برنامج لتحسين إنتاج القمح السوري بكلفة 6.37 مليار ليرة

09-10-2007

برنامج لتحسين إنتاج القمح السوري بكلفة 6.37 مليار ليرة

يبدو أن البحبوحة التي عشنا بها سنوات طوالاً ومازلنا حتى أيامنا من إنتاج وفير للعديد من المحاصيل الزراعية .

وخاصة الاستراتيجية مثل القمح قد تتغير موازينها شيئاً فشيئاً من جراء ظروف وتحديات بدأت تضغط ونالت مانالت خلال الموسم الحالي حيث تناقصت الكميات المنتجة من القمح إثر ماتعرض له من هطولات وحرارة مرتفعة وقلة المياه في أحيان أخرى وما رافق ذلك من ظهور آفات على القمح الأمر الذي شكل خسائر لدى المنتجين أمام امتناع ورفض مؤسسة الحبوب لكميات كبيرة لإصابتها بمرض النقطة السوداء كما سماها فنيو الزراعة. ‏

وحسب تقارير وزارة الزراعة فقد تأثرت المحاصيل الشتوية عموماً ومنها القمح بتأخر هطول الأمطار وتفاوت كمياتها وتوزعها بين المحافظات إضافة لحدوث موجة صقيع حادة وصلت إلى ـ 7/مْ ما أثر سلباً على مرحلة الإنبات والوصول إلى مرحلة الإنتاج وقدرت المساحة التي تضررت نتيجة ذلك وتحولت إلى مراع بـ /80219/ هكتاراً وتسببت الأمطار الغزيرة والسيول بضجعان مساحات من القمح وإصابة الحبوب بمرض فطري يسمى ظاهرة «النقطة السوداء» ولابد من الإشارة هنا إلى أن هذا المرض (الظاهرة) لايؤثر على سلامة القمح من الناحية الصحية للإنسان ولكنه يخفض درجة النوعية له بسبب النقطة السوداء الموجودة. 
 من خلال تتبع إنتاج القمح خلال السنوات 1980 ـ 2005 كان متوسط الإنتاجية والإنتاج كمايلي: من عام /1980 ـ 1989 / 1.4طن من الإنتاجية بالهكتار و1.7 مليون طن الإنتاج وكان في أعوام /1980 ـ 2005/ 1.9 طن بالهكتار الإنتاجية والإنتاج 2.9 مليون طن وبينت دراسة نمطية حول استقرار إنتاج وتسويق القمح لفترات زمنية طويلة تبين أن: 25% من المواسم سيئة الإنتاجية و29% من المواسم جيدة الإنتاجية و46% من المواسم متوازنة الإنتاجية أو تحقق ارتفاعاً ملحوظاً بالإنتاج والإنتاجية خلال الفترة نتيجة تحسن استخدام المدخلات التقنية بزراعة المحصول، و70% من إنتاج القمح يأتي من المساحات المروية و30% من المساحة البعلية. ‏

وبهدف تحديد نسبة انخفاض الإنتاجية في وحدة المساحة الناتجة من الظروف الجوية التي سادت خلال الموسم 2006 ـ 2007 فقد أجريت دراسات مقارنة في مراكز البحوث وتبين أن نسبة انخفاض الإنتاجية للأقماح المروية بلغت 4.3% و11.6% للأقماح البعلية و38% للأقماح البعلية في منطقة الاستقرار الثانية وتم تقدير الضرر بأكثر من مليون طن. ‏

أكدت الزراعة أنه لاتوجد علاقة بين نسبة الإصابة بالنقطة السوداء التي أصابت المحصول وسببت خسائر على المنتجين وبين انتشار المرض بالحقول المزروعة بمعنى آخر لاتوجد علاقة بين حدوث إصابة النقطة السوداء وبين الصنف المزروع وإنما هناك علاقة واضحة بين كمية الهطول المطري وموعد حدوثه مع شدة الإصابة، كما أنه لاتوجد علاقة بين نسبة الإصابة والإنبات ولاتوجد حتى الآن أي معلومات مقاومة لحدوث هذه الإصابة عند توفر ظروف جوية مناسبة لانتشارها. ‏

