برهان غليون في الصف الثالث ومناف طلاس ليس في فرنسا

14-07-2012

برهان غليون في الصف الثالث ومناف طلاس ليس في فرنسا

دخل برهان غليون الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري قاعة الاجتماعات في مؤتمر أصدقاء سوريا الذي عقد في باريس في السادس من الشهر الحالي وجلس في مقعد في الصف الأمامي، تقدم منه السفير الفرنسي في دمشق إريك شوفاليه وقال له مقعدك في الصف الثالث، غير غليون مكانه فيما دعا شوفاليه المعارض السوري رياض سيف وأجلسه مكان غليون.

هذه عينة صغيرة عن حالة التقلب الغربي في الأزمة السورية التي أصبحت مأزقا يأكل من رصيد الدول الغربية لاسيما فرنسا ومن مصداقيتها.

نموذج آخر عن حالة الضياع والاضطراب هذه، كان في الإعلان الدعائي الذي حمل صبغة بيان انتصار عسكري والذي تلاه وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمام المجتمعين في مؤتمر أصدقاء سوريا عن انشقاق مناف طلاس وقرب وصوله إلى باريس، وهذا ما لم يحصل لحد الآن حيث أكدت لنا مصادر فرنسية مطلعة ومصادر في المعارضة السورية أن طلاس ليس في فرنسا.

هذا الضياع الغربي واضطراب المواقف الأوروبية جعل كوفي عنان يتجاهل الرفض الفرنسي الأمريكي لدخول إيران على خط حل الأزمة السورية ويذهب إلى طهران طالبا مساعدتها في مهمته، هذا الكلام لبعض من الطاقم المحيط بعنان، أكثر من ذلك تقول مصادر في المعارضة السورية أن الموفد الأممي قال لها "نحن لم ننجح في سوريا بسبب رفض المجموعة الغربية لمهمتنا من الأساس وليس هناك شيء يضمن نجاحنا ولكن أمامنا خيارات أخرى لم نبحثها هل تم البحث في خيارات بديلة".

وتنظر مجموعة السعي لإسقاط النظام السوري المكونة من فرنسا وتركيا وقطر ومن ورائها أمريكا إلى خطة عنان بشكل عدائي كونها تمنع سقوط الرئيس السوري. ينقل عن وزير خارجية قطر كلاما قاسيا بحق عنان في اجتماع مؤتمر أصدقاء سوريا الأخير في باريس، "هو يهمشنا ولا حاجة أصلا لمبادرات" يقول حمد بن جاسم. هناك سببين للكلام القطري الهستيري بحق عنان حسب ما يتداول بين أوساط سورية معارضة السبب الأول أن موضوع مبادرة عنان برمته هو بالأساس فكرة روسية فرضت على الجميع وهي بالمحصلة تمنع التفكير في أي خيار عسكري ضد سوريا، أما السبب الثاني فهو شخصي حيث يعتبر القطريون أن كوفي عنان يهمش ناصر القدوة رجلهم في فريقه وأصبح يحجب عنه المعلومات وبالأصل لم يفعل شيئا يجبر السوريين على إعطائه تأشيرة دخول لسوريا.

كوفي عنان مستمر في مهمته بدعم روسي واضح وهو يعتمد على هذا الدعم للاستمرار في عمله، تقول مصادر دبلوماسية في العاصمة الفرنسية، مضيفة ان عنان اشترط على المسؤولين الروس ربط الملف باسمه شخصيا حتى يستمر به "عنان ميشين" وهو تلقى تطمينات روسية كما تلقى دعما من بان كي مون الذي يشعر أن الأمر سوف يخرج من يد الأمم المتحدة.

وتقول المصادر الدبلوماسية أن عنان قال للفرنسيين هناك بعض المعارضة السورية نصحني بالتواصل مع إيران وإدخالها في عملية الحل لأن النفوذ الروسي ليس الوحيد في دمشق، وهذا الشق من المعارضة يذكر أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال لوفد المجلس الوطني السوري "المعارضة السورية جسم وهمي" وعند سؤاله عن سبب هذا الكلام أجاب "هل تريدون إقناعنا أن المجلس يمكن أن يتخذ قرارات مستقلة".

مصادر محيطة بالموفد ألأممي تقول أن الحديث الأهم الذي جرى خلال زيارة كوفي عنان إلى طهران كان قول المسؤولين الإيرانيين أنهم أشاروا في مباحثات موسكو الأخيرة إلى استعدادهم لمناقشة الملف النووي في حال مناقشة الملف السوري وملفات أخرى في المنطقة، وهذا ما زاد عنان قناعة أن مهمته لن تنجح دون تعاون إيران والاعتماد على الدعم الروسي والتيقن من النفوذ الإيراني في دمشق لم يخفه عنان في مقابلة أجراها مع صحيفة لوموند الفرنسية حيث قال الموفد ألأممي في رد عن سؤال حول صدق النية الروسي مدخلا دول الغرب في جوابه "هل سوف تعمل هذه البلدان مجتمعة لضمان عدم تفتت سوريا إلى قطع وعدم وصول الأزمة إلى البلدان المجاورة لها، أم انهم سوف يستمرون في الخط الذي اعتمدوه في السباق المدمر الذي سوف يخرج فيه الجميع خاسر".

وفي رد عن سؤال آخر حول قدرة الروس على فرض تغيير في رأس السلطة في دمشق أجاب عنان "لا أدري إذا كانت هذه فكرة يمكن مناقشتها لأن روسيا ليست الوحيدة التي لديها نفوذا في دمشق هناك دول أخرى" هل تشيرون الى إيران ؟ "إيران فاعل لديه نفوذ ولا يمكن لنا تجاهله" ختم عنان.

نعود إلى مناف طلاس الذي أثار خبر مغادرته سوريا نقاشات كبيرة في أوساط سورية معارضة خصوصا بعد ما طرح ميشال كيلو أسمه أمام الروس كرئيس للوزراء في مرحلة انتقالية افتراضية، بعض النقاشات تذهب إلى أن من أعطى كيلو هذه الفكرة شخص رافقه في السفر على علاقة قربى مع طلاس فيما يشير آخرون إلى أن طلاس خرج بموافقة السلطة والنظام.

هل سوف يؤثر خروجه على قدرة الرئيس السوري على الإمساك بقرار الجيش السوري؟ البعض من المتحمسين يهلل إلى قرب الانهيار فيما يقول بعض السياسيين المعارضين سألنا الفرنسيون عن تأثير ذهاب مناف طلاس على تماسك الجيش وإتباعه أوامر قيادته فأجبناهم "النظام الذي يجري مناورات عسكرية بستة ألوية بكامل عديدها وعدتها ما زال يمتلك احتياطي كبير لم يستخدمه"...

نضال حمادة

المصدر: موقع المنار
 
 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...