هجوم روسي حاد على «أصدقاء سوريا» والإبراهيمي يرى «شبه إجماع» على الحل

24-10-2013

هجوم روسي حاد على «أصدقاء سوريا» والإبراهيمي يرى «شبه إجماع» على الحل

اتهمت موسكو أمس، مجموعة «أصدقاء سوريا» بمحاولة الضغط على المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي لحسم نتائج جولته مسبقا، والعمل على حسم نتائج مؤتمر «جنيف 2» مسبقا، معتبرة أن بيان المجموعة يظهر أن تغيير النظام السوري هو الهدف الرئيسي، فيما كان الإبراهيمي يؤكد أن «هناك شبه إجماع دولي على أن لا حل عسكريا للازمة السورية».
في هذا الوقت، تصاعدت حدة الهجمات بقذائف الهاون مستهدفة أحياء في دمشق وحلب. وقتل 3 سوريين، وأصيب حوالي 11، في سقوط قذائف على جرمانا وحي العباسيين ومنطقة «الشيراتون» وكلية العلوم التابعة لجامعة دمشق، فيما قتل 6 أشخاص وأصيب حوالي 30، في استهداف ساحة سعد الله الجابري في حلب. وواصلت القوات السورية التصدي لمحاولة مسلحين تابعين لتنظيم «القاعدة» السيطرة على مخازن أسلحة في ريف حمص، حيث أجبرت المسلحين على الانسحاب من غالبية بلدة صدد. سوريون يعودون الى بلدهم بعد رفض اقليم كردستان السماح لهم بالدخول الى الاقليم امس (ا ف ب)
ومن جهتها، أكدت وزارة الخارجية السورية، في بيان، أن «الشعب السوري هو المعني الحصري باختيار قيادته ورسم حاضر ومستقبل سوريا ولن يسمح الشعب السوري لأي طرف خارجي بأن ينصّب نفسه بديلا منه في اختيار حكوماته وتحديد صلاحياتها ومهامها».
ووجهت وزارة الخارجية الروسية انتقادات شديدة إلى مجموعة «أصدقاء سوريا» التي عقدت اجتماعا في لندن أمس الأول. وقال المتحدث باسمها الكسندر لوكاشيفيتش «نضطر للتأكيد أنه على الرغم من التفاهمات السابقة بشأن سبل تسوية الأزمة السورية، تحاول الوثيقة الختامية لهذا الاجتماع إعادة النظر في البنود الأساسية لبيان جنيف المتفق عليه في 30 حزيران العام 2012، بيد أن هذا البيان بالذات تم الاعتراف به كأرضية وحيدة لتحقيق التسوية السياسية في سوريا، كما استحسنه قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2118 الذي اتخذ بالإجماع، ومن دون أي شروط مسبقة».
وأشار لوكاشيفيتش إلى أنه «قبل عقد هذا الاجتماع، أكدوا لنا أن المناقشات هناك ستجري على أساس بيان جنيف حصرا، لكنها في جوهر الأمر تخطت إطار هذه الوثيقة والمبادرة الروسية ـ الأميركية المعلن عنها في 7 أيار الماضي بشأن عقد مؤتمر دولي حول سوريا». وقال إن «السعي إلى إعادة كتابة بيان جنيف بما يتوافق مع أغراضهم السياسية، طال تلك البنود بالذات التي لا تعجب محامي ما يسمى بالمعارضة السورية المتشددة».
وأضاف أن «الوثيقة الصادرة عن اجتماع أصدقاء سوريا في لندن تعتبر محاولة لحسم نتائج جنيف 2 التي يجب أن يتم الاتفاق عليها في إطار مغاير تماما، أي في إطار الحوار السياسي بين الحكومة السورية والمعارضة الهادف إلى التوصل لاتفاق بشأن مستقبل بلادهم».
وتابع لوكاشيفيتش أن «وثيقة لندن تحدد من جديد النظام في دمشق كهدف رئيسي (لجنيف2)، وتعتبر الائتلاف الوطني (المعارض) الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري، كما يُعلن فيها عن إمكانية اللجوء إلى جميع الخيارات للتأثير على من ينتهك قرارات لندن. ويعتبر ذلك تهديدا ضمنيا بالعودة إلى سيناريو استخدام القوة العسكرية، ما يعتبر أمرا غير مقبول إطلاقا. وبالرغم مما جاء في بنود قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2118 توجّه إلى السلطات السورية من جديد اتهامات لا أساس لها بأنها استخدمت السلاح الكيميائي».
