إسرائيـل قلقـة من صمـت دمشـق

11-06-2007

إسرائيـل قلقـة من صمـت دمشـق

ذكرت صحيفة «معاريف» أمس ان تقويما للوضع أجراه ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية خلص الى أن سوريا غير مستعدة لاستئناف المحادثات السلمية مع إسرائيل. ومع ذلك ظهرت خيبة الأمل الأميركية من رسالة رئيس الوزراء ايهود أولمرت للقيادة السورية، التي اعتُبرت في واشنطن تخطيا لمواقف إدارة الرئيس جورج بوش.
ونقلت «معاريف» عن مصادر رفيعة المستوى مقربة من أولمرت قولها «لم يعد سرا أننا فتحنا قنوات سرية لفحص مدى جدية الإشارات السورية للسلام. وأوضح رئيس الوزراء لـ(الرئيس بشار الأسد) الأسد، من خلال وسطاء موثوقين جدا، أن ثمن السلام معروف لإسرائيل. ثلاثة رؤساء وزراء سابقين وافقوا عليه ـ (اسحق) رابين، (بنيامين) نتنياهو و(ايهود) باراك ـ. والآن يحاول اولمرت استيضاح ما ستحصل عليه إسرائيل من سوريا في مقابل تنازلات في الجولان».
وأشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أن رسائل أولمرت لم تحظَ برد سوري. وقال مسؤولون إسرائيليون إن هذا يعزز تقديرات «الموساد» بأن دمشق لا ترغب حقا في السلام، وان إشاراتها تستهدف رفع مستوى مكانتها الدولية.
ويقول مقربون من اولمرت إن هذا التقدير الذي وضعه رئيس «الموساد» مئير دغان، يغطي حاليا على التقدير الاستخباراتي لشعبة الاستخبارات العسكرية
«امان»، برئاسة الجنرال عاموس يدلين، ويقول انه يجب فحص الإشارات السورية، ذلك ان ثمة احتمالا كبيرا بأن يكونوا صادقين وموثوقين.
وكتب المراسل السياسي لـ«هآرتس» أن أولمرت أرسل للرئيس السوري رسالة في نيسان الماضي بواسطة كل من الحكومة التركية وجهة أخرى، طلب فيها معرفة ما إذا كانت دمشق توافق على فك تحالفها مع إيران وحزب الله والمنظمات الفلسطينية في مقابل الانسحاب من الجولان. ونقل المراسل عن مصدر سياسي رفيع المستوى انه أمام تقديرات استخباراتية متضاربة حول نوايا سوريا، قرر أولمرت إجراء الفحص بنفسه عبر قنوات مقبولة، لرؤية ما إذا كان استئناف المفاوضات يخدم مصالح إسرائيل أم لا. وكان مكتب أولمرت قد نفى النبأ الذي نشرته «يديعوت أحرونوت» حول الاتصال الهاتفي لأولمرت ببوش، الذي نال فيه «ضوءا أخضر» لإجراء اتصالات مع سوريا. ونقلت «معاريف» عن مصدر سياسي كبير أن «هذا ببساطة ليس صحيحا. وفي تلك المكالمة لم تطرح المسألة السورية على الإطلاق».
وأشارت مراسلة «يديعوت» في واشنطن أورلي أزولاي إلى أن الإدارة الاميركية استاءت من الرسالة السرية التي نقلها اولمرت إلى الأسد. وأعربت الدوائر الأميركية، بما فيها الرئاسة، عن هذا الاستياء بطرق مختلفة بينها التشدد في إطلاق الاتهامات نحو سوريا.
وأشارت «يديعوت» إلى أن لقاء أولمرت مع بوش في البيت الابيض، في 19 حزيران الحالي، سيركز على التهديد النووي الإيراني. ومع ذلك نقلت الصحيفة عن مصادر في البيت الأبيض أن بوش سيوضح لرئيس الحكومة الإسرائيلية عدم ارتياح الإدارة الاميركية من إمكان الحوار مع دولة متهمة بتوفير الرعاية لـ«الإرهاب». أما «هآرتس» فشددت على أن إدارة بوش أبدت تحفظاتها حيال الاتصالات الإسرائيلية مع دمشق، لأنها تطالب بالتركيز على المسار الفلسطيني.
