هل يتخلى الشعب الفرنسي عن نزعته الانطباعية لصالح ممثل النازية الجديدة

17-12-2006

هل يتخلى الشعب الفرنسي عن نزعته الانطباعية لصالح ممثل النازية الجديدة

الجمل:   نشر مركز بحوث القوة والمصلحة تقريراً أعده المحلل السياسية الدكتور فيدريكو بوردونارو، وقد حمل التحليل عنوان (تأثيرات استراتيجية لوبان الانتخابية في فرنسا).
تشير بداية التحليل إلى المعلومات القائلة: إن جان ماري لوبان المرشح الرئاسي للجبهة الوطنية الفرنسية (F.N) سوف يكون بمقدوره الحصول على 15% من الأصوات في الانتخابات الرئاسية التي سوف تجري في عام 2007م.
كذلك تشير المعلومات إلى معطيات الخبرة التاريخية للانتخابات الرئاسية التي جرت في عام 2002م والتي استطاع فيها لوبان إثبات أنه قادر على البقاء والاستمرار وتجاوز الجولة الأولى بنجاح إلى الجولة الثانية.
حالياً، هناك شكوك كبيرة في مصداقية مسوحات واستطلاعات الرأي العام الفرنسية، وذلك لأن هناك إجماع بين خبراء علم الاجتماع والرأي العام، بأن الفرنسيين قد درجوا على إخفاء توجهاتهم وآرائهم السياسية العامة والخاصة، وبالتالي فإن التوقعات تقول: إن لوبان سوف يحصل على نسبة تفوق الـ15% المحدودة بواسطة مراكز الاستطلاعات، ومن ثم فمن الممكن أن يشكل لوبان خطراً حقيقياً على بقية مرشحي الرئاسة الفرنسية.
استراتيجية لوبان الجديدة: الأمة، الاستيعاب، وقضية الهجرة: يواجه لوبان منافسين في الانتخابات الرئاسية الفرنسية هما:
- نيكولاوس ساركوزي (النجم الجديد) مرشح اتحاد الحركة الشعبية (UMP) ويتميز بولائه الشديد لأمريكا وللنزعة الأطلنطية، ومطالبته بفرض القيود المشددة على الهجرة والمهاجرين.
- سيقولينا رويال (الاشتراكية الجديدة).
وتقول حسابات لوبان بأن فرصه المثلى تتمثل في قيامه بتبني أطروحات اليمين (الجديد الواقعي، عن طريق خلط ومزج المشاعر المحافظة والقومية مع الديناميكية الاقتصادية والتوجهات غير النخبوية للناخبين.
ومن ثم إذا استطاع تجاوز الجولة الأولى، فإنه يكون بالتأكيد قد استطاع تدمير المرشح ساركوزي وإلحاق الضرر به، وذلك لأن الأصوات الإضافية لن تكون حسماً من سيقولينا رويال وإنما سوف تكون حسماً من رصيد ساركوزي، وبكلمات أخرى فإن ارتفاع أصوات لوبان معناه انخفاض أصوات ساركوزي.
ومن ثم فإذا استطاع تجاوز المرحلة الأولى والقضاء على ساركوزي، فإنه في المرحلة الثانية سوف يحصل بالضرورة على كل الأصوات التي كانت سوف تذهب إلى ساركوزي، وبالتالي فإن حدوث سيناريو نجاح لوبان، وسقوط ساركوزي في الجولة الأولى سوف يجعل من لوبان يمثل خطراً حقيقياً أمام المرشحة الاشتراكية سيقولينا رويال.
يقول التقرير: برغم حسابات لوبان الجيدة لخوض انتخابات الرئاسة الفرنسية، فإن الصورة المرسومة باعتباره موصوفاً بلقب (النازي- الجديد) مازالت تلقي بالكثير من التداعيات السلبية على شعبية لوبان في الشارع الفرنسي، وبالتالي الافتراض السائد بين المحللين وخبراء الشؤون الفرنسية يقول بأن المنافسة حول الرئاسة الفرنسية سوف تكون في واقع الأمر حصراً بين نيوكولاس ساركوزي وسيقولينا رويال، ومن ثم فإن لوبان لن يستطيع تجاوز الجولة الأولى إلى الجولة الثانية هذه المرة إلا إذا حدثت معجزة، وتخلى الشعب الفرنسي عن (نزعته الانطباعية) في اختيار المرشحين.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...