سيناريو الحرب: الجميع مستعدون فمن يشعل شرارة الجنون

10-04-2008

سيناريو الحرب: الجميع مستعدون فمن يشعل شرارة الجنون

الجمل: تشير الوقائع الجارية إلى أن إسرائيل قد أكملت "سن شفرات" الحرب، وأصبحت تفكر إزاء خيارات سيناريو المشروع العدواني الذي تنوي تنفيذه خلال هذا الصيف. وتشير المعلومات والتسريبات إلى أن دوائر صنع القرار الإسرائيلي ما تزال حائرة إزاء الإجابة على السؤال المتعلق بكيفية البداية.
* إشكالية إلى من يتم توجيه الضربة الأولى:
إسقاطات سيناريو الحيرة والتردد، تقول بأن حسابات القيادة السياسية والقيادة العسكرية أصبحت أمام معضلة جديدة، وإذا كان الطرفان قد اتفقا على أن الخروج من أزمة تداعيات تقرير فينوغراد لا يمكن أن يتم إلا بعملية عسكرية عدوانية إسرائيلية جديدة، فإن الطرفين يواجهان حالياً الإرباكات إزاء كيفية بدء السيناريو:
• البدء بضرب سوريا سيعرض إسرائيل لخسائر فادحة لن تستطيع تعويضها بسهولة، كذلك يؤدي الاعتداء على سوريا إلى إلحاق الأضرار البليغة بالمصالح الأمريكية في المنطقة، وذلك بسبب التهديدات السياسية التي سوف يتعرض لها أصدقاء أمريكا وإسرائيل في المنطقة من جراء تصاعد حالة الغضب الشعبي والمعارضة السياسية، وإضافة لذلك فإن سوريا قد سنت شفرات الحرب بما أدى إلى القضاء على معادلة الميزان العسكري وتوازن القوى في منطقة شرق المتوسط، بحيث أصبح التفوق النوعي الإسرائيلي يقابله تفوق كمي سوري، ويضاف إلى ذلك أيضاً أن إشعال الصراع مع سوريا سيترتب عليه فتح المزيد من الجبهات الأخرى ضد إسرائيل.
• البدء بضرب حزب الله سيترتب عليه سيناريو مواجهة صاروخية أكثر خطورة مما حدث في حرب صيف العام 2006، وسيؤدي إلى تقويض حكومة السنيورة الموالية للغرب وينسف كل الأجندة الغربية والأمريكية الداعمة لإسرائيل، والتي تضطلع بمهام القيام بها قوى 14 آذار اللبنانية، وذلك لأن الرأي العام اللبناني ظل يقف دائماً إلى جانب الطرف الذي يقوم بمقاومة إسرائيل، وتأكيداً لهذه الحقيقة فقد أدت مقاومة حزب الله والمقاومة الوطنية اللبنانية في حرب تموز إلى تغيير موازين القوى اللبنانية الداخلية لصالح حزب الله والمقاومة مما أدى إلى إرباك حكومة السنيورة وقوى 14 آذار، وعلى خلفية إدراك حكومة السنيورة بأنها فقدت الأغلبية، فقد رفضت كل الحلول المطالبة بإجراء انتخابات مبكرة من أجل إعطاء الفرصة للشعب اللبناني –صاحب الحق- ليقول كلمته في أزمة الملف الرئاسي اللبناني. كذلك سيؤدي الاعتداء على لبنان إلى تزايد الغضب الدولي ضد إسرائيل، وهو أمر أكدته تجربة العدوان الإسرائيلي السابق، إضافة إلى صعوبات تخطي قوات اليونيفيل وتجاوز القرارات الدولية التي سعت إسرائيل والولايات المتحدة إلى دفع مجلس الأمن الدولي لإصدارها.
• البدء بضرب حماس سيعرض إسرائيل إلى خسائر كبيرة وغير مضمونة النجاح، لأن تنفيذ الاقتحام العسكري الإسرائيلي الكامل لقطاع غزة بمدنه الثلاث ومجتمعاته المتعددة سوف لن يكون "لعب عيال" هذه المرة، ويدرك الإسرائيليون جيداً مدى الفرق الكبير بين سيناريو اقتحام قطاع غزة، وسيناريوهات الاقتحامات العسكرية التي سبق ونفذتها القوات الإسرائيلية ضد بعض المجتمعات الفلسطينية الموجودة في الأراضي المحتلة. وتشير التحليلات إلى أن سيناريو الاقتحام الإسرائيلي الشامل لقطاع غزة سيؤدي إلى كارثة كبيرة تتمثل أبرز خطواتها في الآتي:
