أنقرة – دمشق: المصالحة حتماً

04-07-2024

أنقرة – دمشق: المصالحة حتماً

تتركز الأنظار الرسمية والشعبية حالياً على التطورات بين تركيا وسوريا، بوساطة من روسيا والعراق وإيران، ما يبدو أنه أثار دهشة الكثيرين.

تلك المحاولات التي ترافقت مع تساؤلات عن فرص نجاحها، والأسباب التي دفعتها للظهور في هذا التوقيت، وإذا ما كانت التغيرات في المنطقة كافية لتحقيق مصالحة حقيقية بين البلدين.

هل هي مجرد زوبعة مؤقتة، أم مسرحية معروفة سابقاً، كالتي شهدناها قبيل اجتماع قمة حلف شمال الأطلسي المقرر في واشنطن في التاسع من يوليو؟

الأحداث في قيصري في وسط تركيا قد لا تكون مباشرة متصلة بمحاولات المصالحة، لكنها تجسد جزءاً من الأزمة بين البلدين، والتي تتصدرها قضية اللاجئين السوريين، الذين يبلغ عددهم رسمياً أكثر من أربعة ملايين ونصف مليون، وهو رقم يُعتقد أنه أعلى بكثير من ذلك.

بدأت التوترات في قيصري بعد حادث اعتداء لسوري على فتاة تركية، مما أدى إلى هجمات من جانب مجموعات تركية على محلات ومنازل السوريين في المدينة، وتدميرها وإطلاق النار عليها.

امتدت الاحتجاجات إلى مناطق الاحتلال التركي في سوريا، مثل الباب وأعزاز والراعي، حيث هاجم محتجون من المعارضة السورية مراكز الحدود في الباب، وقاموا بنزع وتمزيق العلم التركي واستبداله بعلم الانتداب الفرنسي، بالإضافة إلى إطلاق النار على شاحنات نقل خارجية تركية.

في الداخل التركي، خرجت احتجاجات في مدن مثل الريحانية وأضنة وأورفا وبورصة وغازي عينتاب، حيث رفع المحتجون الأعلام التركية وهتفوا بشعارات تندّد بوجود اللاجئين وتؤكد على تمسكهم بالهوية التركية.

ردّت وزارة الخارجية التركية ببيان يدين الأحداث في الداخل السوري المحتل ويصفها بأنها نتيجة لعمليات تحريض، مؤكدة على استمرار جهود تركيا لتهدئة الأوضاع ومواجهة التحريض.

اتهم الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، المعارضة التركية بالتحريض على الأحداث بخطابها المعادي للاجئين، وتلقى رداً شديداً من زعيم حزب الشعب الجمهوري، أوزغور أوزيل، الذي اتهم إردوغان بالتسبب في التصعيد بسبب تجاهله للسياسات الداخلية لجاره وإشعال الأزمات.

في هذا السياق، ذكرت صحيفة جمهورييات أن رسالة إردوغان هذه المرة لها أبعاد إقليمية، ليس فقط سياسية محلية، مشيرة إلى التطورات الإقليمية التي قد تدفع نحو التقارب بين أنقرة ودمشق.

تحدثت الصحيفة أيضاً عن عوامل إقليمية تؤثر في هذا السياق، مثل تعزيز الأسد لسيادته على أراضي سوريا وانسحاب القوات الأمريكية من المنطقة، ومشروعات التعاون الاقتصادي بين تركيا والعراق وطهران.

بشكل عام، يبدو أن الظروف الإقليمية تدفع نحو تغييرات في السياسات الخارجية التركية تجاه سوريا، وربما تفتح المجال لمفاوضات جديدة، إذا ما استفاد إردوغان من الفرصة للتقارب مع الأسد والبحث عن حلول للأزمة السورية ومشكلة اللاجئين.

إذا لم يستغل إردوغان هذه الفرصة، فقد يواجه تسريعاً في تراجع دعمه السياسي وشعبي.

الأخبار

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...