التقنين وغلاء الأسعار يقهران المونة والمكدوس

13-08-2021

التقنين وغلاء الأسعار يقهران المونة والمكدوس

خسرت ميساء مونة الصيف من بازلاء وفول وملوخية وحتى بعض الفاصوليا التي كانت تملأ ثلاجتها نتيجة انقطاع الكهرباء لكنها كما عادة “السوري الصامد” بوجه التغييرات التفت حول وضع البلاد لتعود إلى التموين لكن لمواد لا تحتاج التكنولوجيا والكهرباء .

وعلى أعتاب شهر “النكبات” الاقتصادية على حد وصفها أي شهر أيلول والذي تجتمع فيه المؤن والمدارس تهرع ميساء لتموين الملوخية بتيبيسها والبامية وأيضا “المكدوس”.

وفي جولةعلى أسواق ريف دمشق لاستطلاع سعر الخضار المطلوبة للمؤونة تبين أن متوسط سعر كيلو الملوخية هو 1800 ليرة ليقابله البامية بـ 4000 ليرة أما الباذنجان فمتوسط سعره 300 ليرة والفليفلة الحمراء فيتراوح سعرها بين ال400 وال600 حسب نوعها وجودتها.

ولتكتمل مواصفات المكدوس سألنا عن سعر الجوز البلدي فتراوح سعره بين ال20 وال25 ألف ليرة أما الثوم فسعره حوالي 1300 ليرة .

ولأن المكدوس هو الأكلة المقدسة لأطفال ميساء تقول :”بأنها لن تبالي بسعره كونها من العام الماضي اعتمدت الاقتصاد بأكل المكدوس واختصاره بمكدوستين ل4 أشخاص “.

أما أم خالد فتؤكدعلى اعتمادها على “المكدوس كون الجبنة والزعتر غاليين ..المكدوس أنفع ومدته أطول “

ولكن تبقى مشكلة “مموني” المكدوس هي الزيت البلدي الذي يحتاجونه لطول بقائه، فوصل سعر “تنكة” الزيت البلدي إلى أكثر من 150 ألف ليرة سورية.

رغم أن شهر المؤن يغص به الموظف في كل عام لاقترانه مع شهر المدارس وتكاليف التسجيل واللباس والقرطاسية إلا أنه يفتح باب رزق لكثيرين وأغلب المقتاتين عليه هم السيدات .

وكثرت مؤخرا على مجموعات وصفحات “الفيسبوك” الإعلانات عن تقديم المؤونة ليس فقط تجفيف البامية والملوخية والكوسا ولا حتى صناعة المكدوس بل امتد إلى صناعة المربيات ودبس البندورة وحتى ضغط ورق العنب .

وتقول أم يزن وهي أم ل3 أطفال إنها امتهنت صناعة الطعام في المنزل من مؤن وطبخات وحتى حلويات حسب “التوصاية” ، وتضيف “إن الطلب على المؤن هذا العام قل كثيرا بالمقارنة مع العام الماضي نظرا لوضع الكهرباء ومخاوف من المخاطرة بالاحتفاظ بالثلاجة بشيء وأيضا المجففات قل الطلب عليها لضيق الأحوال المعيشية” .

وتبيع أم يزن أن وقية البامية اليابسة 5000 والملوخية 2500أما كيلو المكدوس فيختلف حسب دعمه على حد قولها مؤكدة أنها لم تصنع بعد لهذا الموسم ولكنها باعت العام الماضي القطرميز ب8 الاف ليرة ، حتى دبس البندورة تقول أم يزن :” هذا العام لم تجرؤ النسوة على طلبه كون كيلو البندورة وصل اليوم إلى 850 ليرة ولذلك يؤخذ بالحسبان كم كيلو بندورة نحتاج مع النظر لسعر الجهد والغاز والعبوة “القطرميز ” التي تستبدل عادة من الزبون ويبقى أرخص وأضمن من المعامل “.يذكر أن عادة “التوصاية ” على المؤن والحلويات ظهرت حديثا في ريف دمشق كون الصورة السائدة في الريف أن نساءه يجدن صناعة جميع الطبخات و كل المؤن ولا مبرر لزيارة “سوق التنابل” ولكن رغم ظهورها الجديد إلا أنها نالت إقبالا جيدا.

ولا تزال المهن الحرة ضحية التقنين الجائر في الريف والذي تخطت ساعات الانقطاع فيه 5 ساعات في أغلب المناطق مما يحمّل أصحاب هذه المهن أعباء البحث عن وقود يشغل آلاتهم ويساعدهم بتأمين عيشهم.

 

 

 

هاشتاغ

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...