موسكو تهاجم مؤتمر الدوحة باعتباره يشجع على العنف

03-11-2012

موسكو تهاجم مؤتمر الدوحة باعتباره يشجع على العنف

هاجمت موسكو، أمس، مؤتمر المعارضة السورية، الذي ترعاه واشنطن، في الدوحة غداً، محذرة من أن محاولة الولايات المتحدة تشكيل «حكومة سورية في المنفى» تعني «تشجيع المعارضين على متابعة معركتهم لإطاحة النظام في دمشق»، فيما أعلن «المجلس الوطني السوري» رفضه «قيام أي إطار بديل منه»، وذلك بعد أن طعنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بتمثيله للمعارضة، مؤكدة أنه «لم يعد من الممكن النظر إلى المجلس الوطني على أنه الزعيم المرئي للمعارضة».
ويتزامن الاجتماع، الذي ستعقده المعارضة في الدوحة غداً، مع الزيارة التي سيقوم بها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف للقاهرة حيث سيلتقي الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي والمبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، في محاولة منه لتسويق الحل الروسي للأزمة السورية.
وفي نيويورك، قال مندوب الهند لدى الأمم المتحدة هارديب سينغ بوري، الذي تترأس بلاده مجلس الأمن الدولي لهذا الشهر، إن الإبراهيمي سيتحدث إلى مجلس الأمن، عبر دائرة تلفزيونية من القاهرة، الثلاثاء المقبل، مشيراً إلى انه «في حالة تعذر قيام الإبراهيمي بهذا الأمر، فإن مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان سيقوم بهذا الأمر».
وشددت موسكو وبكين على ضرورة سرعة تسوية الأزمة السورية على أساس بيان جنيف. وذكرت وزارة الخارجية الروسية، في بيان بعد اجتماع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف والسفير الصيني لدى روسيا لي خوي، «تطرق الحديث بروح الشراكة الإستراتيجية الروسية - الصينية إلى بحث الوضع في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مع التركيز على ضرورة سرعة تسوية الأزمة السورية على أساس بيان جنيف الذي أقرته مجموعة العمل حول سوريا بالإجماع».
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش إن «المسؤولين في الولايات المتحدة يعلنون أنهم لا ينوون انتظار تغير موقف روسيا والصين، أي التلميح بلا مواربة إلى أن واشنطن ترى تسوية الأزمة السورية وفق شروطها حصراً. وفي الوقت ذاته تعلن الولايات المتحدة أنها تواصل المساعي الرامية إلى الضغط على الحكومة السورية، وضمن ذلك تشديد العقوبات. وتصدر توجيهات مباشرة إلى المعارضة السورية بشأن ما يجب القيام به من أجل تشكيل حكومة في المنفى، ومن يجب أن ينضم إليها، لحد ذكر أسماء المرشحين، وبهذا يجري تشجيع المعارضين في الواقع لمواصلة خط الإصرار بلا مهادنة على إسقاط النظام في دمشق».
وأعلن لوكاشيفيتش أن «مثل هذا الموقف يتعارض مع الاتفاقات التي تمت صياغتها في اجتماع فريق العمل في جنيف في 30 حزيران الماضي».
ويقول معارضون سوريون إن الترويج لخطة ومبادرة رياض سيف وترئيسه «الحكومة المؤقتة» لم ينتظر تصريحات كلينتون، وأن الفرنسيين والأوروبيين «وكل من التقيناهم في الأشهر الأخيرة من ديبلوماسيين غربيين» كانوا يكررون السؤال ذاته: ما رأيكم بحكومة يرأسها رياض سيف؟.
ويقول معارض سوري إنه رغم اتساع التحرك الأميركي في الدوحة، وكثافة الترويج لحضور الاجتماع الذي سيتجاوز الهيئة الحالية للمجلس إلى 700 مدعو، إلا أن الاجتماع لن يتجاوز من وافقوا في الماضي على التعاون مع المجلس نفسه أو استقالوا منه. أما الهيئات الأخرى كالمنبر الديموقراطي وتيار بناء الدولة وهيئة التنسيق فقد رفضت حضور مؤتمر الدوحة، ما يعيد المعارضة في قطر إلى حدودها المعروفة من «إخوان مسلمين» و«إعلان دمشق» وشخصيات مستقلة تخاصمت مع المجلس ثم تصالحت معه.
وأبدى المجلس الوطني، في بيان، «جديته في الحوار مع كل أطياف المعارضة بشأن المرحلة الانتقالية، وتشكيل سلطة تعبر عن كامل الطيف الوطني»، مؤكداً أن أي اجتماع في هذا الشأن «لن يكون بديلا عن المجلس أو نقيضاً له».
وانتقد تصريحات كلينتون، معتبراً أن «أي حديث عن تجاوز المجلس الوطني أو تكوين اطر أخرى بديلة (هو) محاولة لإيذاء الثورة السورية وزرع بذور الفرقة والاختلاف، ومؤشر على عدم جدية قوى يفترض أن تكون داعمة للشعب السوري ».
وسرعان ما ردت واشنطن، مؤكدة أنها لا تسعى إلى فرض رأيها على المجلس الوطني. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند إن الولايات المتحدة تدعم المجلس الوطني «منذ أكثر من عام، لكننا كنا دائماً شديدي الوضوح، علناً وفي شكل غير علني، مع المجلس الوطني لجهة اعتقادنا بوجوب أن يوسع تمثيله». وأضافت ان «على المجلس أن يمثل كل التلاوين وكل الأصوات في سوريا».

                                                                                                 السفير، ا ف ب، ا ب، رويترز، ا ش ا

 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...