حول المعارك الإعلامية التركية ونشر الغسيل الوسخ وتضارب التصريحات الرسمية وفشل أوغلو

12-11-2012

حول المعارك الإعلامية التركية ونشر الغسيل الوسخ وتضارب التصريحات الرسمية وفشل أوغلو

جولة (الجمل) على الصحافة التركية- ترجمة: محمد سلطان:

تضارب التصاريح بشأن صواريخ الباتريوت: من سنصدق؟

كانت وكالة رويترز للأنباء قد نشرت، نقلاً عن مسؤول في الخارجية التركية امتنع عن ذكر اسمه, أن تركيا على وشك أن تطلب من الناتو نشر أنظمة صواريخ باتريوت على حدودها مع سوريا.
وقد ولد هذا الخبر ردود فعل غريبة ومتناقضة في دوائر الدولة التركية؛ فمن جهة نفى رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان أن تكون تركيا قد طلبت من الناتو إقامة قواعد باتريوت على الحدود، حيث قال: نحن لا نفكر بموضوع شراء أنظمة باتريوت. وإن هناك لجنة للصناعة الدفاعية مختصة بالمشتريات العسكرية، وأنا أترأس هذه اللجنة، وليس لدي أي علم بهذا الخبر. إن رويترز تدعي أخبار كاذبة لا تمت للحقيقة بصلة.
من جهة أخرى أدلى وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو بتصريح كذب فيه رئيس وزرائه قائلاً: طلبنا من الناتو عدة مرات عقد اجتماع فوري لدراسة التطورات الحاصلة في سوريا ولبوا النداء. إن الناتو يضع في الحسبان كل شيء من أجل كافة الاحتمالات. وهو جاهز لتزويد تركيا بأنظمة صواريخ باتريوت. حتى لو لم نطلب من الناتو تزويدنا بالباتريوت, فإن الناتو يتخذ كافة الاجراءات لضمان حماية أمن الدول الأعضاء ضد أي تهديد محتمل. وعندما سئل داوود أوغلو عن رأيه بوجود أسلحة كيميائية وبيولوجية في سوريا قال: الآن ذكرتم إحدى هذه التهديدات.
كما نقل الصحفي سيركان دميرتاش عمن قال أنه دبلوماسي تركي رفيع المستوى قوله: إن تركيا تتعاون منذ فترة طويلة مع حلف الناتو ضد أي تهديد محتمل من الجبهة السورية. كما أن خطة التعاون هذه تتضمن نشر أسلحة صواريخ دفاعية على الحدود مع سوريا.
علماً أن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي - الناتو أندريس راسموسن كان قد أبدى استعداد الحلف للبت بموضوع تزويد تركيا بنظام الباتريوت إذا طلب منه ذلك.
وقد تحدث عدد من الصحافيين عن الباتريوت كخطوة لإقامة المنطقة العازلة، أو منطقة الحظر الجوي، في المنطقة الحدودية بين تركيا وسوريا. حيث نقلت وكالة أنباء AP عن أحد الدبلوماسيين الأتراك قوله أنه سيتم تزويد تركيا بنظام صواريخ الباتريوت تحت مظلة الناتو بحيث يندرج ضمن خطة إقامة منطقة آمنة في سوريا.
 
كما ذكرت صحيفة ملليت بأنه سيتم نشر نظامي لصواريخ الباتريوت على الحدود مع سوريا في ولاية كيليس لفرض منطقة حظر جوي. وذكرت الصحفية "آصلي أيدين باشتاش"، معدة التقرير، أن أميركا لديها عدة خيارات عسكرية بخصوص سوريا. وهي تدرسها بالتعاون مع كبار المسؤولين في تركيا التي تسعى منذ شهر شباط من العام الحالي لإقامة منطقة عازلة في سوريا أو ممر للمساعدات الإنسانية. وقال أن الولايات المتحدة الأمريكية اقتنعت بإقامة منطقتي حظر جوي؛ أولاهما على الحدود السورية مع الأردن، و الأخرى على الحدود مع محافظة كيليس التركية.
