الأمم المتحدة: المسلحون يستخدمون الكلور في العراق

06-06-2007

الأمم المتحدة: المسلحون يستخدمون الكلور في العراق

حذّر مفتشو الأمم المتحدة من أن المسلحين في العراق يستخدمون غاز الكلور لقتل وإصابة المدنيين، وقد يتمكنون من تطوير مواد سامة أخرى يمكن استخدامها كأسلحة دمار، مستفيدين من خبرة البلاد السابقة في مجال الأسلحة الكيميائية.

فقد أفادت التقارير بأن المسلحين يستخدمون مواد كيميائية سامّة، كالكلور الذي يتم خلطه بالمواد المتفجرة التي تنتشر على مساحة واسعة عند استعمالها.

ففي تقرير رفعته إلى مجلس الأمن الدولي ونشرته على موقعها على شبكة الانترنت، قالت هيئة الرقابة والتحقق والتفتيش التابعة للأم المتحدة، المعروفة اختصارا باسم "يونموفيك": "لقد أسفرت مثل تلك الهجمات عن مقتل العشرات وإصابة المئات في جميع أنحاء العراق."

وأضاف التقرير الفصلي للهيئة إن المسلحين استخدموا الكلور فعلا في 10 هجمات، وأن محاولات عدة لشن هجمات أخرى قد أُحبطت من قبل قوات الأمن.

وقال التقرير: "إذا أخذنا في الاعتبار الوضع الأمني في العراق، فمن الممكن أن يواصل بعض الموظفين غير الحكوميين السعي للحصول على مواد سامة أو مواد تستخدم في تصنيعها بكميات قليلة."
وتابع التقرير أن "الموظفين غير الحكوميين قد يسعون أيضا للحصول على مواد أخرى أكثر سمِيَّة، تُنتج إمّا محليا أو تُحضر من الخارج".

وقد أشار التقرير، الذي أعدّه المدير التنفيذي بالوكالة لـ يونموفيك، ديمتري بيريكوس، إلى الخبرة التي كان يمتلكها العراق في مجال إنتاج الأسلحة الكيميائية "نظرا لانخراط المئات من العلماء والفنيين في برنامج الأسلحة الكيميائية في الماضي".

وحذّر التقرير من أن الخطر الآخر يكمن في توافر وإمكانية إساءة استخدام معدّات إنتاج المواد الكيميائية ذات الاستعمال المزدوج، والتي تمّت مراقبتها في السابق من قبل مفتشي الأمم المتحدة حتى وقت مغادرتهم العراق قبيل غزو البلاد في ربيع عام 2003.

يذكر أن قوات التحالف لم تسمح بعودة المفتشين الدوليين إلى العراق منذ خروجهم منه قبل أكثر من أربع سنوات.

وقالت يونموفيك إن صور الأقمار الاصطناعية ساعدت المفتشين على تحديد مبان ومنشآت كانت تستخدم فيها تلك المعدات، إلاّ أن تلك المباني هُدِّمت أو تعرضت لأضرار قبل عام 2004.

وأضافت الهيئة أن حالة تلك المعدات، حتى في تلك المباني التي لم تتأثر، ليست معروفة الآن.

من جهة أخرى، حذّر التقرير من أن الجيش العراقي كان قد "تلقى واستخدم أسلحة كيميائية تقليدية وغير تقليدية" خلال الحرب العراقية-الإيرانية الطويلة التي جرت خلال عقد الثمانينيات.

وقال التقرير إنه جرى إعادة تموضع العديد من الوحدات بعد تلك الحرب، مما زاد من إمكانية "أن تختلط الزخائر الكيميائية مع الأسلحة التقليدية"، لا سيّما إن العلامات الموجودة عليها لا تختلف عن بعضها البعض.

ويواجه مجلس الأمن الآن مهمة حل يونموفيك، التي لم يعد لها أي تواجد في العراق، وهذه الخطوة لقيت التأييد والتشجيع من قبل الولايات المتحدة الأمريكية خلال السنتين الماضيتين.
يذكر أن أمريكا وبريطانيا كانتا قد أعدتا خلال شهر مارس/آذار الماضي مشروع قرار لحل الهيئة، وقد تقومان بتوزيع المشروع على أعضاء مجلس الأمن من جديد بغية تفعيله وإقراره.

إلا أن روسيا قالت إن إتمام نزع الأسلحة في العراق يجب أن يجرى تأكيده بشكل رسمي من قبل يونموفيك قبل حلها.

أما الهيئة، التي جرى تقليص كادرها إلى 34 خبيرا ومهنيا، فترغب بالحفاظ على أطنان من الأبحاث وجداول وقوائم مفتشيها عبر العالم.

ويقول تقرير الهيئة في هذا المجال: "حالما يتم تشتيت وبعثرة هذه الخبرات، فسيكون من الصعوبة بمكان إعادة إحيائها، ناهيك عن كلفتها العالية."

يذكر أن يونموفيك أُنشئت في أواخر عام 1999 لتخلف "اللجنة الخاصة" التابعة للأمم المتحدة، والتي كانت معروفة باسم "يونيسكوم".

ولكن حكومة الرئيس العراقي السابق صدام حسين منعتها من دخول البلاد حتى قبيل الغزو بوقت قصير.

المصدر: BBC

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...