نجدة أنزور: الكوميديا الرمضانية هذا العام مجرد تهريج

24-09-2008

نجدة أنزور: الكوميديا الرمضانية هذا العام مجرد تهريج

أكد المخرج السوري العالمي نجدة إسماعيل أنزور منتج المسلسل التاريخي (قمر بني هاشم) والمشرف عليه، والذي يحكي السيرة النبوية، على أن سبب اتجاهه لإنتاج مسلسل تاريخي يحكي قصة الرسول صلى الله عليه وسلم يعود إلى غياب هذه النوعية من الأعمال الهادفة الملتزمة البناءة التي تحمل رسالة إسلامية سامية، وتذكر الأجيال بقصة خير البشر محمد صلى الله عليه وسلم، وما عانه من صعاب ومحن لإيصال رسالة الإسلام الخالدة إلى العالم أجمع، في وقت اكتسحت فيه الفضائيات في شهر رمضان المبارك نوعيات من الأعمال الفنية الرديئة والهابطة والسخيفة البعيدة عن كل مضمون إيجابي والقريبة من التهريج والانحطاط الثقافي والفني، وتساءل أنزور: من المسؤول عن تمويل هذه الأعمال الهابطة وإفساد قدسية شهر رمضان المبارك بمثل هذه النوعية من الأعمال التي تذكر بالشر وتبعد عن الخير وتضيع أوقات الناس هباء منثورا، وأضاف المخرج نجدة قائلا: وقد خلا هذا العام من المسلسلات الرمضانية الإيجابية التي تعتبر سلاحا فعالا في خدمة المسلمين، والدفاع عن قضاياهم، والتعريف بهذا الدين الحنيف، والذب عن صاحب الرسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وحلت مكانها مسلسلات لم تراع قدسية الشهر ولا مكانته ولاشعور ملايين المسلمين، وتحمل قصصا منحلة ومنحرفة ومعالجات درامية هابطة وتهريجاً باسم الكوميديا، وهي من الكوميديا الراقية براء، وأردف أنزور قائلا: لقد كان هذا العام مفرمة حقيقية للفضائيات وشركات الإنتاج والمخرجين والفنانين. فغابت الأعمال الفنية الإبداعية صاحبة الفكر والطرح الثقافي وحلت مكانها مسلسلات الأجزاء التي دفعتها المحطات إلى شاشتها بغية تحقيق أكبر ربح مادي ممكن، مستغلة نجاحها ولو كان ذلك على حساب ذوق المشاهد وثقافته وأخلاقه في بعض الأحيان، وقال: استمرار هذه الموجة من الأعمال الفنية هي استمرار لتسطيح الفكر العربي، واستغفال المشاهد ودفعه للاهتمام بالتافه والسخيف، وهو ماحدث معنا مرارا وتكرارا عبر استيراد المسلسلات التركية التافهة والساقطة، وهو أمر كارثي ينذر بخطر سيدمر عقول الأجيال القادمة ويجعلها فريسة سهلة لتلقي الأفكار المستوردة البعيدة عن ديننا وعاداتنا وتقاليدنا، كما أن هذه الأعمال تغيّب ملكة الفكر الإبداعي والبحث عن المادة الإيجابية التي تحمل أبعادا ثقافية، وتغيب عن أمتنا شعار (اقرأ) والذي يعتبر أغلى ما نملك، وأول آية قرآنية تنزل على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.

ولفت أنزور إلى أن السيرة النبوية هي جزء من رسالة الثقافة التنويرية التي يحملها على عاتقه كمخرج بعد سلسلة المسلسلات التي تحارب التطرف والإرهاب، وتدعو إلى الوسطية، ومن ثم جاء مسلسل سقف العالم والذي يتحدث عن الرسوم المسيئة والحملة التي يقودها الصهاينة لتشويه الإسلام والنيل منه، وأضاف: في هذا العام عدنا بعمل يتحدث عن سيرة خير البشرية، وهو واجب علينا كمسلمين، بل على كل فضائية ومنتج ومخرج يملك رأس المال والقدرة على إنتاج عمل سنوي على الأقل عن سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام، فهو واجب في هذا الزمن الذي كثر فيه التشويه والطعن في الإسلام وأهله، والفن أحد وسائل الدعوة والدفاع.

واستطرد قائلا: ولعل قضية ازدحام الفضائيات بهذا الكم الهائل من المسلسلات أمر غير إيجابي، لأنه يشتت المشاهد ويضيع الأوقات في شهر رمضان وهو شهر العبادة، لذلك فإني دعوت ومازلت أدعو لإيجاد مواسم موازية خارج شهر رمضان المبارك، بحيث تستوعب هذا الكم من الأعمال، ولاتفسد قدسية الشهر بهذا الكم من الأعمال والتي يخرج بعضها عن إطار الأدب والحشمة والحياء.

وختم أنزور كلامه بقوله: نحن مستمرون في أداء رسالتنا بتقديم مشاريع فنية ثقافية تعالج قضايانا بأساليب راقية، وتخدم ديننا وأمتنا، ويظل المشاهد العربي حاذقا، ويستطيع تفريق الغث من السمين، على الرغم من موجات التسطيح الفكري التي تمارسها الفضائيات في هذا العصر، وهو أمر محزن ومؤسف، ويجب أن يتم تدراكه قبل فوات الأوان، حينها لن تنفع الندامة، وسندفع أثمانا غالية جراء تردي الفن والإعلام.

المصدر: أوان

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...