وأضافت الصحفية أنه سيتم نشر نظامي باتريوت في محافظة كيليس حيث سيفرض حظر الطيران، على طول المنطقة الممتدة بين حلب وكيليس, أي لعمق حوالي 60 كم, وذلك بتدخل عسكري بسيط وبدون اللجوء إلى الأمم المتحدة. وبحسب الخطة التي نقلتها أيدين باشتاش ستُمنع الطائرات الحربية السورية والحوامات من التحليق في أجواء هذه المنطقة، وستقوم طائرات الـ F16 بالتحليق في المنطقة المذكورة وضرب المضادات الجوية للجيش السوري لمنعه من قصف المنطقة.
ومن ناحية أخرى أكدت الصحفية بأن هذه الخطة غير ناجحة نجاحاً "فعليا" بالمعنى العسكري كنجاحها في العراق وليبيا, لأن لنجاح هذه الخطة يتطلب شل الحركة الجوية للجيش السوري وذلك بضرب حوالي 400 هدف بما يقارب ألف طلعة جوية على مدى عدة أسابيع, حيث أن هذا الأمر شبه مستحيل إضافة لكلفته الباهظة. ومن جهة أخرى فإن لدى المعارضة المسلحة مخاوف من هذه الخطة, لأنها غير ناجحة بشكل فعلي مئة بالمئة, بالإضافة إلى أنه يمكن قصف المنطقة بالمدفعية وبالدبابات طويلة المدى.
ويرى مراقبون أن تقرير الصحافية أيدين باشتاش هدفه دعائي أكثر مما هو واقعي؛ فمن جهة تعترف هي بأهم نقطة ضعف فيه، وهي أن المدفعية والدبابات السورية وبطاريات الصواريخ المعروفة بكثافتها في سوريا تستطيع قصف هذه المناطق دون عناء كبير، ونظام الباتريوت المعني هو نظام دفاعي غير فعال أمام هجوم الصواريخ. وإذا كانت الصواريخ سورية وإيرانية الصنع المهربة قد أبدت هذه الفعالية في إظهار عجز نظام "القبة الحديدية" الإسرائيلي، فالأجدر بالصواريخ السورية أن تقيم مناطق آمنة لها في العمق التركي نفسه.
ومن جهة أخرى فإن الصحافية معروفة بقربها من وزير الخارجية داوود أوغلو الذي تعرض لانتقادات واحراجات عديدة في بلده بسبب اخفاقاته في الملف السوري، وآخرها في جلسات مجلس الشعب التركي، عندما اضطر لمواجهة وابل من الأسئلة والتصاريح الغاضبة من عدد من النواب المعارضين. وهو حالياً معتكف يحاول أن يرمم ما تخرب من مستقبله المهدد. وبأية حال فقد صرح داوود أوغلو في وقت متأخر أن بلده لم تطلب صواريخ الباتريوت من الناتو، وذلك لتوحيد خطابه مع خطاب رئيس الوزراء الذي نفى بدوره الأمر.
وبحسب وكالة أنباء DHA فقد أجرى الناتو لقاءات عسكرية مع ضباط أتراك بهدف تحويل القيادة الجوية الثانية في محافظة ديار بكر إلى القاعدة العسكرية الأولى للناتو بدلاً من قاعدة إنجيرليك الواقعة في محافظة أضنة. كما أنه تم تزويدها بمقاتلات من طراز F16.
وبالإضافة إلى موضوع النظام الصاروخي فقد أكدت صحيفة "أورتا دوغو" بأنه تم تزويد الأسطول الجوي الثامن في دياربكر التابع للقيادة الجوية الثانية بطائرات عسكرية من طراز Casa. كما أنه تم حشد مدرعات حاملات جنود على الحدود السورية ضد أي تهديد لوجستي أو تهديد الألغام. وتم نشر عربات عسكرية ودبابات من طراز jammer مزودة بأنظمة تشويش ضد أي تهديد محتمل. كما زوِّدت المنطقة العسكرية في ديار بكر على الحدود مع سوريا بمعدات عسكرية.
وكتبت صحيفة مشرق نيوز الإيرانية: توقعت بعض المصادر أن تصريحات بعض الزعماء الغربيين تشير إلى اقتراب احتمال الهجوم العسكري التركي على سوريا. ويدّعي المراقبون والخبراء العسكريون في هذا السياق أن المجموعة الإرهابية المعروفة بـ"الجيش الحر" نجحت في قطع الاتصال بين القواعد العسكرية وبين المطارات العسكرية للحكومة السورية مع بعضها البعض وهذا مؤشر على أن النظام السوري على أعتاب السقوط.
