عالم "بندر بوش" المجنون

30-10-2013

عالم "بندر بوش" المجنون

الجمل-"ذ سيكر"/(مدون مجهول الهوية)- ترجمة: د. مالك سلمان:

تدل جميع العلامات على أن النظام السعودي, المتكتم في العادة, غاضب. غاضب جداً. فلم تكتفِ المملكة السعودية برفض مقعد في مجلس الأمن/الأمم المتحدة فقط, بل يبدو أن شيخ الجاسوسية السعودية الأمير بندر بن سلطان يهدد ﺑ "نقلة كبيرة" في "العلاقات مع الولايات المتحدة بسبب عجزها حول الحرب السورية واقترابها من إيران".
تقدم صحيفة "وول ستريت جيرنل" مزيداً من التفاصيل:
"أثناء التحضيرات للضربات الأمريكية المتوقعة, طلب القادة السعوديين تفاصيلَ عن الخطط الأمريكية لنشر سفن حربية لحماية المركز النفطي السعودي أثناء قصف سوريا, كما قال أحد المسؤولين المطلعين على هذا النقاش. وقد فوجىء السعوديون عندما أخبرهم الأمريكيون بأنه لن يكون بمقدور السفن الأمريكية تأمين الحماية الكاملة للمنطقة النفطية, كما قال المسؤول.
وفي مناسبة ثانية, وصف أحد الدبلوماسيين الغربيين السعودية على أنها كانت متشوقة لأن تكونَ شريكاً عسكرياً في الضربات العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة ضد سوريا. وكجزء من هذه الشراكة, طلبت السعودية تزويدها بلائحة الأهداف العسكرية التي ستطالها الضربات. وقد قال الدبلوماسي إن السعودية أشارت إلى أنها لم تتلقَ هذه المعلومات."
أمضى بندر (المعروف ببندر بن سلطان بن عبد العزيز آل سعود, المعروف ببندر بوش) معظم حياته المهنية في واشنطن العاصمة, حيث كان السفيرَ السعوديَ منذ سنة 1983 إلى سنة 2005 , وكان مقرباً جداً من عائلة بوش. وليس هذا فقط بل كان بمقدوره, كما لم يستطع أي شخص آخر, أن يلاحظ كيف أن الولايات المتحدة شنت الحربَ على العراق ليس مرة واحدة فقط بل مرتين, في سنة 1991 – 1992 ومرة ثانية في سنة 2003 – 2005.
ولذلك عليه أن يعرف قبل أي أحد آخر أن:
* الولايات المتحدة لا تملك القدرة الفعلية على تأمين "الحماية الكاملة" لكافة المنطقة النفطية في المملكة السعودية؛
* أن الولايات المتحدة لا تطلع أحداً على لوائح الضربات العسكرية المفترضة باستثناء حلفائها الإنكليز, مثل المملكة المتحدة. فحتى الإسرائيليون أو الفرنسيون لا يطلعون على مثل هذه المعلومات.
فلماذا, إذاً, يغضب بندر؟
من المؤكد أن هناك أسباباً أخرى تدفع بندر إلى الغضب: فالخطة الإستراتيجية السعودية لهزيمة الشيعة في الشرق الأوسط قد انهارت برمتها. كان السعوديون يريدون إشعال تمرد مسلح في سوريا, ومن ثم يقومون بتنفيذ هجوم كيماوي مزيف, وبعد ذلك يدفعون الولايات المتحدة إلى استئصال النظام السوري واستبداله بنظام دمية سعودي من أكلة الأكباد الوهابيين. ومن شأن ذلك أن يعزلَ حزب الله وإيران. يترك السعوديون للإسرائيليين مهمة التعامل مع حزب الله بينما يقومون هم بدفع الولايات المتحدة إلى مواجهة مع إيران.
من حيث الخطط الإستراتيجية, كانت هذه الخطة جيدة, لكنها كانت مبنية على مغالطة كبيرة لا تستوعب تصميمَ الروس والإيرانيين وحزب الله على إفشال هذه الخطة.
نعرف أن روسيا أرسلت قوة بحرية كبيرة إلى الساحل السوري, ولدينا معلومات وثيقة تشير إلى إرسال إيران للمعدات والمقاتلين إلى سوريا, وأن حزب الله اعترف علناً أنه أرسل آلافاً من مقاتليه إلى سوريا. وهؤلاء المقاتلون هم الذين حولوا مجرى المعركة على الأرض (وخاصة في القصير).
ما لا نعرفه (والذي حدث بكل تأكيد) هو ما قاله الروس والإيرانيون وحزب الله للولايات المتحدة عبر قنوات التواصل الخلفية. أنا شخصياً لدي شعور قوي أن تهديدات قوية قد أطلقت من قبل أحد هذه الأطراف, أو من قبلها جميعاً, وأن البيت الأبيض قد أخذ هذه التهديدات على محمل الجد. نعم, بالطبع, جاءت بعد ذلك "الفكرة الخطابية" التي أطلقها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري حول استغناء سوريا عن أسلحتها الكيماوية, ولكن هناك العديد من المؤشرات التي تدل على أن الولايات المتحدة قد قررت سلفاً "الانكفاء" ليومين أو ثلاثة قبل أن يحدث هذا فعلاً.
مهما كانت الحالة, من الواضح أن الولايات المتحدة قد القرارَ العاقل الوحيد وقررت أنها لا تريد شنَ حرب كبيرة جديدة في الشرق الأوسط.
هل كان السعوديون يعتقدون فعلاً أن الولايات المتحدة ستخوض حرباً مع سوريا وحزب الله وإيران وروسيا بالنيابة عنهم؟
