حوار جنبلاط مع اللوبي اليهودي في المؤتمر السنوي لمعهد واشنطن

24-10-2007

حوار جنبلاط مع اللوبي اليهودي في المؤتمر السنوي لمعهد واشنطن

الجمل: عقد معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، التابع للوبي الإسرائيلي، مؤتمره السنوي، الذي حمل عنوان مؤتمر المؤسس فاينبرج، فقد شارك في المؤتمر عدد كبير من خبراء اللوبي الإسرائيلي، والمسئولين الإسرائيليين، والمسئولين الأمريكيين، إضافة إلى الزعيم السياسي اللبناني وليد جنبلاط رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني، والناطق الرسمي باسم تحالف قوى 14 آذار المؤيدة لحكومة السنيورة.
* مداخلة وليد جنبلاط:
حملت مداخلة وليد جنبلاط عنوان "الكفاح من أجل الحرية والديمقراطية في لبنان" وقد تم تقديمها بواسطة وليد جنبلاط الذي شارك شخصياً بتاريخ 19 تشرين الأول الجاري.
أبرز النقاط التي وردت في المداخلة تتمثل فيما يلي:
• استعراض الخلافات حول عملية تمديد فترة حكم الرئيس اللبناني إميل لحود.
• الملابسات المتعلقة بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1559.
• اغتيال الحريري والاضطرابات والملابسات التي تعلقت بخروج القوات السورية من لبنان.
• ملابسات صدور القرار الدولي 1559، وتشكيل لجنة التحقيق الدولية.
• اغتيال جبران تويني.
• ملابسات تعطُّلْ مجلس النواب اللبناني.
• استعراض جهود مجلس الأمن، ودور نبيه بري غير المؤيد لها..
• شن المزيد من الانتقادات ضد دمشق.
في نهاية المداخلة حدد جنبلاط أن لبنان أصبح الآن أمام خيارين:
* خيار قيام قوى 14 آذار بانتخاب الرئيس الذي يدعم قرار "حرية واستقرار وسيادة لبنان"، ويحترم القرارات الدولية الصادرة بخصوص لبنان.
* خيار أن يخضع لبنان لسوريا وإيران، بما يؤدي إلى اختفاء لبنان باعتباره النموذج الوحيد الذي يمثل التعددية والديمقراطية في الشرق الأوسط.
* تعليقات خبراء اللوبي الإسرائيلي على المداخلة وردود جنبلاط:
بعد أن أنهى وليد جنبلاط المداخلة دار حوار بين جنبلاط، وروبرت ساتلوف المدير التنفيذي لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، ودينيس روس مبعوث السلام السابق والخبير بمعهد واشنطن، وديفيد ماكوفيسكي خبير معهد واشنطن لعملية سلام الشرق الأوسط، وديفيد شينكر المحلل المختص في وزارة الدفاع الأمريكية ومعهد واشنطن لشئون الشرق الأوسط..
• حوار ساتلوف مع جنبلاط: وكان الأطول من حيث عدد الأسئلة، ذلك لأن ساتلوف كان يمثل المحاور الرئيسي لجنبلاط، وكانت أبرز ردود جنبلاط التي طرحها رداً على تساؤلات ساتلوف تتمثل في الآتي:
* خرجت القوات السورية من لبنان ولكنها تركت لواء أو فرقة من الحرس الثوري الإيراني، تحتل تماماً نصف لبنان.. وفي كل وقت تقوم بتسهيل أمورها، وتقدم الخدمات للسوريين لاغتيالنا.
* الحوار مع الأطراف اللبنانية الأخرى مستحيل، وليس هناك من مفر سوى أن يتم اختيار واحد منا (أي قوى 14 آذار) وانتخابه رئيساً للبنان، وسوف تكون الأمور أفضل إذا تمت الإطاحة بالنظام السوري.
* الحدود مع سوريا لا تزال مفتوحة، والولايات المتحدة لم تقدم المساعدات اللازمة إلى الآن، والجيش اللبناني ما زال يضم بعض العناصر التي تنتمي إلى النظام القديم..
* إن حدوث اتفاق سلام سوري – إسرائيلي سوف يؤثر على استقرار لبنان، وذلك لأن الإسرائيليين والسوريين ظلوا يتصارعون على أرض لبنان، وأعتقد بأن أي اتفاق سلام سوف يحاول السوريون فيه المساومة لا على موضوع الجولان فقط، وإنما على موضوع المحكمة الدولية، واستقلال لبنان، وأعتقد بأن الإدارة الأمريكية الحالية سوف لن تقبل بالتنازل عن لبنان مهما كان الثمن..