وأشارت صحيفة خبركزاري فارس الإيرانية إلى أن سياسة تركيا بخصوص سوريا لا ترتبط فقط بسوريا بل بحزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي. حيث تعتبر أنقرة حزب العمال الكردستاني (PKK) تهديداً كبيراً لها والآن ينشط حزب الاتحاد الديمقراطي(PYD) في المدن السورية على الحدود مع تركيا. بالرغم من أن هذا الحزب قد أعلن مرارا أنه ليس بصدد الاشتباك مع تركيا. لو أحست تركيا أن المجموعات الكردية تسعى لتحويل سوريا لقاعدة انطلاق لشن عملياتها ضد أنقرة، فالجيش التركي لن يتوانى حينها في شن حملة عسكرية على هذه المناطق. كما حدث بعد انحسار نفوذ صدام حسين عن شمال العراق في 1990 حيث قامت تركيا بشن هجوم عسكري على الأكراد في هذه المناطق. ومن الممكن أن تستخدم أنقرة "خيار شمال العراق" مرة أخرى لمنع التنظيمات الكردية العسكرية من السيطرة على شمال سوريا.
قال الكاتب والمحلل السياسي "رالف شوئنمان" في مقابلة مع شبكة "برس تي في" الإيرانية أنه: "منذ مدة طويلة تستعد الحكومة التركية ومعها حلف الناتو وأمريكا للحرب على سوريا والدور الرئيسي في هذا الأمر يقع على عاتق تركيا". وأشار إلى حادثة إطلاق قذائف الهاون من الأراضي السورية على المدينة الحدودية "آكتشاكالي" واعتبرها مجرد ذريعة لأنقره وقال: "لقد اتخذ حزب العدالة والتنمية من قبل قرار ببدء الحرب، والحزب التركي الحاكم منذ 20 أيلول يعد نفسه لهذا الأمر".
وفي مقال كتبه الصحفي سامي كوهين في صحيفة ميللييت يقول: بعد إعادة إنتخابه رئيساً لأميركا للدورة الثانية سيسعى أوباما لإدارة الأزمة في سوريا عن طريق استخدام دول متحمسة مثل قطر دون أن ننتظر من الولايات المتحدة أي تدخل عسكري مباشر في سوريا.
                                                                                                            الجمل : محمد لونت سامي سلطان

إعلام الجماعات الأصولية ضمن صراع ما بين تأييد أو فضح للحكومة

تقوم بعض الوسائل الإعلامية التركية، والتي تدار من قبل جماعات أصولية، باستخدام خطاب تحريضي مماثل لخطاب وسائل الإعلام الخليجية مثل قناة الجزيرة والعربية والـ BBC وفرانس24. ومثال على ذلك الموقع الإخباري "خبر وكتيم" الذي وصف، في تقرير إخباري له، الإرهابيين في سوريا بكلمة "المجاهدين"، وشبه جنود الجيش السوري بالخنازير, كما شبه القتال الجاري بين الطرفين بـ"صيد الخنازير". وفي هذا التقرير دعا الموقع إلى الجهاد في سوريا وقتل من سماهم بالخنازير, في إشارة مذهبية وقحة إلى أبناء الطائفة العلوية. كما دعى إلى استخدام الأراضي التركية كمنطلق لـ"الجهاد". كذلك رأى في تقديم المكافآت لكل من قتل عسكرياً سورياً أمراً طبيعياً. وفي تعليق كتبه أحد المتابعين لهذا الموقع قال: الجهاد بأموالكم وبأرواحكم فريضة في سوريا.
كذلك يمكن أن نتذكر صحفي قناة TRT المعتقل في سوريا "جونيت أونال"، الذي بثت صورة له حاملاً قاذف أر بي جي برفقة بعض عناصر المجموعات المسلحة، على أنه دليل واضح على تورط هذه القناة مع الارهابيين رغم كونها حكومية.
