الحياة الشخصية للفنانين ليست مستباحة

د.سامح عسكر:

من قال ذلك لا يدرك ألف باء إعلام..

فارق بين الواجب والمُتاح، فالواجب الأخلاقي أن لا تُستباح أي حياة شخصية سواء فنان أو غيره، لكن المتاح والواقع آلياتهم تختلف تماما عن هذا الواجب الأخلاقي..

الإنسان بطبعه يميل للزهو والفخر بذاته، وإلى لتبرئة نفسه وإدانة غيره

هذا طبع إنساني مصدره الحاجة النفسية للبقاء، ولا بقاء سوى بقوة أخلاقية محددة تصبح هي عنوانه في المجتمع، فلا يصفه الناس سوى بالنبيل والكريم والشجاع والذكي، رغم أنه في الواقع ليس كذلك، لكنه يحب أن يسمع هذه الصفات ويطمئن لمن يمدحه ولا يصارحه بالواقع..

هذا هو السر في تتبع الناس حيوات المشاهير الشخصية ليس فقط الفنانين..

فتتبع حياة المشهور وإسقاطه أخلاقيا يسهم في رفع معنويات الناس بأنهم يعيشون بشكل أفضل، وسمعتهم أفضل، وياريت المشهور يتعلم منهم..وهكذا..!!

جزء من فلسفة شيوع الرأي العام هو تتبع الناس وميلهم التلقائي للحط من الآخرين، فكلما كان ذلك المشهور عاليا ويتقلد مكانة رفيعة كلما كان هدفا للإسقاط

لا يمكنك القضاء على هذا الميل الطبيعي للناس، لكن يمكنك السيطرة عليه :

أولا: بالقانون، فالدساتير تضمنت تجريم ذلك الفعل بوصفه "تشهيرا"
ثانيا: بتقنين الظهور الإعلامي ومكافحة تعقب الصحفيين لحياة الفنان الشخصية والتي هي هدف أساسي لدى الجمهور..

بعض الفنانين لديهم وعي عالي وذكاء يمكنهم من تفادي هذه الأشياء السلبية، ويعرفون جيدا ما هي الصحف والقنوات والإعلاميين الذين يرتزقون من تتبع عورات المشاهير وإسقاطهم، بل هناك برامج صنعت خصيصا لهذا الأمر ويذهب لها الفنان عن طيب خاطر طمعا في (بعض الأموال) وهو لا يدرك تأثير هذا الظهور السلبي عليه..

وتذكر أن الظهور الجيد للمشاهير ليس صدفة، بل ذكاء وحُسن اختيار من جانب، وتواضع واكتفاء ذاتي من جانب مختلف، بينما الظهور السئ خصوصا بشكل متكرر يعبر عن غباء وسوء اختيار من جانب، أو طمع وجشع مادي من جانب مختلف..