المفتي حسون:ما يجري في سورية هدفه تدمير فكر المقاومة والتعايش السلمي

17-05-2013

المفتي حسون:ما يجري في سورية هدفه تدمير فكر المقاومة والتعايش السلمي

أكد الدكتور أحمد بدر الدين حسون المفتي العام للجمهورية أن ما يجري في سورية هو حرب خارجية عليها هدفها تدمير فكر المقاومة وفكر الوحدة والتعايش السلمي الذي دافعت وتدافع عنه سورية.

وقال سماحة المفتي حسون في اجتماع للجنة المساعي الحميدة المنبثقة عن المؤتمر الدولي السادس والعشرين للوحدة الإسلامية أمس في بيروت "إنها حرب ضد سورية لتدمير فكر المقاومة والثبات الذي أعلنته منذ أكثر من خمس وعشرين سنة.. يوم وقفت وحيدة لدعم الثورة الإسلامية في إيران وعاقبها وقتها بعض العرب بمنع معونات المجهود الحربي لأنها عرفت أن هناك من يريد تدمير فكر الوحدة الإسلامية وفكرة القدس ووحدة الأمة العربية والإسلامية وليس لأنها وقفت مع إيران الاسلامية".

وأوضح المفتي حسون أن سورية تدفع ثمن "التحريض المذهبي والفتنة" منذ سنتين إلى الآن داعيا إلى وضع مناهج جديدة للتدريس في كل المدارس الشرعية لإعادة النظر في "الفكر المذهبي الذي استغله السياسي والطامع ببلادنا ليحقق رغباته الدنيئة".

وقال المفتي العام للجمهورية "إن سورية التي صمدت بشعبها وقيادتها لمدة سنتين وقد شاهد الجميع كيف جاء رؤساء أوروبيون وذهبوا وبقيت سورية شعبا وأمة وقيادة تقول تعالوا لنتحاور ونصنع السلام فأبواب سورية مفتوحة لكل أبناء العالم الإنساني لأن الله تعالى حملها رسالة حملتها إلى العالم حبا وسعادة وقوة".

وأشار سماحة المفتي إلى أن العشرات من القنوات الفضائية التي يشاهدها العالمان العربي والاسلامي كلها سياسية تلبس ثياب المذاهب والجماعات وقال "إن ما يحدث في العالمين العربي والاسلامي انه يستمع إلى أكثر من 70 قناة فضائية كلها سياسية تلبس ثياب المذاهب والجماعات ويؤيدها في الفكر أكثر من 300 قناة تلفزيونية مأجورة بالمال تثير الفوضى والتحريض في العالم الاسلامي".

وأشار المفتي حسون إلى كثرة اتحادات علماء المسلمين واصفا هذه الظاهرة بالخطيرة جدا داعيا الجميع إلى أن يتعاونوا مع بعضهم في اتحاداتهم وأن تسرع لجنة المساعي الحميدة في جمع قادة الاتحادات وعلماء المسلمين ليتقربوا ويمسكوا بالراية معا لتوحيد الأمة ولكي لا يجعل من الاتحادات مطية للسياسيين ليوجهوها في تدميرها وضياعها.

وتابع حسون "إن التاريخ سيكتب من وحد الأمة من علمائها ومن فرقها وأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم حمل راية أمة كانت على شفا حفرة من النار فانقذكم منها .. وأن أمة كانت تتجه إلى القدس بمقاومتها وصدقها وأبنائها وحطمت الأسطورة التي كانت للتفوق الصهيوني علينا.. إذا من بالأمة يأتي من الخلف يضرب مقاومتها ومن يريد الثبات على المقاومة".

ودعا سماحة المفتي إلى العودة إلى "منبر صلاة الجمعة" في جمع الأمة وقال "إن سورية منذ ثلاثين عاما كان فيها أكثر من عشرة آلاف مسجد واليوم فيها نحو 18 ألف مسجد وكان فيها أربع مدارس شرعية واليوم فيها نحو 130 مدرسة شرعية ثم يقال إن سورية بلد يحارب الإسلام".

وأشار حسون إلى "أن كثرة المساجد أحيانا تخيف حينما لا يعرف الغاية من رسالتها وعندما تكون لجماعات" وقال "علينا أن نجمع الأمة في مساجدها ولقاءاتها وجمعتها لان سورية تحتاج إلى وقفة ودعوات من الجميع لأنها مقدمة ركب الثبات على المقاومة وهي تفتح يدها للحوار وتقول للمعارضة ومن خلال لجنتكم نرجو أن تلتقوا معها لتقولوا لهم تعالوا إلى سورية أو إلى أي بلد لنتحاور لإنقاذ بلد أراد أن يكون في مقدمة الركب للوصول إلى فلسطين".