ونشرت وكالة ANF تقريراً عن أسلوب الإعلام التركي الموالي للحكومة، وقالت: قامت العديد من وسائل الإعلام التركية المصورة والإلكترونية الموالية للحكومة بتحريض الأكراد في سوريا على النزوح إلى تركيا, حيث قامت بنصب حوامل كاميراتها بالقرب من الأسلاك الشائكة الحدودية بين سوريا وتركيا، وأجرت العديد من اللقاءات مع أفراد ما يسمى بالتنسيقيات الشبابية في منطقة الدرباسية، والتي فرّوا منها دون عوائلهم بعد ساعات قليلة من تنظيمهم لمظاهرة حيّوا فيها ما يسمى بالجيش الحر، وطالبوه بدخول المناطق الكردية، حيث زعم هؤلاء بأن الأكراد تركوا المدينة ولجؤوا إلى أهاليهم في الجهة الأخرى من الحدود، فيما أكد عدد من الذين عادوا من شمال كردستان بأن الفارين يعيشون حالياً في العراء دون خيم. وبحسب الأهالي الذين أجرت معهم وسائل الإعلام التركية عددh من اللقاءات حول أسباب فرارهم من سوريا، قالوا بأن تلك الوسائل طلبت منهم الإدلاء بتصريحات منافية للحقيقة التي تعيشها المنطقة، والإدعاء بأنهم فروا بعدما انعدم الأمان في المنطقة، ويبحثون عنه في تركيا.
أما داخلياً فتم تجييش إعلام الجماعات الأصولية لخدمة المصالح "الأردوغانية". ومن هذه الصحف صحيفة "يني أكيد" التي نشرت صورة يظهر فيها قياديين وأعضاء من حزب السلام والديمقراطية الكردي الذي يشن حملة منذ أكثر من شهرين لدعم المضربين عن الطعام في السجون التركية. وتظهر الصورة قياديي الحزب يجلسون على مأدبة طعام يتناولون لحم الغنم بحسب إدعاء الصحيفة, حيث علقت الصحيفة على هذه الصورة بقولها: "يفرضون الإضراب عن الطعام على الناشطين الأكراد في السجون حتى الموت وهم يتمتعون بأكل ما لذ وطاب". وعلق أردوغان على الخبر بقوله: أنا أتوجه بالنداء إلى أخوتي الأكراد, أقول لهم "انتبهو!" فيما يتناولون هم لحم الخروف ويقولون لمن في الداخل موتوا. ولكن ما لم يتم الافصاح عنه في الصحيفة أو بخطاب أردوغان هو أن تاريخ التقاط الصورة في 17/07/2012 أي قبل بدء الاضراب. وفي خبر آخر بثه موقع "خبر وكتيم" قال: صورة أخرى من فضائح حزب السلام والديمقراطية. وإدعى الموقع في خبره أن نائب حزب السلام والديمقراطية "اسماعيل بشكتشي" اجتمع مع النائب "عثمان بايدمير" في ديار بكر على مأدبة اللحم المشوي في 12 أيلول من العام الحالي أي يوم بدء الإضراب عن الطعام. وهنا يلمح الموقع بأن هذه المأدبة أقيمت احتفالاً بما سماه الموقع "بإرسالهم للموت". وعليه انتقد أعضاء حزب السلام والديمقراطية ما أشيع عنهم في الصحف وعلى لسان أردوغان, فيما لم يجد البعض الآخر داعٍ للرد على هذه الأخبار بوصفها بأنها "هجوم غير أخلاقي".
وفي خبر آخر تناوله موقع "أوضا تيفي" عن موضوع افتتاح طريق الشريط الساحلي على البحر الأسود عام 2007: كانت الصحف الموالية متحمسة جداً لهذا الافتتاح ومنها صحيفة "زمان" التي نشرت خبر بتلك الفترة بعنوان "وأخيراً يفتتح طريق الشريط الساحلي" في حين كان الأهالي من سكان المنطقة يناشدون الحكومة بوقف العمل بهذا المشروع بسبب إيذاء الطبيعة الخضراء في المنطقة. وكانت هذه الصحف لا ترى الدمار والخراب الذي سببه هذا المشروع للطبيعة وللمنطقة من أذى.
وكتب "نهاد كينتش" عن هذا الموضوع: الطبيعة الجغرافية تموت, المعالم التاريخية تدمَّر. وعلى امتداد هذا الساحل يوجد آلاف الشطآن الصغيرة, ومن بينهم شاطئ جميل جداً لو اجتمع جميع المصممين المعماريين في العالم لا يستطيعون إعادة إعماره. وهذه الشطآن كلها مُسحت من الجغرافيا ومن التاريخ.