ولخص المعلق السياسي لصحيفة «معاريف» الوضع على المسار السوري بالعبارات التالية «الحقيقة حزينة، لكن مشجعة. الأمر منوط بزاوية النظر إليها: الرسائل بالفعل أطلقت. اولمرت بالفعل أجرى فحصا. وللمناسبة، يتعرض اولمرت بالفعل لضغوط كبيرة، داخلية وخارجية على حد سواء. لكن حتى هذه اللحظة لم يتلق أي جواب سوري.
فإما أن الأسد لا يعده، أو أن الأسد لا يعد إسرائيل. وصحيح انه حتى هذه اللحظة، يحتمل أن نكون تأخرنا عن القطار السوري وما كان ممكنا القيام به قبل سنة ـ سنتين، لم يعد ممكنا القيام به الآن، حين أصبحت إيران سندا استراتيجيا ذا مغزى للنظام السوري».
وخلص المعلق إلى أنه مع ذلك «فإن الجمود في القناة السورية لم ينكسر. وما يفاقم الوضع هو أن التوتر العسكري بيننا وبينهم يواصل الاحتدام. فالجيش الإسرائيلي يتدرب مثلما لم يتدرب منذ سنين، والكثير من وحداته تفعل ذلك على هضبة الجولان. السوريون يرون. ومن جهة أخرى، نحن أيضا نرى ما يفعله السوريون. وعندما يكون الطرفان منكشفين على بعضهما البعض بهذا القدر، فإن الأعصاب تنكشف هي الأخرى. السوريون يصرحون المرة تلو الأخرى، بأنهم إذا لم ينالوا الجولان بالسلام، فسيحاولون أخذه بالحرب. وهم مقتنعون بأن الاميركيين سيهاجمون إيران في وقت ما، وان إسرائيل ستحاول استغلال الفرصة للمس بهم. إسرائيل مقتنعة بسيناريو مشابه، ولكن معاكس تماما. كل هذا، مضافا إليه الجمود السياسي، يجعل الوضع قابلا للاشتعال جدا».
إلى ذلك، اعتبر نائب رئيس الوزراء شمعون بيريز أن «المشكلة هي أن السوريين غير مستعدين، وغير راغبين في التفاوض المباشر مع إسرائيل. يريدون إجراء ذلك من خلال الولايات المتحدة». وأضاف «الولايات المتحدة قالت: أيها السادة إذا أردتم التفاوض فعليكم التوقف عن مساندة الإرهاب وعليكم التوقف عن مساندة الإطاحة برئيس الوزراء اللبناني (فؤاد السنيورة)... والتوقف عن مساندة حزب الله. وهذه هي النقطة التي علق فيها الأمر في الوقت الراهن». ونقلت «يديعوت» عن وزيرة الخارجية تسيبي ليفني قولها، اثر اجتماعها مع نظيرتها اليونانية دورا باكويانيس، إن «المفاوضات بين إسرائيل وسوريا تجري بشكل أساسي على صفحات الصحف في الدولتين». وأضافت أن «السؤال الحقيقي هو الكيفية التي نرغب فيها بتعريف طبيعة السلام بيننا» مجددة دعوة دمشق إلى إنهاء دعمها للمنظمات «الإرهابية».
موفاز
وكان وزير النقل الإسرائيلي شاؤول موفاز قد قال أمس الأول «حصلت اتصالات عبر قنوات سرية، ولم يصدر حتى الآن أي رد فعل سوري». وأضاف «على اثر التوتر الذي يسود حاليا والتصريحات السورية الأخيرة المؤيدة للسلام، كنت اعتقد، وأعتقد اليوم، أن القنوات السرية تتيح سبر النوايا».
وفي إشارة إلى معاهدة السلام مع مصر والأردن، قال موفاز «أريد التذكير بأن اتفاقات السلام السابقة بدأت باتصالات عبر قنوات سرية»، مشيرا إلى «ازدواجية» في موقف «السوريين، الذين يعبرون من جهة عن رغبتهم في استئناف الحوار ومن جهة أخرى لا يردون على رسائل وجهت إليهم في هذا الصدد».

حلمي موسى

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...