أميركا تعرقل استعدادات إسرائيل لضرب إيران!

12-09-2008

أميركا تعرقل استعدادات إسرائيل لضرب إيران!

كررت صحيفة »هآرتس«، أمس، تأكيد أنباء رفض الولايات المتحدة تزويد إسرائيل بقنابل ضخمة لتدمير الملاجئ الحصينة، أو منحها ممرا جويا آمنا نحو إيران، خشية تنفيذ عمل عسكري ضد المنشآت النووية الإيرانية.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه هي محصلة الاتصالات بين الدولتين، في ما يتعلق بنوعية الأسلحة التي طلبت إسرائيل من أميركا تزويدها بها، وهو ما يجعل من الأصعب على إسرائيل تنفيذ غارة جوية فاعلة على إيران إذا قررت فعلا القيام بذلك.
وأوضحت »هآرتس« أن الأمر يتعلق بقنابل من نوع خاص، تعتبر »مفجرة الخنادق« وبطائرات شحن لتزويد الطائرات بالوقود في الجو وأنظمة تكنولوجية حديثة.
وكانت إسرائيل قد تقدمت في الشهور الأخيرة بطلبات من هذا النوع رأت الإدارة الأميركية فيها تحضيرا لهجمات جوية محتملة على إيران، ومع ذلك أشارت الصحيفة إلى أنه سبق للولايات المتحدة أن زودت إسرائيل بالقنابل »مفجرة الخنادق« هذه في ذروة حرب لبنان الثانية. غير أن تلك الشحنة كانت محدودة، وألحت إسرائيل على تزويدها بكميات أكبر من هذه القنابل القادرة على اختراق ملاجئ بسقف أسمنتي مسلح بسماكة ستة أمتار. ويبدو اليوم أن الولايات المتحدة ترفض تقديم هذه القنابل للدولة العبرية بسبب رغبتها في ضبط السلوك الإسرائيلي تجاه إيران. 
وأوضحت »هآرتس« أن أميركا رفضت أيضا منح ممر جوي لإسرائيل نحو إيران فوق الأراضي العراقية. ويصعب على إسرائيل الوصول إلى أجواء إيران من دون التنسيق مع الأميركيين الذين يملكون سيطرة جوية وأرضية مضادة للطائرات في المحيط الإيراني. وأوضحت أن الأميركيين تملصوا من الطلب الإسرائيلي في إحدى المرات بالقول لهم اذهبوا ونسقوا مع رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي.
كما أن أميركا رفضت، وفق »هآرتس« والقناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي، تزويد الجيش الإسرائيلي بطائرات »بوينغ ٧٦٧« التي تستخدم لتزويد الطائرات بالوقود في الجو. وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل عمدت مؤخرا إلى تحويل طائرة من طراز »بوينغ ٧٠٧« إلى طائرة شحن، لاستخدامها في عملية تزويد الطائرات بالوقود في الجو.
وقد جرى بحث المطالب الإسرائيلية هذه خلال زيارة الرئيس الأميركي جورج بوش لإسرائيل في أيار الماضي، وزيارات المسؤولين الإسرائيليين وآخرهم وزير الدفاع إيهود باراك إلى واشنطن مؤخرا. وحسب الصحيفة فإن الاتصالات الأميركية الإسرائيلية أظهرت أنه ليس هناك »ضوء أخضر« لمهاجمة إيران.
واعتبرت الصحيفة أن التعويض الأميركي عن رفض تلبية هذه المطالب تجسد بالاستعداد لنصب رادار أميركي متطور في النقب، يسهل تشخيص إطلاق الصواريخ عن مدى ٢٠٠٠ كلم. وستشارك قوة أميركية في إدارة هذا الرادار، المرتبط بشبكة الأقمار الاصطناعية الأميركية، ما يعني تأسيس أول حضور عسكري أميركي ثابت في إسرائيل. وأشارت إلى أن هذا الرادار سينصب في غضون شهر، كما أن الكونغرس الأميـركي وافــق مؤخرا على تزويد إسرائيل بقذائف وأسلحة ومـنظومات جديــدة تسـاعد في تطوير صواريخ »باتريوت« المنصوبة في إسرائيل.
ولاحظت »هآرتس« أن التحرك الأميركي يظهر أهمية كبح جماح إسرائيل في مواجهة إيران. وأوضحت أنه حتى مطلع العام الحالي كانت هناك تقديرات في الدولة العبرية بأن الرئيس الأميركي جورج بوش سيقرر في نهاية المطاف مهاجمة طهران قبل انتهاء ولايته.
وذكرت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت طرح خلال مداولات مغلقة تقديره بأن واشنطن تفكر بالهجوم خلال الفترة الانتقالية بين الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة في تشرين الثاني المقبل وتبديل الإدارة في كانون الثاني العام .٢٠٠٩ غير أن الإسرائيليين يعتقدون الآن، وفق الصحيفة، بأن هذه الإمكانية تكاد تكون شطبت من جدول الأعمال، وان بوش سيستغل ما تبقى من حكمه كي يثبت ما يصفه كانجاز في العراق، في أعقاب النجاح النسبي للجهود العسكرية الأميركية هناك خلال الـ١٨ شهرا الماضية.


حلمي موسى
المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...