غير أن مجلة "أكسيون" التابعة للجماعات الأصولية عادت وتناولت هذه القضية مرة أخرى في عددها الأخير ولكن هذه المرة بطريقة أخرى, حيث نشرت تقريراً بعنوان "البحر الأسود يتخبط" تنتقد فيه هذا الطريق بعنف، وكاشفة العديد من الحقائق حول تخريب الطبيعة والأذى الذي لحق بهذه المنطقة ومعالمها التاريخية والسياحية والأخطاء التي ارتكبت خلال تنفيذ المشروع.
ما سبب تناول مجلة "أكسيون" الخبر بهذه الطريقة؟ وما سبب انتقادها غير المبرر لهذا المشروع بعد أن كانت من أبرز الصحف المؤيدة له؟
يرى مراقبون أن السبب هو صراع المصالح القائم والحساسية ما بين الجماعات الأصولية ومتزعمها رجل الدين "فتح الله كولين" وبين رئيس الوزراء "رجب طيب أردوغان". فهذه الجماعات تريد اضعاف سلطة أردوغان الذي بدأ يفضح نفسه وحكومته بأخطائه المتكررة والمتعاقبة التي وقع فيها، وبالوقت نفسه تحاول هذه الجماعات المحافظة عليه لعدم تقوية منافسيه العلمانيين عليه وبصفته الشخص الأصلح لقيادة تركيا بما يخدم مصالحهم. ويرى مراقبون آخرون أن سبب هذا الصراع وجود لعبة تجاذبات سياسية وسلطوية ما بين "أردوغان" و"كولين".
صحيفة "طرف" كانت مدعومة من قبل الجماعات الأصولية رغم أنها تتكلم باسم الليبراليين واليساريين. وكانت من أبرز المؤيدين لأردوغان وأحد أبرز أسلحته الإعلامية. ولكن الخلافات بدأت تشوب العلاقة بينهما بعد مجزرة "أولوديره" التي نفذتها الطائرات المقاتلة التركية والتي نجم عنها مقتل 34 مواطناً كردياً. فقام أردوغان برفع دعوى على رئيس تحريرها "أحمد ألتان" بعد افتتاحيته التي كتبها بعيدالمجزرة,وقام بمهاجمة الصحيفة بلهجة قاسيةواصفاً إياها "بصاحبة النوايا الخبيثة".كما هاجم أحد صحفييهاوالذي كان أول من ادعى بأن الطائرات التركية تلقت معلومات خاطئة من الاستخبارات التركية ووصفه بالمهرج. واستمر هذا الخلاف بين صحفيي صحيفة "طرف" أنفسهم ما بين منتقد لأردوغان ومؤيد له إلى يومنا هذا، إذ كتب "أحمد ألتان" في مقالٍ سابق ينتقد زملائه من الصحفيين الآخرين في صحيفته ممن يدعمون أردوغان وسياسته التي يراهاخاطئة وخصوصاً بالموضوع السوري وبقضية الأكراد. وقال: أنا لا أنتقد نية أردوغان, أنا أنتقد إجراءاته. ومؤخراً اتُّهمت صحيفة "طرف" بإنتمائها لمنظمة "أركنكون" أيضاً لتكون الهدف التالي لأردوغان بعد موقع "أوضا تي في" رغم أن "طرف" كانت من أبرز المحرضين على موقع "أوضا تي في"، وأهم المدافعين عن سياسة أردوغان القمعية اتجاهه.