والآن دعونا ننظر إلى رد الفعل السعودي. أولاً, رفضوا المقعدَ المقدمَ إليهم في مجلس الأمن. وشو بيهَوي؟ فباستثناء الكويت والبحرين, من هذا الذي سينفطر فؤاده إن لم يجلس السعوديون على الطاولة التي تشبه حدوة الحصان؟ كوسوفو, مثلاً؟
والآن يأتي التهديد ﺑ "النقلة الكبيرة" في التحالف الأمريكي- السعودي.
عماذا يتحدث بندر مرة أخرى, بحق الشياطين؟
أولاً, هل يعتقد بندر حقاً أن الولايات المتحدة بحاجة إلى المملكة السعودية؟ ألا يدرك أن الولايات المتحدة ستحقق الاكتفاءَ الذاتي فيما يتعلق بالطاقة في القريب العاجل؟ أم أنه لا يدرك أن الأيام التي كانت "أرامكو" تشكل مفتاح قوة الدولار قد ولت منذ زمن وأن قوة الدولار تعتمد الآن على القوة العسكرية والمالية الأمريكية؟ وحتى لو كانت المملكة السعودية حيوية لقوة الدولار, هل يعتقد بندر حقاً أن بمقدوره أن يهددَ المصالحَ الحيوية الإستراتيجية الأمريكية بهذه الصفاقة؟
ثانياً, إن كان بندر يرغب في الانتقال من التحالف مع الولايات المتحدة, إلى أين يعتقد أن بمقدوره الذهاب؟ ليس إلى الصين بالتأكيد, التي تعاني من "مشكلة إسلاموية" خطيرة في محافظاتها الغربية؛ وليس إلى الاتحاد الأوروبي, الملتزم بأمانة في وضعه الكولونيالي بالإمبراطورية الأمريكية, و ليس إلى أفريقيا – وخاصة بعد المذبحة الأخيرة في كينيا. كما أن أحداً لن يستقبله في أمريكا اللاتينية بالتأكيد, بسبب تاريخها الطويل في الصراع ضد الولايات المتحدة وسكانها العرب الذين يدركون جيداً ماهية الإيديولوجيا الوهابية المريضة والمقززة.
في أسيا, من المحتمل أن يرغبَ حكام كوريا الجنوبية أو ميانمار في استكشاف الخيارات المتاحة, لكن الأمر سيتوقف عند ذلك الحد.
لذلك إلا إذا كان بندر يعتقد أن بمقدوره معاقبة الولايات المتحدة من خلال الانتقال في تحالفاته إلى بعض البلدان من "الوزن الثقيل" مثل الكويت أو البحرين, لا يمكن للمرء إلا أن يتساءلَ عما يفكر فيه بندر.
فكروا في الأمر: أولاً يهدد بوتين بهجمات إرهابية خلال ألعاب سوتشي الأولمبية, والآن يهدد بالتخلي عن الولايات المتحدة. سيكون هذا هزلياً لو لم يكن آل سعود يجلسون على الأموال الهائلة التي يملكونها والتي سيستخدمونها لنشر الرعب والتطرف الوهابي في كافة أرجاء العالم.
يقودني هذا إلى سؤالي الأخير: ألا يفهم بندر حقاً مدى هشاشة نظامه؟ هل يعتقد فعلاً أن بمقدوره أن يهددَ الولايات المتحدة وروسيا وينجو بفعلته هذه؟
ربما يعتقد هذا الرجل البائس أن بمقدور قبيلة آل بوش أن تساعده, وحتى في هذه الحالة فإن آماله ليست في محلها. فمن المؤكد أن عائلة بوش وآل سعود شريكان قديمان في كافة أنواع الصفقات القذرة, لكن قبيلة بوش ليست في السلطة الآن, كما أنها ستحبَ أموالها دائماً أكثر مما تحب أصدقاءَها. والحقيقة هي أنه لا عائلة بوش ولا الولايات المتحدة بحاجة إلى السعوديين إلى هذه الدرجة.
لكن العكس ليس صحيحاً. فآل سعود الوهابيون يجلسون فوق ثروة من النفط الشيعي (فالمناطق الغنية بالنفط في المملكة السعودية هي المناطق التي تسكنها الأقلية الشيعية المقموعة). فقد نجح النظامان السعودي والبحرين في الإمساك بالسلطة فقط نتيجة القمع الوحشي والمنهجي لشعبيهما, وخاصة الشيعة. فبالنسبة إلى الوهابيين, البقاء في السلطة يعني قتل الشيعة, وقتل أكبر عدد منهم. وللقيام بذلك فإنهم بحاجة إلى "حامٍ" في مجلس الأمن. وفي حالة السعودية, كان هذا الحامي هو دائماً الولايات المتحدة. ولكن تخيلوا ما ذا يمكن أن يحدث في حال سحبت الولايات المتحدة حمايتها للمملكة في مجلس الأمن. هل يمكنكم أن تتخيلوا الإشارة التي سترسلها هذه الخطوة إلى الشيعة المقموعين في هذين البلدين؟
فحتى دون الدخول في وضع "آر 2 بي" (مسؤولية الحماية), من الواضح أن النظام السعودي يقوم على خدمة "رغبات الرئيس الأمريكي" ويمكن صرفه من الخدمة بإشارة واحدة من الرئيس.
ولكن بندر يبدو وكأنه قد نسي ذلك.
لا بد أن بندر قد جُن فعلياً. إما هذا أو أن آل سعود جميعهم قد فقدوا عقولهم, ربما كنتيجة حتمية لأسلوب حياتهم المنحط. من يدري؟
في حال "تقاعد" بندر – إدارياً أو جسدياً – وفي أسرع وقت, يكون هذا الخيار الأول. وإن لم يحدث ذلك, يكون الخيار الثاني. ولكن في كلتا الحالتين, فإن مصير آل سعود قد رسم سلفاً.