وأشار حسون إلى أن أعداء الأمة الإسلامية عمدوا إلى بث الفتنة بين أبنائها لتفريقهم من خلال الدين موضحا "أن المعركة بدأت يوم استنبطت ايران فكرة الوحدة الإسلامية واسبوع القدس وهذا كان منقذا للأمة وخطيرا على العدو فسلطوا عليه من يهدد هذا الفكر".

وقال حسون "حينما كان لبنان مثالا للنموذج العربي والإنساني الأمثل أرادوا تمزيقه وتدميره وتفكيكه وإذ بأبنائه وشعبه وجيشه ومقاومته يرفضون ذلك ويعود لبنان ليعز العالم العربي والإسلامي والإنساني بوقفة منذ سنوات قريبة أمام أعتى قوة في الأرض وحينما توحد شعبه ومقاومته وجيشه أعادوا إلى لبنان نموذجيته التي يهوى كل عربي أن تكون له".

ودعا حسون "كل السياسيين اللبنانيين الى أن يكونوا على مستوى شعبهم وجيشهم ومقاومتهم الذين سطروا أروع آيات المجد وأن يكونوا تبعا لجيشهم ومقاومتهم وألا يكونوا تبعا لغيرها لأنهم أبناؤها" مبينا "أن لبنان هو النموذج الذي لا يبنى إلا من خلال الحوار والكلمة الطيبة والمساعي الحميدة".

واعتبر المفتي حسون "أن دور رجال الدين في المساعي الحميدة هو دور الدعوة لكل المفكرين في العالم العربي والاسلامي إلى الحوار للقول اننا جميعا مستهدفون في فكرنا وعقيدتنا" داعيا إلى عقد المؤتمر القادم في دمشق "بعد أن تزهر الحوارات والسلام الذي ننطلق به والدعوة إلى المعارضة للاستجابة للقاء أصدقاء الشعب السوري الذي سيعقد في طهران في التاسع والعشرين من الشهر الحالي ويبدؤوا بالحوار".

قاسم: هناك قرار غربي خارجي يهدف إلى انتزاع سورية من قلب معادلة المقاومة في المنطقة

وأكد الشيخ نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله وجود "قرار غربي خارجي يهدف إلى انتزاع سورية من قلب معادلة المقاومة نظاما وجيشا وشعبا" موضحا أن المخرج الوحيد للأزمة في سورية هو الحل السياسي الذي "يوقف التدمير المنهجي الذي يخدم إسرائيل فقط" .

وقال قاسم في اجتماع لجنة المساعي الحميدة "إن الأزمة التي تعاني منها سورية ليست مذهبية وإنما هناك قرار غربي خارجي يهدف إلى انتزاع سورية من قلب معادلة المقاومة نظاما وجيشا وشعبا" مبينا أن هذا الانتزاع تطلب أن يكون هناك تدمير منهجي لسورية عبر محاولات حثيثة لعسكرة الوضع فيها.

وبين قاسم "أن الولايات المتحدة الأمريكية حريصة على المشروع الإسرائيلي في المنطقة ولا يمكن أن تكون حكما ولا مؤتمنا للوصول إلى رأب الصدع في سورية" .

وقال قاسم "إن من يطمئن إسرائيل ولا يقدم السلاح والمال للمقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي ولا يسعى لإعادة كامل التراب الفلسطيني المحتل ولا يقبل بالحوار فإنه يكون ضد الإسلام ولا يخدمه لا من قريب ولا من بعيد بل يخدم فقط المشروع الإسرائيلي في المنطقة".

وأضاف قاسم "إن المشكلة الأساس التي نعاني منها في عالمنا الإسلامي هي اختلاط المفاهيم إلى درجة يصبح فيها الحق باطلا والباطل حقا فنحن أمام خلافات سياسية بامتياز ولم أر في كل الخلافات الظاهرة على السطح في كل البلدان الإسلامية أي خلافات مذهبية ولم اجد واحدا من العلماء أو من السياسيين أو المفكرين يحتج على الجهة الأخرى أو الطرف الآخر في الخلاف الذي ينشأ في دولة عربية أو إسلامية بآية قرآنية أو بموقف إسلامي أو بحكم شرعي فكل النقاشات إما تدور حول الخلافات السياسية أو تحصل نتيجة إسقاطات مذهبية لا علاقة لها بالموضوعات المختلف عليها".

وتابع قاسم "هذه الخلافات السياسية تتمحور حول ثلاثة أمور أبرزها وجود خلاف بين مجموعات تعيش في بلد معين مع السلطة السياسية حول المشاركة السياسية والاصلاحات وهي خلافات داخلية بامتياز يحاول المستكبرون أن يستثمروها لمصالحهم .. وخلاف إقليمي كبير محوره فلسطين وبسبب هذا الخلاف نشأ محوران محور المقاومة لاستعادة الأراضي السليبة في فلسطين ومحور امريكا واسرائيل للهيمنة على المنطقة .. وخلاف آخر هو المحاولات الحثيثة للدول المستكبرة للتدخل في شؤون بلداننا كمحاولة للهيمنة والوصاية والاستعمار إذا فنحن أمام خلافات سياسية داخلية وإقليمية ودولية ولا علاقة للخلاف المذهبي بها".

