الآثار النفسية للغيرة عند الأطفال

12-09-2008

الآثار النفسية للغيرة عند الأطفال

تعتبر الغيرة أحد المشاعر الطبيعية الموجودة عند الإنسان كالحب.. ويجب على كل أسرة أن تقبلها كحقيقة واقعة ولا تسمح بزيادتها, وتعد الغيرة في بعض الأحيان محفزاً للفرد حتى يتقدم ويتطور لكنه بالوقت ذاته تعتبر مفسدة للأفراد ومدمرة لهم.
وتصيب الشخصية بضرر بالغ, كما يعتبر السلوك العدائي والأنانية والانزواء والارتباك من آثار الغيرة على سلوك الطفل ولا يخفي الطفل الغيرة بين الحين والآخر.‏
لكن إن أصبحت الغيرة عادة من عادات السلوك وتظهر بصورة مستمرة فإنها تصبح مشكلة خاصة عندما يكون التعبير عنها بطرق عديدة.‏
- غنى هي الابنة الوحيدة لمحمد وعبير إلى أن جاء أخوها أحمد فبدأت تشعر بالغيرة منه لدرجة أنها أخذت تضربه بقسوة في حال لم يكن أحد موجود معها بالغرفة.‏
كذلك كانت تخبىء كل ملابسه وأغراضه وألعابه معتبرة أنها لها, وتعتبر غنى أنه لا يحق لأخيها أن يمتلك أي شيء, لا ملابس ولا ألعاب ولا حتى مكان ينام فيه والكارثة الكبرى إن وجدت أحمد في حضن والدتها فإنها تبدأ بالصراخ والبكاء والغضب ولا أحد يستطيع أن يهدئها حتى تترك عبير أحمد وتحملها هي في حضنها.‏
- عصام هو الابن الثاني للمهندس غياث وزوجته المعلمة رغداء وعصام دائماً يكسر ويخرب ألعابه وألعاب أخوته فلا يحب اللعب معهم باستمرار يرغب باللعب بمفرده وذلك من خلال ضرب وتحطيم الألعاب باستمرار معتبراً أن هذا هو اللعب الصحيح ويحب أن يلعب لوحده وبعيداً عن إخوته.‏
- علاء كان الطفل الأول للمدرس عيسى لكن ابنه الثاني أحمد سرق من علاء بعض الدلال ما جعل منه فتى كسولاً ومهملاً ويشعر باستمرار بالغيرة من أخيه ويتحسس من أي كلمة مديح تقولها أمه لأخيه الصغير أو من أي شيء يقدم لأخيه الصغير يجب أن يقدم له أكثر منه. وإن لم يتحقق له ذلك فإنه ينزوي ويبدأ بالبكاء.‏
- المرشدة النفسية سهام العبد الله تقول: تعتبر الغيرة في مرحلة الطفولة المبكرة شيئاً طبيعياً حيث يتصف الأطفال الصغار بالأنانية وحب التملك وحب الظهور لرغبتهم في إشباع حاجاتهم دون مبالاة بغيرهم أو بالظروف الخارجية وقمة الشعور بالغيرة تحدث فيما بين ثلاث إلى أربع سنوات وتكثر نسبتها بين البنات عنها بين البنين.‏
والشعور بالغيرة أمر خطير يؤثر على حياة الفرد ويسبب له صراعات نفسية متعددة وهي تمثل خطراً داهماً على توافقه الشخصي والاجتماعي بمظاهر سلوكية مختلفة منها التبول اللاإرادي أو مص الأصابع أو قضم الأظافر أو الرغبة في شد انتباه الآخرين وجلب عطفهم بشتى الطرق أو التظاهر بالمرض أو الخوف أو القلق أو بمظاهر العدوان.‏
ولعلاج الغيرة أو للوقاية من آثارها السلبية يجب التعرف على الأسباب وعلاجها:‏
- إشعار الطفل بقيمته ومكانته في الأسرة والمدرسة بين الزملاء وتعويد الطفل على أن يشارك غيره في حب الآخرين وتعليم الطفل على أن الحياة أخذ وعطاء منذ الصغر وإنه يجب على الإنسان أن يحترم حقوق الآخرين وأن يعتاد الطفل على المنافسة الشريفة بروح رياضية تجاه الآخرين.‏
والعمل على زيادة بعث الثقة بنفس الطفل وتخفيف حدة الشعور بالنقص أو العجز عنده وتوفير العلاقات القائمة على أساس المساواة والعدل دون تمييز أو تفضيل طفل على آخر مهما كان جنسه أو سنه أو قدراته فلا تمييز ولا امتيازات بل معاملة على قدم المساواة.‏
ويجب تعويد الطفل على تقبل التفوق وتقبل الهزيمة بحيث يعمل على تحقيق النجاح ببذل الجهد المناسب دون غيرة من تفوق الآخرين عليه بالصورة التي تدفعه لفقد الثقة بنفسه وتعويده على احترام وتقدير الجماعة ومشاطرتها الوجدانية ومشاركة الأطفال اللعب فيما يملكه من أدوات.‏
وبالنسبة للآباء فإنه يجب على الآباء الحزم فيما يتعلق بمشاعر الغيرة لدى الطفل فلا يجوز إظهار القلق أو الاهتمام الزائد بتلك المشاعر كما أنه لا ينبغي إغفال الطفل الذي لا ينفعل ولا تظهر عليه مشاعر الغيرة مطلقاً.‏
وفي حالة ولادة طفل جديد لا يجوز إهمال الكبير وإعطاء الصغير عناية أكثر مما يلزمه, فلا يعطى المولود من العناية إلا بقدر حاجته وهو لا يحتاج إلى الكثير والذي يضايق الطفل الأكبر عادة كثرة حمل المولود وكثرة الالتصاق الجسمي الذي يضر المولود أكثر مما يفيده.‏
ومن واجب الآباء أن يهيئوا الطفل إلى حادث الولادة مع مراعاة فطامه وجدانياً وتدريجياً بقدر الإمكان فلا يحرم حرماناً مفاجئاً من الامتياز الذي كان يتمتع به.‏
وعليهم أيضاً أن يقلعوا عن المقارنة الصريحة, واعتبار أن لكل طفل شخصية مستقلة لها استعداداتها ومزاياها الخاصة بها, وتنمية الهوايات المختلفة بين الإخوة كالموسيقا والتصوير وجمع الطوابع والقراءة وألعاب الكمبيوتر وبذلك يتفوق كل من ناحيته ويصبح تعليمه وتقديره بلا مقارنة مع الآخرين, كما يجب المساواة في المعاملة التي تؤدي إلى شعور الأولاد بالغرور وتنمي عند الفتيات غيرة تكبت وتظهر أعراضها في صور أخرى في مستقبل حياتهن مثل كراهية الرجال وعدم الثقة بهم وغير ذلك من المظاهر الضارة لحياتهن المستقبلية.‏
وأخيراً يجب عدم إغداق امتيازات كثيرة على الطفل المريض فإن هذا يثير الغيرة بين الإخوة الأصحاء وتبدو مظاهرها في كراهية الطفل المريض أو غير ذلك من مظاهر الغيرة الظاهرة أو المستترة.‏

 

ميساء العجي
المصدر: الثورة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...