تجاذبات جنيف 2 : معارضة الخارج والدول الراعية لها غير مهيأة للحوار بعد

14-05-2013

تجاذبات جنيف 2 : معارضة الخارج والدول الراعية لها غير مهيأة للحوار بعد

أطبق الجيش السوري بالكامل أمس على القصير، قرب الحدود اللبنانية، مغلقاً جميع المنافذ التي قد تؤدي إلى مرور المقاتلين أو السلاح إليها، بعد سيطرته على ثلاث قرى في ريفها، فيما رجحت واشنطن تأجيل عقد المؤتمر الدولي بشأن الأزمة السورية إلى حزيران المقبل، وذلك بعد ساعات من إعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون أنهما سيعملان على جمع ممثلين عن النظام السوري والمعارضة في جنيف اولا، للاتفاق على «هيئة لنقل السلطة من (الرئيس بشار) الأسد، إليها». جنود سوريون يداهمون منزلا بحثا عن مسلحين في قرية دمينة الغربية قرب القصير امس (ا ف ب)
وفيما كررت الرئاسة المصرية أن طهران جزء من الحل في سوريا، حذر وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي، بعد اجتماعه مع نظيريه السعودي الأمير سعود الفيصل والمصري محمد كامل عمرو في جدة، من أن انهيار النظام وتفكك سوريا، سيتسببان بتسرب الأزمة إلى دول المنطقة.
وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الذي سيلتقي نظيره الأميركي جون كيري على هامش اجتماع في السويد اليوم وغدا قبل لقاء مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في موسكو الجمعة المقبل، ضرورة مشاركة طهران في المؤتمر الدولي، معتبراً أن تصريح كيري حول الرئيس السوري بشار الأسد ومشاركته أو عدمها في الحكومة الانتقالية «مرتبط بصعوبة إقناع المعارضة بالتفاوض مع النظام».
وسيطر الجيش السوري على ثلاث قرى في ريف القصير في محافظة حمص. وقال مقدم في الجيش السوري في دمينة الغربية «بدأ الهجوم على قرى دمينة الغربية والحيدرية وعش الورور، وبعد معارك استغرقت ثلاث ساعات، تمت السيطرة على هذه القرى التي تعتبر استراتيجية، لأنها تقطع الطريق بين مدينتي حمص والقصير وتمنع الإمدادات عن المسلحين في القصير».
وقال أوباما، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع كاميرون في واشنطن، «معا سنواصل جهودنا لزيادة الضغط على النظام وتقديم المساعدة الإنسانية للسوريين، وتعزيز الجناح المعتدل في المعارضة والاستعداد لسوريا ديموقراطية من دون بشار الأسد»، موضحا أن هذا الأمر «يتضمن جمع ممثلين عن النظام والمعارضة في جنيف خلال الأسابيع المقبلة للاتفاق على هيئة انتقالية، حتى يتم نقل السلطة من الأسد إلى الحكومة الانتقالية».
لكن أوباما أعرب عن حذره بسبب ما اعتبره «المزيج القابل للانفجار» في الأزمة السورية. وقال «بسبب نوع العنف الذي ظهر في سوريا، فإنه من الصعب إعادة جمع الأشياء. سيكون هناك تحديات هائلة، وحتى لو انخرطت روسيا، لأنه لا يزال هناك دول أخرى مثل إيران، ولاعبون، مثل حزب الله، متورطون في الأزمة بشكل ناشط، وفي الجانب الآخر هناك جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة، والتي لديها أجندة تتعدى إطاحة الأسد».
ودعا أوباما موسكو إلى تغيير موقفها من أزمة سوريا. وقال «من مصلحة روسيا كدولة عظمى على الساحة الدولية، لا بل من واجبها، أن تحاول تسوية المشكلة بطريقة تفضي إلى النتيجة التي نرغب فيها على المدى الطويل». وقال «سنواصل العمل للتأكد من الحقائق بشأن استخدام أسلحة كيميائية في سوريا، وستساعد تلك الحقائق في إرشادنا في خطواتنا المقبلة».
ومن جهته، شدد كاميرون على «وجوب أن يعمل المجتمع الدولي على وقف المجزرة التي تحصل. ليس من مصلحة أحد أن تهدر المزيد من الأرواح وأن تستخدم الأسلحة الكيميائية أو أن تتسع أعمال العنف التي يرتكبها متطرفون».
وقال كاميرون إن روسيا والولايات المتحدة اتفقتا الأسبوع الماضي على تحريك «عملية جنيف» للتوصل إلى عملية انتقالية سياسية في سوريا. وأضاف «نرحب بموافقة (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين على الانضمام إلى الجهود الرامية إلى إيجاد حل سياسي. تبقى الصعوبات ضخمة لكن ما زال هناك نافذة قبل أن تتحول أسوأ المخاوف إلى واقع». وتابع «على السوريين الجلوس حول الطاولة نفسها للاتفاق على حكومة انتقالية تحصل على الضوء الأخضر من قبل جميع السوريين».
وأعلن كاميرون انه لم يتخذ قرارا بعد بشأن تسليح المعارضة السورية، مضيفا أن «بريطانيا تضغط من أجل تعديل الاتحاد الأوروبي حظر الأسلحة على سوريا، وستضاعف المساعدة غير المميتة للمعارضة السورية في العام المقبل»، مشيرا إلى انه سيتم «تقديم آليات مدرعة وبزات مضادة للرصاص ومولدات كهرباء»، معتبرا أن «مساعدة المعارضة أساسية لمنع تزايد نفوذ المتطرفين في سوريا».
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جين ساكي إن المؤتمر الذي يحتمل عقده بمشاركة ممثلين للحكومة السورية والمعارضة، قد يتأجل إلى أوائل حزيران المقبل.
وأعلن رئيس «الائتلاف» المعارض بالإنابة جورج صبرا، في مؤتمر صحافي في اسطنبول، انه لم يتقرر بعد المشاركة في المؤتمر الدولي أم لا. وقال «نحن الآن في مرحلة التشاور مع قوى الثورة في الداخل ومع أصدقائنا وحلفائنا في المنطقة، في تركيا والسعودية وقطر وبقية الدول العربية من أجل اتخاذ القرار المناسب»، مكرراً مطالبة «الائتلاف» بضرورة «رحيل» الأسد.

وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في مقابلة مع قناة «الميادين» بثت أمس، أن «حزب الله لا يقاتل في سوريا بل يحمي المقدسات الشيعية». وأشار إلى أن الاتفاق الروسي ـ الأميركي حول سوريا «لا يزال قائما» مشدداً على «ضرورة مشاركة إيران في مؤتمر جنيف 2»، لكنه أشار إلى «أنه لم يتمّ الاتفاق حتى الآن مع الغرب في هذا الشأن». واعتبر أن تصريح كيري حول الأسد ومشاركته أو عدمها في الحكومة الانتقالية «مرتبط بصعوبة إقناع المعارضة بالتفاوض مع النظام».
وأضاف «هناك خلافات لا تزال قائمة بين واشنطن وموسكو، لا سيّما ما يتعلق بجدول أعمال المؤتمر الدولي، فضلاً عن الأطراف المشاركة فيه».
وشدد صالحي، عقب اجتماع وزراء خارجية «مجموعة الاتصال المعنية بمالي» في جدة، على ضرورة أن «تتفاوض الحكومة السورية والمعارضة لتشكيل حكومة انتقالية وبعدها الدستور وغيره حتى الانتخابات المقبلة».
وقال صالحي، الذي التقى عمرو، «على الشعب السوري أن يقرر مصيره»، محذراً من أنه «لا سمح الله لو حصل أي فراغ أو تفكك في سوريا فإن هذه الأزمة ستتسرب إلى جميع الدول في المنطقة، ويكفي المعاناة التي تواجه شعوب المنطقة، ولا نريد أن نزيد عليها، علينا أن نخفف من المشاكل».
وأوضح صالحي أن اجتماعه بنظيره السعودي سعود الفيصل، الذي استمر ساعتين، «كان فرصة طيبة جدا، تطرقنا لأمور مختلفة منها العلاقات الثنائية والتطورات التي تحدث في المنطقة، وهي تطورات مصيرية». وأضاف «علينا أن نكون على تشاور مستمر مع بعضنا البعض لنزيد من الإيجابيات لهذه التطورات، ونمنع السلبيات التي يمكن تضع الإقليم والمنطقة كلها في وضع حرج» معترفا بوجود «بعض الخلافات».
وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية إيهاب فهمي إن «مصر ترى أن إيران من الدول المؤثرة، وإذا كان البعض يرى أنها جزء من المشكلة في سوريا، فإن مصر ترى أنها يمكن أن تكون جزءاً من الحل للأزمة السورية، واتصالاتنا وتواصلنا مع الجانب الإيراني انعكس في التوصل إلى توافق حول ضرورة التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة في سوريا».

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...