أزمة الجمهوريين قبل انتخابات 2008

11-11-2006

أزمة الجمهوريين قبل انتخابات 2008

يواجه الحزب الجمهوري الاميركي، الذي مني بخسارة كبيرة في الانتخابات النصفية للكونغرس، مشكلة إذ يستعد للانتخابات الرئاسية سنة 2008، في محاولة استعادة التأييد في الوسط، مع الحفاظ على رضا المسيحيين المحافظين الموالين له.
ويعد المحافظون الاجتماعيون الذين تحركهم دوافع دينية، قاعدة مهمة للرئيس جورج بوش والحزب الجمهوري الذي فقد السيطرة على مجلسي الكونغرس، وسط استياء الناخبين من الفساد والحكومة المتطفلة والحرب في العراق.
ويسير الجمهوريون على خط مشدود بين تبني مواقف متشددة من قضايا تحدث أثراً كبيراً لدى المسيحيين المحافظين، مثل معارضة الاجهاض، وارضاء المعتدلين الذين يحبذون سياسات الحزب المؤيدة لقطاع الاعمال ولكن ليس تأويلاتها الدينية.
إلا أن الانغليكانيين الذين يطلق عليهم لقب "المتدينين" أو "اليمين المسيحي"، والحزب الجمهوري وجدوا أنفسهم في موقف يصعب فيه الانفصال نظرا الى اعتماد كل جانب على الاخر بشدة .
وقال سكوت كيتير من مركز "بيو" للابحاث: " بناء على استطلاعات لاراء الناخبين، من الواضح ان التصويت الانغليكاني جاء بقوة لمصلحة الجمهوريين"، موضحا أن تلك الاستطلاعات أظهرت أن 72 في المئة من البروتستانت الانغليكانيين البيض صوتوا للحزب الجمهوري في مقابل 74 في المئة عام 2004، وأن الديموقراطيين لم يحصلوا الا على 27 في المئة من اصواتهم، في مقابل 24 في المئة عام 2004 . وأضاف: "المشكلة بالنسبة الى الجمهوريين انهم خسروا الوسط"، في اشارة الى الاميركيين المتدينين والعلمانيين من ذوي الاراء الاكثر اعتدالا في القضايا الاجتماعية.
وكان زعماء الانغليكانيين أيضا من المناصرين بشدة للحرب في العراق التي لا تحظى بشعبية والتي يرون انها "صدام حضارات" أوسع، وتحقق نبوءة في الكتاب المقدس.
وقال مارك كريسبن ميلر، وهو مؤلف واستاذ للثقافة والاتصال في جامعة نيويورك: "أعتقد أنهم اذا كانوا يريدون حزبا قابلا للاستمرار خلال سنتين، سيتعين على الجمهوريين تنظيف بيتهم. ينبغي تطهير الحزب" (من اليمين المسيحي).
ولكن مع تصويت نحو ثلاثة ارباع الانغليكانيين البيض لمصلحة الحزب الجمهوري، سيكون من الصعب الضغط على الحزب للتخلي عن أشد ناخبيه ولاء، علماً أن هؤلاء ناخبون منظمون جيداً ويسيطرون على معظم الحزب على مستوى الولايات .
ويرى محللون إنه ليس أمام اليمين المسيحي خيار سياسي سوى الجمهوريين، لانه جعل الديموقراطيين يبدون في شكل شياطين في نظر الناخبين.
كذلك يرى بعض المحللين إن اعتناق السياسات المرتبطة "بالمناطق التي تقطنها غالبية بروتستانتية" في الجنوب يمكن أن يجعل الجمهوريين حزبا اقليمياً هامشياً.
وقال ديفيد بوسيتس من المركز المشترك للدراسات السياسية والاقتصادية ان"الحزب الجمهوري الان حزب جنوبي واذا كان سيكتفي بأن يكون مجرد حزب جنوبي فانه سيصير حزب أقلية".
ومع ذلك، لا يزال "اليمين المسيحي" قوة سياسية.
وقال جون غرين، وهو استاذ للعلوم السياسية في جامعة اكرون: "لا شك في ذلك، إذ لا يزال في امكانهم جعل الناخبين يذهبون الى الانتخابات وأظهروا ذلك هذه السنة".
ورفض الناخبون في سبع ولايات زواج المثليين بقصر الزواج على اقتران رجل وامراة، في مبادرات انتخابية .
وربما ساعد ذلك الجمهوريين على الفوز في سباق متقارب على عضوية مجلس الشيوخ في ولاية تنيسي امام ديموقراطي أسود ذي شعبية.
ولكن برزت حدود تأثير"اليمين الديني" في داكوتا الجنوبية، حيث رفض الناخبون قانوناً للاجهاض.
وقال مذيعون محافظون في برامج حوارية وجمهوريون بارزون مثل روي بلانت ان على الحزب الاصغاء الى جناحه اليميني اذا كان يريد العودة سنة 2008 عندما سيجري التنافس ايضاً على البيت الابيض.
وقد تفزع مثل هذه الدعوات الجمهوريين المعتدلين، لكن الناشطين الدينيين تعهدوا مواصلة الضغط في صناديق الاقتراع.
وقال كاري غوردون ايرل الناطق باسم جماعة "فوكس أون ذا فاميلي" المحافظة التي لها علاقات قوية مع الانغليكانيين: "سنبقى على الطريق ونركز على الدفاع عن الزواج والدفاع عن الحياة (مناهضة الاجهاض) والدفاع عن الحريات الدينية".

المصدر: رويترز

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...