* اشتعال الضفة الغربية، بما يؤدي إلى الإحاطة نهائياً بسلطة محمود عباس، وصعود قيادة حماس وعناصر الجهاد الإسلامي إلى كابينة القيادة في الضفة الغربية.
* انهيار مشروع خارطة الطريق، وبرغم رغبة الإسرائيليين في استمرار استخدام هذا المشروع ضمن لعبة الوقت وإرهاق الفلسطينيين، فإن انهيار مشروع خارطة الطريق سيقضي على كل الأوراق التي يمسك بها الإسرائيليون ويحاولون عن طريقها إدارة الصراع مع الفلسطينيين.
* القضاء على عملية سلام الشرق الأوسط وكل "منجزات" الخارجية الأمريكية والإسرائيلية بما في ذلك أجندة مؤتمر سلام أنابوليس المعلنة وغير المعلنة.
* إشعال الغضب والمعارضة السياسية في الدول العربية الحليفة لأمريكا وبالذات في المملكة الأردنية الهاشمية ولبنان، بما يترتب عليه الإضرار بـ"المصالح الأمريكية في الأردن" و"المصالح الإسرائيلية في لبنان" و"المصالح الأمريكية في مصر".
* وأخيراً: ما العمل؟
نشر موقع ستراتفورد الإلكتروني الأمريكي تقريراً استخبارياً مختصراً حمل عنوان «إسرائيل: الإعداد لحماس قبل حزب الله». وقد أشار إلى النقاط الآتية:
• تخطط إسرائيل لغزو قطاع غزة ولا توجد حالياً معلومات حول توقيت هذه العملية.
• عقد وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك اجتماع طوارئ لمناقشة الوضع الأمني الإسرائيلي.
• الحملة العسكرية الإسرائيلية ضد قطاع غزة، وحتى ضد الضفة نفسها، لن تكون ذات أهمية، لأن مثل هذه الحملات ظلت تحدث بشكل متقطع متكرر.
• انقسام حماس – فتح، وسيطرة حماس على قطاع غزة زادت من احتمالات قيام إسرائيل بالعودة والدخول إلى قطاع غزة الذي سبق أن انسحبت منه عام 2005م.
• تفكير الإسرائيليين إزاء القيام باقتحام قطاع غزة جاء بسبب عدم قدرتهم على اقتحام جنوب لبنان ومواجهة حزب الله اللبناني مرة أخرى، وذلك لأن المواجهة مع حزب الله تتطلب المزيد من التخطيط والتحضير الجيد الذي لا يتوافر لدى الإسرائيليين حالياً.
• الهجمات المتقطعة التي تقوم بها حركة حماس والجهاد الإسلامي حالياً ضد إسرائيل من الممكن أن توفر لإسرائيل ذريعة اقتحام قطاع غزة مرة أخرى.
من الواضح أن الإسرائيليين يريدون القيام بعمل عسكري خلال هذا الصيف، وذلك من أجل:
• تعزيز موقف حكومة أولمرت السياسي.
• إعادة الهيبة لقوة الردع الإسرائيلي في المنطقة.
• استغلال الفترة المتبقية من وجود إدارة بوش التي ما زالت توفر لهم الدعم المفتوح- والغطاء الدولي والإقليمي الذي سوف لن توفره لهم بسهولة الإدارات الأمريكية القادمة.
وحالياً، تشير التحليلات في الصحافة الإسرائيلية إلى مزاعم أن عمليات التسلل والتغلغل التي قامت بها بعض العناصر الفلسطينية مما مكنها من توجيه ضربات خطيرة في العمق الإسرائيلي سوف تتفاقم في المستقبل إذا لم تنجح الحكومة الإسرائيلية في إعادة هيبة قوة الردع التي فقدها الجيش الإسرائيلي في المواجهة ضد حزب الله في صيف العام 2006م، وأيضاً بسبب الضربات التي تلقتها إسرائيل على يد المقاومة الفلسطينية خلال الفترة الماضية.
برغم خبرة الإسرائيليين فهناك مؤشرات تقول بأن إسرائيل تقوم حالياً بالتخطيط لتنفيذ حملة دبلوماسية دولية كبيرة ضد حركة حماس، بالتنسيق مع الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة والمعونة الدولية ولذلك لتحميل حماس مسؤولية الغارات العابرة للحدود التي أدت إلى قتل الإسرائيليين والتسبب في الأزمة الإنسانية التي يعاني منها قطاع غزة حالياً.

 


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...