دراسة إسرائيلية حول الخيارات المحتملة لصفقة السلام مع سورية

10-06-2007

دراسة إسرائيلية حول الخيارات المحتملة لصفقة السلام مع سورية

الجمل:     أعد الباحثان الإسرائيليان عوزي اراد، وراشيل ماختيغير، ورقة استراتيجية حملت عنوان (خيارات من أجل صفقات مقايضة الأرض مع سوريا في مجرى الإطار العملي للاتفاقيات المستقبلية المحتملة).
تتكون ورقة الدراسة من 22 صفحة، وتنقسم إلى خمسة أقسام، يمكن استعراضها على النحو الآتي:
• الخلفية:
خلال الأشهر الماضية صدرت إشارات متكررة من دمشق تقول بأن سوريا ملتزمة بالسلام كخيار استراتيجي، ومستعدة للتفاوض دون أي شروط مسبقة.
التوقعات والمعلومات تقول بأن السلام السوري سوف يستند إلى خطة الجامعة العربية لعام 2000م، والتي تضمنت (انسحاب إسرائيلي إلى حدود 1967م) بما في ذلك الانسحاب الكامل من مرتفعات الجولان، إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس، تطبيق قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194 المتعلق باللاجئين.
تقول خلفية الورقة أيضاً، بأن إشارات المطالبة بالسلام، انطلقت من دمشق نتيجة لعدد من الأسباب والدوافع:
- الاهتمام العميق بتوجهات إدارة بوشن المعومة فرنسيا، الساعية لاستهداف النظام في سوريا.
- الدعم الأمريكي والدولي لإسرائيل خلال حرب لبنان الثانية والنزع المستمر المطالب بإبقاء سوريا بعيداً عن لبنان.
- تحول حزب الله من أداة بيد سوريا إلى قوة مستقلة يمكن أن تربك وتوقع سوريا في معركة مع إسرائيل.
- الثمن الذي يمكن أن تدفعه من جراء تحالفها مع إيران.
كذلك، تشير خلفية الورقة إلى تفسير آخر لدوافع الإشارات المطالبة بالسلام المنطلقة من دمشق، وهو تفسير يقول بأن القيادة السورية تحاول فقط أن تستغل وتوظف لمصلحتها المطالبات المتزايدة داخل إسرائيل المتعلقة بالحاجة إلى اتفاق مع سوريا.
إن إشارات دمشق تعبر فقط عن رغبتها لتخليص نفسها من المحنة الدبلوماسية، ولا تعكس أي قرار استراتيجي للتوصل إلى سلام مع إسرائيل.
الإسرائيليون الذين يؤيدون بدء العملية الدبلوماسية مع سوريا في الوقت الحالي يشيرون إلى المزايا الاستراتيجية للاتفاق مع سوريا، باعتبارها مزايا تتمثل في الآتي:
- تحييد خطر الصواريخ السورية ضد إسرائيل.
- وقف المساعدة السورية لحزب الله، ووقف المساعدة الإيرانية لحزب الله عبر سوريا.
- إيقاف الدعم السوري لحركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي.
- تخلي سوريا عن (حق النقض) إزاء الاتفاقية الإسرائيلية- الفلسطينية.
- إضعاف نفوذ إيران في المنطقة.
الإسرائيليون الذين يعارضون العملية الدبلوماسية مع سوريا في هذا الوقت يحذرون من أن العملية الدبلوماسية سوف لن تثمر عن هذه الإنجازات، وفوق ذلك، فهي لن تؤدي إلى نقطة تحول استراتيجية في علاقات سوريا مع إيران، وسوف يحدث العكس، لأن العملية سوف تؤدي فقط إلى ربط أيدي إسرائيل وجهاً لوجه مع سوريا وأولئك الذين تحت رعايتها. كما أن إعلان إسرائيل عن استعدادها لإجراء المفاوضات مع سوريا سوف يدعم إطالة عمر النظام السوري، ويؤدي إلى إحباط الإدارة الأمريكية. وبالتالي فإن النظام السوري كما يرى المعارضون الإسرائيليون بأنه عندما يكتسب الشرعية ويخفف الضغط الواقع عليه عن طريق الدخول في مفاوضات السلام، فإنه سوف يقوم بإعاقة التوصل إلى اتفاق دائم يتضمن البنود التي سبقت الإشارة إليها.
يقول الباحثان:
كجزء من المطالبات في إسرائيل من أجل تحديد قناة التقارب مع سوريا، فإن خيارات إسرائيل لمبادلة الأراضي قد تم إعادة تدقيقها وتفحصها. وفي هذا السياق، فإن فكرة مقايضات الأرض ثم فحصها وتدقيقها باعتبارها من وسائل توسيع مجال وهامش المناورة وفرص التوصل إلى اتفاق.