http://www.atimes.com/atimes/Middle_East/MID-01-251013.html

تُرجم عن ("إيشا تايمز", 25 تشرين أول/أكتوبر 2013)

الجمل

التعليقات

اظن ان كاتب المقالة هو بيبي اسكوبار ... الاسلوب يشبه اسلوبه (الجمل): ربما.. ولكن لماذا يحتاج اسكوبار إلى إخفاء اسمه طالما أنه يكتب أشياء أكثر خطورة !؟

روووووووووووووووووعة..شكراً للمترجم وللجمل على هذه المقالات القيمة يالفعل

من الخطأ احتساب الوهابية التلمودية المتوحشة لآل مريخان الدونمي على السنة أو الإسلام... كما أن ضحاياهم السنة أكبر بكثير من أي مذهب آخر... إنهم قتلة دمويون... ينسبون أنفسهم للإسلام نفاقا لضربه من الداخل... وكل حروب الصهاينة والأمريكان على أمتنا مولها المريخانيون قبحهم الله... ولن تحرر فلسطين قبل تحرير أرض نجد والحجاز من خدام الحرآآمية والحرآآاميين... وهذا ما فعله جيش محمد علي باشا بالمهلكة الوهابية الأولى... ونسأل الله أن ينال هذا الشرف جيش داعس حماة الديار ويحرر الحرمين... ويعتقل الأسرة الملعونة وحاخاماتها... وعندها سنغني بحق وحقيقي وتسلم الأيادي... حفظ الله الشام وأهلها من أجلاف البادية... وللأشرار هيهات من سورية الإنكسار.

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...