وبسبب رفض مؤسسة تجارة وتصنيع الحبوب استلام مليون طن من الإنتاج المقدر تم بيعها من قبل المزارعين إلى تجار الحبوب كونها مصابة بمرض النقطة السوداء فقامت المؤسسة باستلام 1525ألف طن منها 302ألف طن قمح مصابة بالنقطة السوداء. 
الكميات المنتجة والمسلمة إلى مؤسسة الحبوب بعدم ملاءمة الظروف الجوية التي أدت إلى انخفاض الإنتاج مليون طن عن الإنتاج المخطط للمساحات المزروعة وإن ارتفاع الأسعار العالمية للقمح والدقيق بشكل كبير وخاصة في دول الجوار وبأسعار أعلى من أسعار الشراء من الفلاحين التي لم تتغير منذ عدة أعوام الأمر الذي دعا التجار وأصحاب المنشآت الصناعية الخاصة إلى شراء كميات كبيرة من الإنتاج، وقيام مراكز الحبوب في خفض درجة نوعية القمح المصاب بمرض ظاهرة النقطة السوداء واعتبارها حبوباً متعفنة، وبالتالي خفض أسعار شرائها ما أدى إلى إحجام عدد كبير من المزارعين عن بيع محصولهم من القمح إلى هذه المراكز بسبب الحسم بقيمة الحبوب المسلمة نتيجة المواصفة الأمر الذي استغله تجار الحبوب لشراء كميات كبيرة من حقول الفلاحين مباشرة وبأسعار أعلى من الأسعار الرسمية في ضوء تصاعد أسعار القمح في البورصات العالمية. ‏

إزاء الظروف التي سادت وأثرت على إنتاج القمح وخروج كميات كبيرة لأكثر من مليون ونصف طن وماتفرضه متطلبات ضغط الموارد المائية وقلة الهطولات المطرية على سورية فإن المؤشرات تدل على تناقص الكميات المنتجة وهنا بدأت الجهات المعنية تتحسس ذلك فقد شهد الأسبوع الماضي اجتماعاً تشاورياً ضم السيد عبد الله الدردري النائب الاقتصادي وعامر لطفي وزير الاقتصاد وعادل سفر وزير الزراعة لاعتماد عدد من المقترحات لتطوير زراعة القمح وإعادة النظر بأسعاره من أجل الضمان على كميات تؤمن الاحتياجات الحالية والمستقبلية. ‏

ومن المسائل التي تم الاتفاق عليها لإنتاج وتسويق محصول القمح للموسم الزراعي 2007 ـ 2008 ومنها: ‏

ـ تطبيق برنامج دعم البذار وذلك تشجيعاً للمزارعين على استجرار البذار المحسن من مؤسسة إكثار البذار لزيادة الإنتاج وتحقيق المواصفات التصديرية للأقماح وزيادة التحكم بنسبة إنتاج الأقماح القاسية والطرية حيث تصبح الكميات المنتجة 25% قاس و75% طري لتحقيق الخلطة الطحنية المناسبة. ‏

ـ إعادة النظر بأسعار شراء المؤسسة للأقماح لما يحقق ريعية مناسبة للفلاحين والمنتجين حيث يستمر تشجيع الفلاحين على زراعة القمح لأهمية هذه المادة، كون سعر القمح داخلياً وخارجياً قد ارتفع بشكل ملحوظ، إضافة الى أن موسم العام الحالي في أغلب دول العالم متدنٍ. ‏

ـ قيام المؤسسة العامة للحبوب بوضع مقاييس ومواصفات استلام الحبوب قبل 30/10/2007 وتعميمها على الجهات المعنية وإيصالها للأخوة المزارعين لتكون عاملاً مساعداً لها بتطبيق الحزم التقنية المتكاملة على مستوى الحقل بتحقيق الإنتاج وفق المواصفة المعتمدة. ‏