- مقايضة الأرض كعامل دفع مؤثر:
آلية مقايضة الأرض بالأساس تم استخدامها عدة مرات في الماضي، في المفاوضات بين إسرائيل والعرب، وأيضاً في المفاوضات الأخرى خارج السياق العربي- الإسرائيلي.
- مقايضة الأرض في خطط السلام الإسرائيلية- العربية:
اكتسبت آلية أو فكرة مقايضة الأرض مكانة دبلوماسية رسمية في كل الاتفاقيات العربية- الإسرائيلية خلال الفترة الماضية. (اتفاقية السلام الأردنية- الإسرائيلية) الإطار الإسرائيلي- الفلسطيني وأيضاً اتفاقية كامب ديفيد مع مصر).
- مقايضة الأرض خارج الإطار العربي- الإسرائيلي:
تعرضت كل دول الشرق الأوسط لعمليات تغيير أو تعديل أو ضبط الحدود، وذلك لعدة أسباب، أبرزها العوامل الاقتصادية.
• البدائل المختلفة لمقايضة الأرض بين إسرائيل وسوريا:
تقول الورقة بأن سوريا متمسكة بمطالبتها بأن الاتفاق مع إسرائيل يجب أن يقوم على الانسحاب الإسرائيلي إلى حدود عام 1967م. وقد ظل هذا المطلب يشكل العائق أمام كل المفاوضات، إذ إن تنفيذ هذا المطلب يبدو صعباً أمام إسرائيل، وذلك لأنه يضر بمصالحها، ويترتب عليه خسارة بعض المزايا الاستراتيجية الهامة، المتعلقة بـ:
- السيطرة على سلاسل الجبال والقمم المرتفعة في الجولان الغربية.
- السيطرة على مصادر إسرائيل الرئيسية من مياه، نهر الأردن وبحر الجليل (يقصد بحيرة طبرية).
- المستوطنات الإسرائيلية الموجودة في الجولان.
- فقدان وخسارة أرض ظلت تحت سيطرة إسرائيل لفترة أطول من فترة سيطرة سوريا عليها بدءاً من لحظة الاستقلال.
يوجد البعض في إسرائيل من أمثال البروفيسور جدعون بيغر الذين يقولون بإمكانية القيام بمراجعة محدودة للحدود على أساس:
* القياس الذي يقوم على خطوط 1967، ولكن من الصعب أن نرى كيف أن الاتفاق على هذه الأسس سوف يتجنب إلحاق الضرر بالمصالح الحيوية الإسرائيلية. فالاتفاق الذي يستجيب بشكل صحيح لاحتياجات إسرائيل الاستراتيجية يجب أن يقوم على إمساك واحتفاظ إسرائيل بالجولان، ويجب أن يتضمن المكونات الآتية:
- سيطرة إسرائيل المستمرة على حوالي 250 كيلومتر مربع في مرتفعات الجولان الغربية، والخط الفاصل يسمى في هذه الحالة بخط حدود المرتفعات.
- مقايضة الأرض: كمقابل للأرض التي سوف تظل تحت سيطرة إسرائيل، يمكن أن تحصل سوريا على تعويض بنفس الحكم من الأراضي بواسطة دولة أخرى.
- اتفاقيات التأجير: هناك إمكانية أن يتم تأجير جزء من مرتفعات الجولان الواقعة شرق خط حدود المرتفعات والواقعة حالياً تحت سيطرة إسرائيل، إلى إسرائيل بموجب عقر إيجار لفترة 99 عاماً، وإذا تعذر ذلك فإنه يتوجب على إسرائيل إخلاء المستوطنات الموجودة شرق خط حدود المرتفعات.
- منطقة حرمون: تم الاتفاق في الماضي على تدويلها لأغراض إقامة منشآت الإنذار المبكر، وهذه المنطقة بمساعدة الاستثمار الدولي سوف تصبح منطقة تطوير وتنمية مشتركة ومنتجع لإسرائيل وسوريا ولبنان.
* ( حدود المرتفعات) سوف تشكل الواقع الميداني على الأرض عن طريق:
- إبقاء 10 آلاف من جملة الـ16 ألف مستوطن يهودي مقيم في الجولان في المستوطنات الآتية: كاتزرين، ميغوهاما، كفر هاروف، افيك، بني يهودا، غيفات ياووف، راموت، حاد-يتس، كيدمات- ستيفي، كيلا، شائيل، بروخيم، غيشور، معالي قاملا.