وتطرق قاسم إلى ما يحصل في البحرين قائلا "إن الصمت الدولي عما يجري مع شعب البحرين لايمكن أن يغير الحقائق لجهة حقوق الشعب البحريني في المشاركة بحكم بلاده" معتبرا أن "من واجب السلطة في البحرين أن تسمع وتناقش وتتواصل وتحاور وتصل إلى النتائج المناسبة ليشعر كل مواطن بأنه ممثل ويبدي قناعاته بحرية واحترام من قبل الأطراف الأخرى".

الشيخ الآراكي: ثغرة القهقرة إلى الجاهلية الأولى بدأت تستعيد حياتها داخل عالمنا الإسلامي

بدوره أعرب الشيخ محسن الآراكي الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية عن اسفه لما تشهده الصحوة الإسلامية من ثغرات واختراقات استغلت من قبل اعداء الأمة الإسلامية لاختراق بنيتها مبينا ان العودة الى الجاهلية تستعيد مكانتها في عالمنا الإسلامي على شكل حركات تطرف وتكفير وارهاب تهدف إلى بث روح الفتنة بين أبناء الأمة الإسلامية.

وقال الشيخ في كلمة له خلال الجلسة إن من أهم الثغرات التي تعيشها أمتنا هي ثغرة القهقرة إلى الجاهلية الأولى التي بدأت تستعيد حياتها من داخل عالمنا الإسلامي على شكل حركات تطرف وتكفير تدعو الى القتل والنهب واستحلال دماء البشر وبث روح الكراهية والعداء بين الأمة وتمزيق صفوفها ونزع روح الرحمة منها "لافتاً إلى أن الإنجازات التي حققتها الأمة الإسلامية تمت في ظل وحدتها والتفاهم بين المنظرين والعقول فيها.

ولفت إلى أن "أعداء الأمة الإسلامية استطاعوا أن يستهينوا بها ويستبيحوا أراضيها ودماءها وأموالها حتى أصبحت بلادنا الإسلامية أكثر بلاد العالم تعرضا لاستباحات قليلة النظير في التاريخ" وقال " إن دماء أهلنا في فلسطين والعراق وأفغانستان وكثير من عالمنا الإسلامي استبيحت وأصبحت أراضينا وبيوتنا مباحة للعدو أن يقتحمها متى شاء".

وأضاف الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية "إن الوضع الذي مرت به أمتنا في القرن الأخير لا يشبهه وضع في تاريخنا مطلقا وهذه هي النقطة السلبية الأهم في وضعنا الحاضر" مشدداً على "أن العودة إلى الهوية والعزة الإسلامية والكرامة الإنسانية هي الأهداف التي تنشدها (الصحوة الإسلامية) المعاصرة".

وأكد الآراكي أن الأمة إلاسلامية قادرة على حل مشاكلها بنفسها دون الرجوع إلى المؤسسات الدولية لكي يأتوا إلينا بالحل ويقدموه لنا وأن الأمة الإسلامية العريقة تستطيع حل مشاكلها بنفسها من خلال رجال العلم والفكر والسياسة.

وبشأن القضية الفلسطينية أوضح الآراكي "أن نكبة فلسطين تشكل أوج الهوان والذل الذي حل بأمتنا وأنه لا بد أن تصبح هذه النكبة منطلقا لعودتها إلى كرامتها وعزتها ونتذكر النكبة لكي نهب مرة أخرى ونهيب بأمتنا ورجالها ومفكريها وسياسييها لكي يستذكروا أيام عزتها وصلابتها وحياتها وقيادتها للعالم المتحضر عندما كان العالم والحضارة ينطلق من بلادنا".

ودعا الآراكي كل رجال الدين والمخلصين في الأمة الإسلامية وقادتها الى ان يبذلوا جهودهم لإسكات أصوات الفتنة التي تصدر من بعض رجال الدين.

ولفت الآراكي إلى أن لجنة المساعي الحميدة التي انبثقت عن المؤتمر السادس والعشرين لمجمع التقريب بين المذاهب الإسلامية تهتم بقضايا الخلاف والنزاع في العالم الإسلامي وتقوم بدور تقديم المبادرات والحلول وإيجاد الجسور بين الفئات المتخاصمة والمختلفة والعلاقات مع كل رجال الفكر والسياسة والتأثير والنفوذ في عالمنا الإسلامي من أجل تقريب وجهات النظر بين الفئات المختلفة والوصول الى مبادرات الحل.

المصدر: سانا

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...