ـ قيام السادة المحافظين بعقد اجتماعات نوعية تضم مديري فروع المصارف الزراعية واتحاد فلاحي المحافظة والتنسق فيما بينهم لتخزين الأسمدة بمستودعات الجمعيات التابعة لاتحاد الفلاحين في حال عدم توفر استيعاب مستودعات فروع المصرف الزراعي، ودعم تشكيل مجلس حبوب تخصصي. ‏

‏ خطة الزراعة الموضوعة تحتاج الى اتباع سياسات سعرية وتسويقية خاصة تضمن التزام المزارعين بزراعة المحاصيل الاستراتيجية لتأمين حاجة الاستهلاك المحلي من السلع الغذائية الحياتية وخاصة من القمع والقطن والشوندر والتبغ وتضمنت الخطة الإنتاجية زراعة مساحة 1.656 مليون هكتار قمح لإنتاج 4.7 ملايين طن. فالأسعار المقررة للقمح القاسي 11300ل.س/طن. يضاف عليها 500ل.س زيادة. وسعر القمح الطري 10300 ل.س سيضاف عليها 500ل.س زيادة. الشعير 9500ل.س، والحمص 25 ألفاً للطن، والعدس 23 ألف ل..س للطن، والقطن 30750ل.س للطن شريحة أولى، والشوندر السكري 2700ل.س للطن عند درجة الحلاوة 16%، إضافة الى أنه سيتم إدراج أسعار كل مستلزمات الإنتاج التي تتعامل بها الوزارة والمؤسسات والهيئات التابعة لها. ‏

واستناداً لبرنامج دعم البذار المقترح من جانب الزراعة فقد بلغت تكلفة إنتاج البذار المغربل والمعقم عالي الإنتاجية الجاهز للبيع لزراعته بالموسم 2007 ـ 2009 وفق الآتي: ‏

القمح القاسي، التكلفة 19632ل.س/طن، السعر المقترح 19650ل.س/طن، فيما السعر المعتمد سنوياً 16 ألف ل.س/طن. ‏

القمح الطري، التكلفة 18267ل.س/طن، السعر المقترح 18300ل.س/طن كسعر معتمد سنوياً بـ15 ألف ل.س/طن. ‏

كما يمكن للمؤسسة العامة لإكثار البذار بإمكاناتها الحالية من رفع خطتها الإنتاجية من بذار القمح من 140 ألف طن لتصل الى إنتاج 300 ألف طن خلال أربع مواسم زراعية بأن يقترن التدرج بتخفيض أسعار بذار القمح تزامناً مع رفع الخطة الإنتاجية لإنتاج هذا البذار. ‏

وبرنامج دعم البذار سيحقق زيادة بالمردود بوحدة المساحة، ونشر وتعميم الأصناف المعتمدة حديثاً عالية الإنتاجية والحد من انتشار الأمراض الناتجة عن استخدام بذار غير مغربل ومعقم وتخفيض العجز الناتج عن التصدير وزيادة قدرة التحكم بنسبة توفير الأقماح الطرية الى القاسية وتخفيض الخسائر الناتجة عن استخدام الخلطة الطحنية الحالية. ‏

وهذا يحتاج الى 1.12 مليار ل.س لإنتاج 160 ألف طن عام 2008 و1.4 مليار ل.س لإنتاج 200 ألف طن عام 2009 و1.75 مليار ل.س لإنتاج 250 ألف طن عام 2010 و2.1 مليار ل.س لإنتاج 300 ألف طن عام 2011 ليكون المجموع 6.37 مليار ل.س لتحقيق زيادة بالإنتاجية 20%. ‏

وتهدف الزراعة حسب أهدافها العامة للخطة من وراء ذلك الى تحقيق الاكتفاء الذاتي من السلع الزراعية الرئيسة ما أمكن وتحقيق فوائض تصديرية للسلع ذات الميزة النسبية وتحسين مستوى المعيشة للمنتجين الزراعيين واستدامة الموارد الطبيعية ومواكبة التغيرات الاقتصادية العالمية وتأمين حاجة القطاع الصناعي من المنتجات الزراعية. ‏

هني الحمدان

المصدر: تشرين


إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...