- إذا لم يتم الاتفاق على عقد الإيجار، فسوف يتم إخلاء المستوطنات الموجودة في شرق وشمال الجولان، وهي: افني ايتان، عيلياد، نوف، هيسبين، رامات هاماقشيميم، يوناتان، أنيعام، كاناف، ناتور، كيشيت، ألوني هاياشان، أورتال، ميروم هاقولان، عوديم، ايلروم، عين زيفان، نيفي أتيف.
- لا يتم ضم قوى الدروز في مرتفعات الجولان إلى إسرائيل، وعدد المقيمين في هذه القرى (مجدل شمس، مسعدة، عين قينيا، بقعاتا) والبالغ عددهم 20 ألف نسمة.
1- سوف تقدم لإسرائيل شريط حماية لمصادر المياه الرئيسية.
2- سوف تمنح إسرائيل ممراً إلى حرمون عبر أراضيها.
3- سوف تحل الصراع مع لبنان حول مزارع شبعا ومناطق الغجر.
4- سوف توسع أراضي إسرائيل في منطقة الهامة.
بأي حال من الأحوال، قبل أن تدخل إسرائيل في مفاوضات حول الاتفاق مع سوريا، ولكي تتم المفاوضات مع سوريا على أسس متماثلة، فإن على سوريا أن تقوم بالإيفاء بشرطين لازمين هما:
- وقف دعم حزب الله والمنظمات الإرهابية الفلسطينية.
- فك الارتباط عن إيران.
سوف تناقش هنا ثلاثة بدائل لمقايضة الأرض (سوف لن نتعرض للاعتبارات المحلية الداخلية المتعلقة بتبني أي من هذه البدائل): «لمراجعة الملف الأصلي والخرائط»
- مقايضة الأرض بين إسرائيل، سوريا، ولبنان.
- مقايضة الأرض بين سوريا، إسرائيل، والأردن.
- مقايضة الأرض المتعددة الأطراف بين سوريا، إسرائيل، لبنان، والأردن.
* مقايضة الأرض بين سوريا، إسرائيل، ولبنان (البديل1):
النقاط الرئيسية للبديل:
إسرائيل سوف تحصل على 250 كيلومتر مربع من الجولان وحتى (حدود المرتفعات) ولبنان سوف تحول أرض مساحتها 250 كيلومتر مربع إلى سوريا. وإسرائيل سوف تحول إلى لبنان من أرض مساحتها 50 كيلومتراً مربعاً على طول حدودهما المشتركة. ومنطقة حرمون سوف يتم تدويلها وتصبح موقعاً سياحياً مشتركاً.
* مقايضة الأرض الثلاثية الأطراف بين إسرائيل، سوريا، والأردن (البديل2):
النقاط الرئيسية للبديل:
إسرائيل سوف تحتفظ بالأرض العراقية غرب خط (حدود المرتفعات) بمساحة قدرها 250 كيلومتراً مربعاً. وسوريا سوف تتلقى (أرضاً بنفس الحجم من الأردن، وإسرائيل سوف تحول للأردن مساحة بنفس الحجم. ومنطقة حرمون سوف تكتسب وضعاً دولياً وإسرائيل سوف تحتفظ بمحطات الإنذار المبكر.
* مقايضة الأرض المتعددة الأطراف بين إسرائيل، سوريا، لبنان، والأردن (البديل3):
النقاط الرئيسية:
على ضوء الصعوبة الناشئة عن عدم إمكانية مقايضة الأرض بين إسرائيل ، سوريا، ولبنان، فمن المفيد أن نتفحص إمكانية توسيع وتمديد الدائرة المشتركة في الاتفاق وذلك من أجل زيادة مساحة وهامش المناورة، فإسرائيل سوف تحتفظ بالأرض الواقعة غرب خط (حدود المرتفعات) والبالغة مساحتها 250 كيلومتراً مربعاً، والأردن سوف تعوض سوريا بنصف كمية الأرض التي احتفظت بها إسرائيل، ولبنان سوف يعوض سوريا عن النصف الآخر. وإسرائيل سوف تعوض لبنان والأردن على طول خطوط الحدود الإسرائيلية المشتركة معهما بأراض تبلغ مساحتها تقريباً نفس الحجم الذي قام الأردن والبنان بتحويله إلى سوريا. ومنطقة الحرمون سوف تبقى منتجعاً سياحياً مشتركاً.
وعموماً، هذه الورقة مرفقة بخمس خرائط توضح على الأرض السيناريو الجغرافي للبدائل الثلاثة (المحتمل) طرحها بواسطة الجانب الإسرائيلي كخيارات على طاولة المفاوضات.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...