اليهودي روبرت مردوخ: ثعلب في بيت الدجاج

16-03-2007

اليهودي روبرت مردوخ: ثعلب في بيت الدجاج

الجمل:   برزت شبكة أخبار فوكس نيوز (Fox News Channel) وصعدت للواجهة خلال النصف الثاني من حقبة التسعينيات الماضية، متفوقة على شبكة أخبار الـ(سي.إن.إن: CNN)، وغيرها من وكالات وشبكات الأخبار الرئيسية العالمية.
السجل الرسمي لشبكة أخبار فوكس نيوز يقول بأنها شركة أمريكية أخبارية، تابعة لشركة قابضة أكبر هي: مجموعة فوكس الترفيهية (Fox Interlainment Group) التي يسيطر على ملكيتها الملياردير اليهودي الأمريكي، وعضو جماعة المحافظين الجدد البارز، روبرت مردوخ.
• الانطلاقة الأولى:
أطلقت شبكة أخبار فوكس نيوز عملياتها بدءاً من يوم 7 تشرين الأول 1996م، وذلك بتقديم، خدماتها الإعلامية عن طريق كوابل الاشتراك لحوالي 17 مليون مشترك. وقد صعدت مكانة شبكة أخبار فوكس نيوز بسرعة كبيرة، بحيث أصبحت الشبكة الإعلامية الأولى في العالم خلال فترة أربعة أو خمسة سنوات فقط من بدء عملها.
يقول روبرت مردوخ بأنه أنشأ شبكة أخبار فوكس نيوز من أجل هدفين:
- تقديم قراءة اخبارية تستند إلى وجهة نظر ايديولوجية المحافظين الأمريكيين.
- محاربة الإعلام والصحافة (الليبرالية)، التي تطلق المعلومات في كل الاتجاهات دون وعي بالأبعاد العميقة المترتبة عليها إزاء التهديدات التي تفرضها على القومية- الاجتماعية الأمريكية.
• الروابط مع الجمهوريين:
برغم ادعاء روبرت مردوخ حياديته في موازنة بث الشبكة الاخباري، فقد أكدت البحوث الأكاديمية والإعلامية، والمصادر العليمة بوجود الكثير من الروابط بين شبكة فوكس نيوز والحزب الجمهوري الأمريكي:
- 56% من الصحفيين والمحللين الذين يعملون في شبكة فوكس نيوز من الأعضاء البارزين في الحزب الجمهوري.
- 90% من المسؤولين عن التحليل السياسي، سبق أن تقلّدوا مناصباً رفيعة في الإدارات الأمريكية السابقة التي كان يسيطر عليها الجمهوريون، وبالذات في فترة ريغان، وبوش الأب، وبوش الابن.
- 99% من العاملين في شبكة فوكس نيوز من اليهود وأتباع المسيحية الصهيونية، المؤيد لجماعة المحافظين الجدد، سواء داخل الحزب الجمهوري، أو داخل الحزب الديمقراطي.
- روبرت مردوخ نفسه يعتبر من زعماء الجمهوريين، والداعمين بالمال والإعلام لسياسات الحزب الجمهوري وجماعة المحافظين الجدد، وقد قدّم الكثير من المساعدات هو وشبكة فوكس نيوز لمرشحي الحزب الجمهوري في انتخابات الكونغرس الأخيرة وأيضاً في انتخابات الرئيس بوش الابن في الرئاسية.
- استطلاعات الرأي أكدت وجود علاقة ارتباطية طردية بين التصويت والتأييد لصالح الحزب الجمهوري، ومعدل الاستماع والمشاهدة لشبكة أخبار فوكس نيوز، أي كلما زادت فترة الاستماع والمشاهدة لشبكة فوكس نيوز، كان الشخص أكثر تأييداً للحزب الجمهوري.
• وسائط البث:
تقوم شبكة فوكس نيوز ببث الأخبار عن طريق العديد من الوسائط. وتمتلك الشبكة حالياً الوسائط الإعلامية الآتية:
- فوكس نيوز راديو.
- فوكس نيوز ويب سايت.
- شبكة إذاعة فوكس نيوز.
• نطاق الانتشار:
أصبح نطاق شبكة أخبار فوكس نيوز يغطي كل أرجاء العالم تقريباً، وذلك بسبب:
- وجود مراسلين للشبكة في كافة أنحاء العالم.
- الاستخدام المتزايد لتقنيات تكنولوجيا الاتصالات المتطورة والأقمار الصناعية والمال السياسي.
- 75% من فترت البث الاخباري مكرسة للبث الحي المباشر، وبقية الـ25% مكرسة للتحليلات التي تهدف لمساندة (المضمون) عن طريق تقديم التحليلات الاخبارية على النحو الذي يدفع عقل المتلقي وصولاً إلى الاستنتاجات المطلوبة.
• الدور السياسي:
ترتبط شبكة فوكس نيوز باللوبي الإسرائيلي في المقام الأول، وبجماعة المحافظين الجدد، وصقور الحزبين الجمهوري والديمقراطي الداعمين للتوجهات التدخلية في السياسة الخارجية الأمريكية، من أتباع نظرية أولوية اعتبارات الأمن القومي الأمريكي داخل وخارج الولايات المتحدة، واستدامة وتعزيز التحالف الأمريكي- الإسرائيلي.
وعلى هذه الخلفية، لقيت شبكة أخبار فوكس نيوز دوراً بارزاً في الملفات الآتية:
- الحرب ضد الإرهاب.
- غزو واحتلال أفغانستان.
- الحملة المعادية لسوريا.
- دعم قوى 14 آذار وحكومة السنيورة.
- تحسين صورة إسرائيل.
- فرض العقوبات والحصار ضد الفلسطينيين.
- الحملة ضد إيران.
- الحملة ضد كوريا الشمالية.
- الحملة ضد فنزويلا.
- الحملة ضد كوبا.
وقد أكدت عمليات تحليل المضمون التي قامت بها مراكز البحوث الإعلامية والكليات الجامعية المختصة بالإعلام والصحافة، بأن اتجاه (المضمون) الذي تنقله مواد شبكة أخبار فوكس نيوز يمضي في اتجاه بناء الرأي العام الأمريكي والعالمي المؤيد لتوجهات إسرائيل وجماعة المحافظين الجدد وصقور إدارة بوش إزاء هذه الملفات، ومايزال الامريكيون يتذكرون الجهود الجبارة التي بذلتها شبكة أخبار فوكس نيوز في إثبات الأطروحات الآتية:
- وجود أسلحة الدمار الشامل العراقية.
- إيواء سوريا للإرهاب.
- حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد الفلسطينيين.
- عدالة العقوبات الأمريكية ضد الدول المارقة.
يقول الصحفي جيري ماتزا، المحرر المشارك في صحيفة أونلاين جورنال الالكترونية الأمريكية في مقاله الذي حمل عنوان (روبرت مردوخ: ثعلب في بيت الدجاج):
لقد هاجر اليهودي روبرت مردوخ في عام 1973م، منتقلاً من استراليا إلى الولايات المتحدة، وقام بشراء صحيفة (سان أنطونيو اكسبريس نيوز)، ثم صحيفة (ناشونال استار)، وفي عام 1976م، أي بعد ثلاث سنوات نم وصوله لأمريكا، قام بشراء صحيفة (نيويورك بوست) وقد أثبت براعته الهائلة في شراء الصحف الليبرالية، وتحويلها إلى صحف غارقة حتى الأذنين في بحر اليمين الأمريكي المحافظ المؤيد لإسرائيل واللوبي الإسرائيلي الصهيوني.
ويقول الصحفي الأمريكي بأن روبرت مردوخ أصبح يؤثر على العقل الأمريكي والأوروبي في الجوانب الآتية:
- تقويض نموذج التفكير النقدي الحر:
1- تثقيف وسائط بث شبكة فوكس نيوز في نمط ومضمون استخدام تدفقات الأخبار التي تعزز المخاوف وتدفع إلى النفور من (الآخر) باعتباره مصدر الخطر للحضارة الغربية والأمريكية.
2- التحليلات التي تقوم الشبكة ببثها، تقوم بها عينة تم اخيتارها وانتقاؤها بعناية، وفقاً لاعتبارات التحيز الإعلامي الذي يخدم (الفكرة المسبقة).
- استخدام التغذية والتغذية العكسية: وذلك عن طريق:
1- توظيف الشبكة في خدمة الجمهوريين والمحافظين الجدد، واللوبي الإسرائيلي.
2- اعتماد استثمارات الشبكة على الشركات والمنشآت ودوائر المجمع الصناعي- العسكري الأمريكي.
وعموماً نقول: لم تعد وسائط القوة تتمثل في القوة العسكرية، والاقتصادية، والسياسية، والتكنولوجية، والاجتماعية، بل أصبح الإعلام يمثل قوة حقيقية في العالم، وذلك لأنه يجسد عملياً أطروحة صناعية العقل الإنساني عن طريق تغذيته بالمعلومات (المبرمجة) التي تدفع الإنسان إلى تبني مواقف تم تحديدها مسبقاً بواسطة خبراء الإعلام.. وحتى الآن ما يزال العقل العربي حبيساً في دائرة التبعية لتدفقات أخبار فوكس نيوز وغيرها.. وإذا لم تسعَ دوائر صنع واتخاذ القرار في العالم العربي باتجاه دعم وتطوير وتعزيز قدرة الإعلام العربي، فإن روبرت مردوخ سوف يقوم بصناعة العقل العربي وتوجيهه والسيطرة عليه.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...