انتحاري يجلب الموت إلى وسط دمشق

09-04-2013

انتحاري يجلب الموت إلى وسط دمشق

كانت دمشق على موعد مع جنازات جديدة. «درب الجلجلة» اليومي يبدو بلا نهاية. آفاق الحلول السياسية تبدو بعيدة، وانتحاري جديد اختار العاصمة السورية، وأكثر ساحاتها حيوية واكتظاظاً، ليفجر نفسه.
160 قتيلاً وجريحاً سقطوا في منطقة السبع بحرات في وسط دمشق، غداة إعلان السلطات السورية نجاح قواتها العسكرية في تحقيق تقدم ميداني مهم على جبهتي حلب، من خلال السيطرة على قرية عزيزة، وريف دمشق من خلال إحكام القبضة على منطقة الغوطة الشرقية.
وبالإضافة الى طابع المنطقة السكني، التي فجر الانتحاري سيارته المفخخة فيها، فإنها تضم ايضا رموز الاقتصاد السوري، أي المصرف المركزي ووزارة المالية وهيئة الاستثمار. والتفجير الجديد ليس بعيداًً عن انفجار حي المزرعة قبل شهر ونصف الشهر ثم تفجير جامع الإيمان المجاور الذي أودى بحياة الشيخ محمد سعيد البوطي. سوريون يتفقدون الدمار الناتج من التفجير الانتحاري في منطقة السبع بحرات في دمشق امس (ا ب ا)
وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن «انتحارياً فجّر سيارة محمّلة بكميات كبيرة من المتفجرات بين ساحة السبع بحرات ومنطقة الشهبندر في دمشق».
وقال مدير صحة دمشق عادل منصور «وصل إلى المستشفيات العامة والخاصة في دمشق جثث 14 مواطناً استشهدوا جراء التفجير الإرهابي، ومحفظة طبية تحتوي بعض الأشلاء، و146 جريحا بينهم نساء وأطفال، إصابات بعضهم خطرة». وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيانات، أن «الانفجار أوقع 19 قتيلا وأكثر من 60 جريحا». ورجحت مصادر طبية ارتفاع عدد القتلى.
وانفجرت السيارة قرابة الساعة 12,30 ظهرا في منطقة مركزية مكتظة سكانياً. ووقع التفجير عند خروج الأطفال من مدرسة البخاري، التي تبعد حوالي 20 متراً عن المكان، وذهاب المواطنين إلى الصلاة في جامع بعيرا.
وقال مصدر عسكري إن «الانتحاري الذي فجّر نفسه في ساحة السبع بحرات وسط دمشق ربما لم يصل إلى هدفه النهائي»، موضحاً أن المنطقة التي تضم المصرف المركزي مغلقة بالكامل. وقالت مصادر ميدانية «ربما هو ما تم الاستعاضة عنه بتضخيم كمية المتفجرات لتطال مساحة أوسع». وقال شهود لوكالة «اسوشييتد برس» إن الانتحاري فجر السيارة بعد أن أوقفه حراس مبنى هيئة الاستثمار.
وبث التلفزيون السوري وقناة «الإخبارية» صوراً من مكان الانفجار، ظهرت فيها جثث مدماة على الأرض، وأشلاء يقوم مسعفون بوضعها في أكياس، وسط دمار كبير وحرائق ودخان كثيف أسود. وظهرت نسوة يركضن في الشارع، وعدد كبير من الأشخاص يفرون من المكان وقد بدت عليهم الصدمة، فيما شوهد رجل يقوم بإطفاء سيارة لم يبق منها إلا الهيكل. وأوضحت لقطات أخرى بعض الأطفال في الزي المدرسي وهم يضعون ضمادات.
وتسبب التفجير بأضرار مادية بالغة في المباني المجاورة لموقع التفجير. وتساقط زجاج مكتب وكالة «فرانس برس» القريب واقتلعت أبواب الالومنيوم المطلة على الشرفة فيه.
وقال رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي، لدى تفقده المكان، إن الانفجار «استهدف مدرسة في أوج النشاطات اليومية للمجتمع السوري في منطقة السبع بحرات» التي تعج إجمالا بالناس والسيارات. وأكد تصميم السلطات السورية على «سحق الإرهابيين»، مضيفا «نحن نقول لكل من يقف وراء تلك التفجيرات إن الشعب السوري متماسك والحكومة السورية تؤدي واجباتها تجاه أبناء شعبها، والشعب السوري حزم أمره لأنه سيمضي إلى الأمام ليسحق كل تلك المجموعات الإرهابية المسلحة».
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش إن «موسكو تدين بشدة الهجمة القاسية الجديدة للإرهابيين الذين يُقتل ويعاني بفضل نشاطهم الإرهابي أناس أبرياء».
وأضاف «هذه العملية الإرهابية الكبيرة هي الثانية التي تقع خلال شهر ونصف الشهر في منطقة وجود سفارتنا في دمشق، ما يشكل خطراً حقيقياً على حياة موظفيها وأمنهم، ونحن متأكدون من انه يجب أن تتلقى المجموعات الراديكالية في سوريا، التي تلجأ إلى التفجيرات الإرهابية وإطلاق القذائف على المناطق السكانية، ردا رادعا وموحدا من كل أعضاء المجتمع الدولي». وتابع «ندعو مجدداً بإصرار جميع الأطراف السورية إلى الامتناع عن العنف والجلوس حول طاولة المفاوضات وفق بيان جنيف».
ورفضت دمشق مهمة التحقيق التي قررتها الأمم المتحدة حول استخدام أسلحة كيميائية في سوريا كما حددها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية في بيان، إن «الأمين العام طلب مهام إضافية بما يسمح للبعثة بالانتشار على كامل الأراضي السورية وهو ما يخالف الطلب السوري من الأمم المتحدة»، معتبراً ذلك «انتهاكاً للسيادة السورية».

ودعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في هانوفر، إلى وقف العنف في سوريا. وقال «أعتقد أنه يجب التوصل إلى وقف إمدادات السلاح إلى جميع أطراف النزاع».
ورداً على الانتقادات لموسكو بأنها تواصل توريد السلاح إلى السلطات السورية، قال بوتين «نحن، على الأقل، نوردها إلى نظام شرعي، ولا تنص أية قرارات دولية على منع ذلك. ولكننا مستعدون للاجتماع مع الجميع لبحث كيفية الخروج من هذه المجزرة الدموية».
وتابع «شرحت حيثيات موقفنا إلى المستشارة بشيء من التفصيل. بدا لي أنها سمعتها وقيّمتها. رصدنا اختلافا في النهج حيال قضايا مختلفة تتعلق أقليتها، على فكرة، بسوريا».
ودعت ميركل إلى العمل من أجل حل سياسي للقضية السورية. وأكد أنه «يجب القيام بكل ما هو ممكن لعدم السماح بإراقة المزيد من الدماء ووقوع ضحايا بشرية فظيعة»، مشددة على «ضرورة الحوار السياسي الذي لم ينطلق بعد».

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...