – الميادين – أ ف ب)

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...