• حوار دينيس روس مع جنبلاط: تساءل دينيس روس عن مطالبة جنبلاط للأمريكيين بالقيام بتغيير النظام في سوريا، وقال روس إذا كانت أمريكا لا تريد تغيير النظام في سوريا، فما هو المطلوب منها في هذه الحالة بنظرك؟
وكان رد جنبلاط على دنيس روس مضطرباً، وأبرز ما ورد فيه بأن التفجيرات والاغتيالات في لبنان سوف تستمر وبأن العقوبات لن تنفع في الضغط على النظام السوري..
• حوار ديفيد شينكر مع جنبلاط: تساءل شينكر: إذا لم يتم انتخاب رئيس لبناني جديد في تشرين الثاني القادم، ما الذي سيفعله الجيش اللبناني؟ وما الذي سيفعله الجنرال ميشيل سليمان قائد الجيش؟ وإلى أي جانب سيقف الجيش؟
رد جنبلاط بأنه يتوجب النظر مرة أخرى على الدستور، وأضاف قائلاً بأن قوى 14 آذار سوف تكون في 14 تشرين الثاني قادرة على عقد الاجتماع في أي مكان، ودون الحاجة لأخذ الإذن من رئيس مجلس النواب نبيه بري.
• حوار ديفيد ماكوفيسكي: حيث تساءل عن إمكانية تصور وضع مستقبلي في لبنان لا تتقاطع فيه المصالح السورية – الإيرانية مع مصالح حزب الله، وهل هناك من طريقة لإحداث الانقسام والانشقاق بين هذه الأطراف الثلاثة في الساحة اللبنانية..؟
وتخص رد جنبلاط في أن التحالف السوري الإيراني يتمثل محوره في لبنان، وتحديداً في حزب الله، وبرغم تداخل العبارات المبهمة والتساؤلات غير المؤكدة، أشار جنبلاط إلى أن وجود حزب الله مفاده استمرار التحالف السوري الإيراني ولا يمكن تصور خلافات سورية – إيرانية طالما أن حزب الله موجود في الساحة اللبنانية..
هذه أبرز المعالم التي وردت في مداخلة جنبلاط، ولكن بالطبع ليس جديداً على القارئ عداء جنبلاط لسوريا ولحزب الله، وإنما الجديد تمثل فيما أوردته صحيفة هاآرتس الإسرائيلية، وتحديداً في زاوية "نطاق روزنر"، ضمن التحليل الذي حمل عنوان "جنبلاط لبوش: أرسلوا سيارات مفخخة إلى دمشق".
ملاحظات فرجينيا: النقاش حول لبنان في مؤتمر معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى لم يركز على لبنان كحالة منعزلة. وإنما كان أيضاً حول سوريا، إيران، المعتدلين، المتطرفين، الحروب، الشيعة، السنة... وباختصار: حول الشرق الأوسط..
يقول التحليل في الفقرة رقم (1):
وفي الحقيقة، وليد جنبلاط الزعيم اللبناني الحالي للحزب التقدمي الاشتراكي، كان مضحكاً ومسلياً تماماً باقتراحه الصارخ لإدارة بوش لقيامها بـ "إرسال سيارات مفخخة إلى دمشق" كوسيلة للحيلولة دون تدخل سوري أكبر في السياسة اللبنانية..
لقد حدث وقبيل افتتاح المؤتمر، أن الفيديو الذي استخدمه المعهد لم يقم بالتقاط هذه الميني – دراما وفقط التقط الفيديو ما هو مكتوب وتم تحضيره والملاحظات التي تم القيام بها، وبرغم ذلك فقد كانت الملاحظات خشنة وقاسية بقدر كافٍ في طبيعتها.
التعليق الخاص بالسيارة المفخخة، يمكن أن يكون من قبيل الفكاهة، ويمكن أن لا يكون كذلك، وقد جاء التعليق عندما سئل جنبلاط بأن يحدد كيف يمكن لأمريكا أن تساهم في كفاح الشعب اللبناني ضد التدخل السوري والإرهاب، وبعدها أجاب لاحقاً "لقد كنت أمزح فقط"!!!
وأشار المحلل الإسرائيلي روزنر معلقاً على ذلك قائلاً بأن جنبلاط يعرف أكثر من غيره جيداً بأن المزاح بهذه الطريقة لا يمثل أسلوباً حصيفاً وآمناً.

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...