وأشار إلى أن «كل ذلك يجري بموازاة الجهود العقيمة لشركائنا الغربيين الرامية إلى ضمان مشاركة فصائل المعارضة في المؤتمر الدولي الذي اقترحت عقده روسيا والولايات المتحدة، تحت مظلة الائتلاف الوطني. ويتكون انطباع بأن وثيقة لندن ترمي إلى استفزاز دمشق بهدف محاولة إحباط جنيف 2»، مشددا على انه «لا أساس للحديث حول أن الائتلاف الوطني هو الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري أو المعارضة».
وأشار لوكاشيفيتش إلى أن «بيان أصدقاء سوريا صدر بالتزامن مع جولة الإبراهيمي الذي كان من المفروض أن يناقش خلالها مع كافة الأطراف مسائل التحضير لجنيف 2»، مضيفا «من الواضح أن هناك محاولة للضغط على المبعوث الخاص وحسم نتائج جهوده الديبلوماسية مسبقا».
وشدّد على أن «اللاعبين الخارجيين ليس بوسعهم إلا المساعدة على إجلاس الأطراف السورية حول طاولة المفاوضات وحل المسائل التنظيمية، أما القضايا الجوهرية للتسوية السورية فلا يمكن أن يحلها أحد إلا السوريون بأنفسهم عبر إيجاد التوافق من دون فرض أي حلول من الخارج».
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال، خلال تسلمه أوراق اعتماد 19 سفيرا جديدا بينهم اللبناني شوقي فارس بو نصار في الكرملين، إن «التحضيرات الجارية لعقد مؤتمر جنيف 2 هي نجاح للمجتمع الدولي برمته»، مشددا على «ضرورة تسوية النزاع السوري بالطرق الديبلوماسية السلمية».
وقال الإبراهيمي، الذي التقى الملك الأردني عبد الله الثاني ووزير الخارجية ناصر جودة في عمان، «أجرينا مباحثات مهمة وضرورية مع جودة حول الأزمة السورية الخانقة والخطيرة التي تهدد ليس فقط سوريا ومستقبلها وإنما تهدد المنطقة، بل إنها في الوقت الحاضر اخطر أزمة تهدد السلم والاستقرار».
وأضاف «هذه الجولة التي نقوم بها تأتي بطلب من الأمين العام للأمم المتحدة (بان كي مون) وأيضا وزراء خارجية الدول الخمس دائمة العضوية (في مجلس الأمن) الذين أدركوا، كما تدرك دول المنطقة وفي مقدمتها الأردن، خطورة هذا الوضع»، مشيرا إلى انه «يوجد الآن شبه إجماع على انه ليس لهذه الأزمة حل عسكري، بل لا يمكن إنهاء الكابوس الذي يشغل الشعب السوري إلا عن طريق حل سياسي». وتابع «إننا نسعى باتجاه الحل السياسي، ونتطلع إلى تعاون أوثق واكبر مع دول المنطقة وفي مقدمتها الأردن».
من جانبه، شدد جودة «على ضرورة الحل السياسي الذي يضمن عودة الأمن والأمان لسوريا وشعبها العريق، وإنهاء مسلسل العنف والدمار والقتل». وأوضح أن «موقفنا من البداية كان ضرورة تطبيق الحل السياسي، وأن لا حل إلا الحل السياسي لهذه الأزمة»، معربا عن أمله في أن «يلتئم مؤتمر جنيف 2 ويكون بداية الطريق لحل هذه الأزمة».
وأكد الملك الأردني عبدالله الثاني، خلال لقائه الإبراهيمي، استعداد الأردن لتقديم كل الدعم لإنجاح مهمة المبعوث. وكرر «موقف الأردن الداعم للجهود المبذولة لإيجاد حل سياسي شامل للأزمة هناك، يوقف نزف الدماء ويحافظ على وحدة سوريا أرضا وشعبا».
وأعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف انه سيمثل الجانب الروسي في الاجتماع المتوقع عقده مع الإبراهيمي ومساعدة وزير الخارجية الأميركي ويندي شيرمان في جنيف في 5 تشرين الثاني المقبل.

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...