هل ما يحصل هو فعلاً خلاف ما بين الأصوليين وبين أردوغان؟ اذا كان كذلك فما سبب هذا الخلاف؟ هل يندرج هذا الصراع ضمن إطارتقلص حرية الصحافة في تركية وحملة الاعتقالات التعسفية على الصحفيين؟
يجيب الباحث المعتقل "يالتشين كوتشوك" برسالة كتبها من داخل زنزانته قائلاً: ‹‹سأقدم ابلاغاً عن وجود خطر. أمّا بعد, أنا أميل إلى الاعتقاد بأن ثنائية وجهة النظر ما بين الحكومة وبين "كولين" بما يخص خطط القضاةهو عبارة عن وهم. إذا كان بينهم سوء تفاهم أو تضاد في شأن ما فهو بمكان آخر، ولا يعنينا››. (يالتشين كوتشوك: باحث معروف، وما زال معتقلاً منذ أكثر من عامين بتهمة الانتماء إلى منظمة "أركنكون" المتهمة بدورها بالتخطيط للانقلاب على الحكومة. وهو أثار استياء الحزب الحاكم بسبب سلسلة أبحاثه التي أسس فيها لنظرية تربط بين عدد من قياديي الحزب، ومنهم أردوغان نفسه، وبين الأقليات اليهودية التي دخلت الإسلام في القرن الثامن عشر أو التاسع عشر فحسب) 

                                                                                                               الجمل: محمد لونت سامي سلطان
أهم المواضيع التي تناولتها وسائل الإعلام التركية
 
المقاتلات التركية تقتل مواطنين مدنيين: قامت الطائرات الحربية التركية بقصف قرى (ميريدو, كالاتوكا, زركلة, أنزة) في جبال قنديل يوم الأربعاء من الأسبوع الماضي, حيث قتل في القصف المواطنان المدنييان "مام علي" و"شابور لقمان" وجرح المواطنان "أبوبكر تشيكووي" و"كونيي". وتقول الوكالة أن هذا القصف العشوائي للقرى المدنية لم يحصل أول مرة, فمنذ 2007 حتى الآن الكثير من المواطنيين المدنيين لقوا حتفهم جراء قصف الطائرات التركية. ففي الهجوم الذي نفذه الجيش التركي على قرية "دوويل" منطقة قنديل في الخامس من أيلول من العام الحالي أصيب مواطنان بجروح. وفي الهجوم التي قامت به الطائرات الحربية على قرى (سيلة وسوريدي) تم القضاء على أكثر من سبعة آلاف دجاجة وعدد كبير من الأغنام جراء إصابة مدجنة بقنابل الطائرات. (وكالة أنباء ANF).
كتب الصحفي جونيت أولسيوير:
-    في الوقت الذي وصلنا فيه لمرحلة السكين الدامية مع العراق وإيران وسوريا, يجب أن ننتقد من كان يكتب عن نظرية "أحمد داوود أوغلو"بما يخص الأبعاد الواسعة لنظرية تصفير المشاكل مع الجيران.
-    مجلس اسطنبول الذي يسيطر عليه الإخوان المسلمون,الذين لا قيمة لهم, والذي يقاتل بظله تنظيم القاعدة والسلفيون لا يمكن أن يكون الممثل الشرعي للشعب السوري. وفي النهاية فقد استطاعت أمريكا أن ترى عجز مجلس اسطنبول وسياسة داوود أوغلو, ووصلت لنتيجة أن محاولاتهم في اسقاط الرئيس السوري باءت بالفشل.لذلك تحاول أميركا تصفير الدور التركي في تزعم المعارضة السورية. (موقع أوضا تي في).
نظام رئاسي: في لقاء صحفي أجراه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان مع عدد من الصحفيين سئل عن عن حقيقة الاقتراح الذي تقدم به حزب العدالة والتنمية لاجراء تعديل على الدستور يصبح بموجبه نظام الحكم في تركيا رئاسياً لا برلمانياً. فأجاب: أنا لا أقول أن يصبح نظامنا مثل أمريكا تماماً, يجب أن نأخذ النواحي المفيدة من أنظمة مختلفة من العالم, ويجب أن نعمل سوية لبناء النظام التركي الخاص بنا, يجب أن نبني نظاماًتشاركياً وقادراًعلى اتخاذ القرار. وسنقوم بنشر كتاب عن الموضوع يشرح وجهة نظرنا نحن كحزب العدالة والتنمية. (وكالة أنباء DHA).
كتب الصحفي باريش دوستير:
-    تركيا وقفت إلى جانب الإمبريالية التي حاربت ضد ليبيا والتي تحارب ضد سوريا. للأسف تركيا لا ترى أنها المتضرر الأكبر منالهزيمة الأمريكية في سوريا، ولا ترى أنها المتأثر الأكبر سلباً جراء ضعف أميركا في هذه القضية.
-    تسعى أميركا لإسقاط سوريا الحليف الأكبر لإيران، وإتاحة الطريق لتركيا للصعود كقوة إسلامية تعادل القوة الإيرانيةفي العالم الإسلاميوالتي أصبحتمن القوى الجيوسياسية في المنطقة, وكذلك لفرض الإسلام المعتدل كنموذج على شعوب المنطقة. كل ذلك يندرج تحت خطة شرق الأوسط الجديد. (صحيفة إلك كورشون).
تجدد سقوط القذائف على الأراضي التركية: سقطت قذائف آر.بي.جي في مدينة "جيلان بينار" التابعة لمحافظة "شانلي أورفا" الحدودية. وفي هذا الخبر تدعي وسائل الإعلام التركية بأن القذائف أتت من الأراضي السورية وأصابت المديرية العامة للمؤسسات الزراعية. (صحيفة سوزجو).
نواب البرلمان يبدأون بالاضراب عن الطعام: اليوم وبعد بدء نواب حزب السلام والديمقراطية "أوزدار أوتشير" و"أمينة أينا"بالاضراب عن الطعام, انضم إليهم رئيس بلدية وخمسة نواب آخرون من أعضاء الحزب ليرتفع عدد النواب المضربين عن الطعام في المجلس إلى 7 أعضاء. وقرر الحزب مقاطعة جلسات العمل بالمجلس حتى يتم تنفيذ مطالب السجناء المضربين عن الطعام. وعلمت الصحيفة أن الحزب سيطلب من السجناء التخلي عن الاضراب حيث سيوجه لهم رسالة: "اتركوا الاضراب, نحن سنستلم المهمة عنكم". (صحيفة راديكال).
ازدواجية تصريحات الاضراب عن الطعام: في تصريح سابق لأردوغان ادعى فيه أنه لا وجود لإضراب عن الطعام في السجون التركية ولا يوجد مضربين سوى شخص واحد والأطباء الأتراك يقومون بما يلزم من فحوصات. ويستمر هجوم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان على ظاهرة الاضراب عن الطعام بقوله: هذا الاضراب عن الطعام أو صيام الموت هو عبارة عن استفزاز وعبارة عن استعراض, والآن النواب أيضاً بدأوا بالاضراب, فليفعلوا ما شاؤوا, فنحن سنقوم بواجبنا بما يخص الوضع الصحي. (صحيفة صول).
استطلاع للرأي: في استطلاع للرأي أجراه حزب الشعب الجمهوري يبين انخفاض شعبية حزب العدالة والتنمية بشكل ملحوظ بنسبة 9 بالمئة لتصبح نسبة التأييد للحكومة في شهر أيلول 31.1 بالمئة, كذلك انخفضت شعبية حزب الشعب الجمهوري من ناحية النجاح بنسبة 3.5 بالمئة رغم ارتفاعها من ناحية الأداء وبذلك تصبح شعبيته في شهر أيلول 17.3 بالمئة, وارتفاع شعبية حزب الحراك القومي 1.5 بالمئة ليصبح 12.7بالمئة, حيث انخفضت شعبية حزب السلام والديمقراطية بنسبة 2.3 بالمئة ليبقى عند حدود الـ4.6 بالمئة. (صحيفة بير كون).
REDHACK تنتقم للطلاب الجامعيين: في الاسبوع الماضي نظم بعض الشباب الجامعيين مظاهرة تأييد للمضربين عن الطعام في "جامعة الشرق الأوسط التقنية" والتي أرادوا فيها السير من الجامعة إلى مبنى رئاسة الوزراء, وتم قمع المظاهرة من قبل أجهزة ةالأمن, كما قامت إدارة الجامعة بأخذ موقف ضد طلابها ووقفت إلى جانب الشرطة. وعليه قامت منظمة "القراصنة الحمر" الالكترونية بقرصنة موقع الجامعة ودخلوا على أرشيفها وسجلاتها الخاصة وسجلات الطلاب وقاموا بنشر عينة من هذه الوثائق واصفين جامعة الشرق الأوسط التقنية بأنها ضعيفة من الناحية التقنية. (قناة أولوصال).
ديمقراطية الاضراب عن الطعام: أراد حزب السلام والديمقراطية تنظيم مظاهرة دعم للمضربين عن الطعام في محافظة "ديار بكر". ولكن سرعان ما قامت الشرطة التركية وأجهزة الأمن بقمع المظاهرة. كما قامت الشرطة بإقتحام مبنى"مؤتمر التجمع الديمقراطي" الذي كان نوابه يقومون بالاضراب عن الطعام أمامه. وقامت الشرطة بتفريق النواب والمتظاهرين بالقنابل المسيلة للدموع, وقامت بضرب نواب الحزب حيث تعرضت النائبة "أيسيل توغلاق" للرفس من قبل الشرطة, كما تعرض النائب "أوزدال أوتشير" لعدة لكمات من قبل رجال الشرطة.

(صحيفة طرف).

الجمل- قسم الترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...